أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن إحياء الشعب الفلسطيني وقيادته الذكرى الـ71 للنكبة يعكس إصراره على إسقاط (صفقة القرن) وسيكون منصة انطلاق حقيقية لمجابهة الحراك الأمريكي وإسقاطه، وأساساً لتعزيز صمود الفلسطيني في وطنه، وتمكينه من بناء الاقتصاديات الوطنية بعيدا عن هيمنة الاحتلال الإسرائيلي وسيطرته.
وأوضحت الوزارة - في بيان اليوم الثلاثاء - أن إحياء ذكرى النكبة سيشهد حراكا دبلوماسيا فلسطينيا لمحاصرة التغول الأمريكي على حقوق الشعب الفلسطيني، وإفشاله.. مشيرة إلى أن إحياء الذكرى يأتي في ظل تحديات جسام تتعرض لها القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، وفي مقدمة هذه التحديات النتائج الكارثية لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومواقفه المنحازة للاحتلال تحت لافتة (صفقة القرن).
وأشارت إلى أن هذه الذكرى تأتي في ظل تصعيد الاحتلال لهجمته الاستيطانية التهويدية ضد القدس والمقدسات بشكل خاص، وأرض دولة فلسطين بشكل عام، وسط دعوات ومطالبات لفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، كمقدمة لفرض السيادة الكاملة على أجزاء واسعة منها، وفي ظل استمرار الحصار الظالم، والاعتداءات الدموية المتكررة على الفلسطينيين في غزة.
وأكدت الخارجية أن إحياء ذكرى النكبة ما هو إلا دليل قاطع على تمسكه بحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وحقه في العودة، وتقرير المصير، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها.
كما جددت التأكيد على أنها ماضية في معركتها السياسية والدبلوماسية على الأصعدة وفي المحافل كافة لإسقاط رواية الاحتلال، وتفنيدها، وفضحها على طريق تعميق الجبهة الدولية الداعمة والمساندة لحقوق الفلسطينيين، والرافضة للانحياز الأمريكي الأعمى للاحتلال،مشدد على مواصلة العمل الدؤوب لنيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، والمضي في فضح جرائم الاحتلال اليومية المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في المحافل كافة.
وفي السياق ذاته، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي- في بيان اليوم - إن الإجراءات والمخططات الأمريكية الأحادية في فلسطين والمنطقة عموما هي نكبة جديدة تحل بالشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده وبشعوب المنطقة والعالم أجمع، كما أنها كارثة تضرب بالعدالة الأممية والشرعية الدولية وتسحق كل ما هو قانوني وإنساني ليسود منطق القوة والعنجهية المستند إلى الشعبوية والعنصرية والتطرف.
وأضافت عشرواي أن النكبة بجميع مكوناتها العنصرية الإقصائية الإحلالية ما زالت مستمرة وتطغى بأشكالها المختلفة على جميع مفاصل حياة الفلسطينيين.. مؤكدة أهمية وجود تجمع دولي متعدد الأطراف لمواجهة التحالف الأمريكي- الإسرائيلي والمخططات والإجراءات العدوانية وما يسمى بـ"خطة السلام الأمريكية" التي يجري الترويج لها، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بما في ذلك إيجاد حل عادل لقضية لاجئي فلسطين، وفقا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومنها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، ومواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
وشكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما تضمنته ولا زالت تتضمنه، من عملية تطهير عرقي حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 4ر1 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.
وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.