قال السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، إن عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، تتطلب جهدا اقتصاديا وإنسانيا، مشيرا إلى أن المبادرة الروسية لإعادة النازحين من دول الجوار إلى سوريا، تتقدم بالجهود الروسية وبمساعدة سوريا والحلفاء.
وأكد السفير الروسي - في حديث له اليوم الجمعة لإذاعة صوت لبنان - أن موضوع عودة النازحين لا يتوقف فقط على الأرقام، وإنما على ظروف أخرى عديدة، وأن عملية العودة مستمرة وهناك قنوات اتصال وجاهزية سورية لاستقبال النازحين، مشددا على أن توطين النازحين السوريين في الدول التي يتواجدون فيها، ليس مطروحا على وجه الإطلاق، كما أنه يجري العمل حاليا على إعادة تأهيل المناطق السورية، مضيفا: "هناك 500 ألف نازح تقريبا عادوا في السنوات الأخيرة".
واعتبر أن هناك "محاولات لتسييس موضوع عودة النازحين"، داعيا إلى عدم الربط بين الشق السياسي والعمل الإنساني الذي يتعلق بعودة النازحين، وأن يكون القرار في سوريا بيد الشعب السوري، مؤكدا أن الأعمال تسير داخل سوريا تحضيرا لعودة النازحين، وأن ترتيب أمور العودة بشكل كامل هو شأن سوري وأن روسيا من جانبها تقدم يد العون فقط.
وكان الأمن العام اللبناني قد أعلن - في شهر مارس الماضي - أن عدد النازحين السوريين الذين غادروا لبنان وعادوا إلى سوريا، ابتداء من منتصف العام الماضي، بلغ 172 ألف لاجئ، وذلك في ضوء التسهيلات الإدارية وآلية العودة الطوعية التي وضعها الأمن العام في كل المناطق اللبنانية.
يشار إلى أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الدوائر اللبنانية والأممية تفيد بوجود قرابة مليون و300 ألف نازح سوري داخل الأراضي اللبنانية، ويتحصلون على مساعدات من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، غير أن مسؤولين لبنانيين يؤكدون أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك الرقم ليتراوح ما بين مليون ونصف المليون وحتى 2 مليون نازح.
ويعاني لبنان من تبعات اقتصادية كبيرة جراء أزمة النزوح السوري، حيث يعتبر البلد الأكبر في العالم استقبالا للاجئين مقارنة بعدد سكانه الذي يقترب من 5 ملايين نسمة.
وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضي مبادرة وصفتها بأنها "استراتيجية" لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديدا دول الجوار السوري المتمثلة في لبنان والأردن وتركيا، باعتبار أن تلك الدول يتواجد بها العدد الأكبر من النازحين السوريين جراء الحرب السورية، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.