المذيعة هند فرحات: «عامل قلق».. برىء من تُهمة ازدراء الأديان!
حوار: سما الشافعى
ما بين الأقاويل التى تناثرت حول أن برنامجها صدر قرار بإيقافه على خلفية اتهامها بـ»ازدراء الأديان»، وتأكيدها أن الأمر مرتبط بعجز مالى، وأن الأيام المقبلة ستشهد عودة برنامجها ولكن على شاشة فضائية جديدة، والشائعات التى تطاردها، دار الحوار مع الإعلامية، هند فرحات، التى تحدثت عن كواليس صدور قرار بوقف برنامجها «عامل قلق» من العرض على شاشة قناة «العاصمة».
«هند» تحدثت أيضا عن خططها المستقبلية، وحقيقة الاتهامات التى طالتها، والخلافات التى عجلت برحيلها من «العاصمة» سواء خلال تجربتها الأولى، أو الثانية، كما ألقت الضوء على موقفها ورؤيتها لما يحدث الآن داخل الوسط الإعلامى، وكان الحوار التالى:
لنتحدث فى البداية عن كيفية دخولك الوسط الإعلامى.. كيف تم هذا الأمر؟
ظللت أعمل مضيفة طيران لمدة ١٢ عامًا ، وبعد ذلك وتحديدًا خلال ٢٠٠٩ تقدمت بأوراقى للعمل فى قناة المحور، وتم قبولى وعملت كمذيعة ببرنامج « عرض خاص»، وإلى جانب هذا بدأت فى كتابه مقالات فى بعض الصحف والمواقع الإليكترونية.
برأيك.. ما هى المقومات اللازمة للعمل فى الإعلام؟
الموهبة والكاريزما، فأنا لم أدرس الإعلام إطلاقا، وعملت فى مجال آخر، وكنت أتمنى أن أعمل فى الإعلام، وبالفعل عملت بعدما اجتهدت وطورت مهاراتى وموهبتى حتى أصبحت إعلامية.
اتهمك البعض بازدراء الأديان.. وهناك من يؤكد أن هذا الاتهام سبب إيقاف برنامجك «عامل قلق»؟
من كان وراء إيقاف برنامج «عامل قلق» على شاشة قناة «العاصمة» الدكتور سعيد حساسين، بحجة العجز المالى فى القناة، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لم يحدث ازدراء أديان فى أى حلقة من حلقات البرنامج، والحلقة الوحيدة التى كان لها علاقة بالشأن الدينى هى حلقة أحمد عبده الذى كان ضد الفتوحات، وكان معه الدكتور كمال الهلباوى، ولو كان السبب فى إيقاف برنامجى ازدراء الأديان نتيجة هذه الحلقة، كان سيتم إيقافي؛ لكنى بقيت مستمرة فى تقديمى البرنامج لمدة شهرين بعد عرض هذه الحلقة.
هناك من يشير إلى أن تسيرين على خطى الإعلامية ريهام سعيد وتحديدًا فيما يتعلق بطرح موضوعات «مثيرة للجدل».. إلى أى مدى تتفقين وهذا الرأى؟
الإعلامية « ريهام سعيد « تسير فى اتجاه آخر فى برنامجها، فهى لا تستضيف ضيوف ولا تعمل فى ملفات الفساد بشكل ثابت، فى حين أن نوعية مقالاتى والبرامج التى أقدمها هدفها كشف الفساد بصورة أو بأخرى، ومقالاتى الساخرة جميعها تدور حول فساد الكبار والمسئولين.
بصراحة.. هل سبب وقف برامجك أنك «مشاكسة» وتحاولين دائما كشف قضايا فساد الكبار؟
ربما يكون سبب قصر أعمار برامجى، أنها دائما تتسم بالجرأة الحادة، وأننى مذيعة مشاكسة وأبحث عن فساد مسؤلين كبار فى الدولة ، وربما يكون سبب انتهاء عرض برامجى لفترة طويلة هو الغيرة المهنية، وأذكر أنه عندما تم قطع البث عنى أثناء تقديمى إحدى حلقات برنامج «حد يفهمنا» كنت لا أعلم إذا كان قطع بث معتمد أم لا، لكننى رغم هذا لن أتراجع عما أكتبه وأفعله فى عملى وسأظل جريئة .
بالحديث عن قناة العاصمة.. كيف بدأت العمل بها وهل هناك من تولى عملية ترشيحك للعمل فى طاقمها؟
وقت تأسيس القناة، كنت على علاقة طيبة بالدكتورة منى الحسينى، وبالفعل رشحتنى لعمل برنامج يحمل عنوان مقالاتى التى أكتبها على صفحات الصحف «حد يفهمنا»، وبالفعل كنت ضمن فريق العمل بالقناة، وكانت معى مجموعة من الإعلاميين منهم سيد على ونهال عنبر، لكننى تركتهم على خلفية أزمة كبيرة حدثت بيننا، بسبب عرضى مستندات تدل على فساد بعض الوزراء فى ذلك الوقت، وانطلقت ببرنامج توليت إعداده، ولم يشاركنى فيه أحد اسمه «حد يفهمنا»، لكننى لم أسعد كثيرا، فتم قطع البث على الهواء فى أول حلقة من برنامج «حد يفهمنا» لمناقشتى لقضايا جريئة.
من كان وراء ايقاف برنامجك «حد يفهمنا» فى المرة الأولى؟
قمت بإذاعة حلقة كاملة عن فساد وزير الزراعة، وبعد ذلك تم القبض على وزير الزراعة الأسبق صلاح هلال، وتم اقتياده لمقر جهاز الرقابة الإدارية للتحقيق معه، إضافة إلى أن البرنامج كان يناقش قضايا عديدة مثيرة للجدل، لكن بعد ذلك قاموا بتحويله لبرنامج مسجل، ليتمكنوا من تقطيع بعض الفقرات التى لا يريدونها أن تذاع، فاعتذرت وتركت البرنامج.
كيف عُدت للعمل مرة أخرى فى قناة «العاصمة»؟
عدت مرة اخرى مع أسامة الشيخ، عندما طور قناة العاصمة، وأصبحت هناك قناتان، العاصمة الأولى والعاصمة الثانية، فعدت، وكان هناك الإعلامى جابر القرموطى والإعلامية منى سلمان والإعلامية بثينة كامل، لأنطلق ببرنامج اسمه «عامل قلق» برئاسة تحرير الإعلامى صلاح الدالى؛ لكنه توقف بسبب وجود عجز مالى.
ماذا عن خطواتك المستقبلية؟
لن أقف عند تلك المحطة، فمن المنتظر أن أعيد تقديم برنامجى «عامل قلق» على شاشة فضائية أخرى قريبا، وسيتضمن البرنامج فقرات عديدة أكثر من التى كنت أقدمها خلال التجربة الأولى، كما أننى سأحاول أن أطرح على المشاهدين قضايا جريئة مهمة بشكل حيادى ومهنى.
إتهمك البعض على مواقع التواصل بنشر الجهل بتأكيدك ظهور صور الأنبياء على جدران أحد الأضرحة؟
رأيت بالفعل صور الأنبياء على جدران أحد الأضرحة فى محافظة الشرقية، وأنا أعتقد فى ذلك ليس جهلا، ولكنه إيمانا بالله والصحابة والأولياء، كما أننى طلبت من المسئولين فى الدولة البحث فى ظاهرة حدثت فى مقام الإمام يحيى، ابن الإمام حسن الأنور، وهو الأخ الأكبر للسيدة نفيسة العلوم، والضريح الخاص بها متواجد فى القاهرة، وطالبت بإرسال لجنة من علماء المسلمين والمسيحيين لبحث ظاهرة تجلى صور الأنبياء وأولياء الله الصالحين مع كتابة أسماء بعض الأنبياء وظهور بعض الآيات، وظهور أهل البيت، سيدنا حمزة والسيدة فاطمة والسيدة زينب ورقية والحسين وسيدنا على بن أبى طالب، ليتأكدوا أن زمن المعجزات لم ينته بعد، ومن يتهمنى بالجهل يأتى لزيارة ذلك الضريح، فإذا كان ما أقوله جهلا ليس له أساس من الصحة، ما كان زاره المهندس إبراهيم محلب، واللواء الراحل سامح سيف اليزل، وما كان طالب صاحب المقام المهندس سعيد زمزم، مقابلة الرئيس السيسى لإبلاغه رسالة تخص البلاد، كما أنه يريد تسليم المقام للقوات المسلحة، وإذا كان ما أقوله نصبا أو جهلا، فلماذا يزال ذلك الضريح مفتوحا حتى الآن؟!
كيف علمت بموضوع ذلك الضريح.. وما السر وراء اهتمامك بأمره منذ البداية؟
منذ عامين جاءت لى رؤية فى المنام بها بعض العلامات الموجودة داخل الضريح، ولا أزال أتذكر تلك الرؤية حتى الآن، وبالصدفة منذ عدة أشهر فوجئت بأحد الأشخاص يقدم لى فيديو على اليوتيوب به نفس العلامات التى رأيتها فى منامى سابقا داخل ضريح الإمام يحى، فتذكرت الرؤية، وقررت زيارة الضريح بنفسى لأجد ما رأيته فى منامى، كما أننى وجدت صور عديدة للأنبياء والصالحين داخل الضريح، حتى أصبحت أشعر أننى لابد أن أزور ذلك المقام باستمرار، وأصبح موضوع الضريح بالنسبة لى موضوع شخصى وليس مهنى .
نعود إلى الحديث عن الاعلام.. ما رأيك فيما يدور على الساحة الاعلامية المصرية الآن؟
الإعلام حاليا يفتقد الحياد والمهنية، وأصبح كل الإعلاميين يرغبون فى عمل ضجة حولهم دون الالتفات إلى محتوى ما يقدمونه.
من هو قدوتك ومثلك الأعلى فى الإعلام؟
قدوتى هو الكاتب الساخر جلال عامر، لذلك بدأت مشوارى الإعلامى بالكتابة الناقدة الساخره، ولا أزال أقتدى به حتى الآن.
بماذا تنصحين الإعلاميين الجُدد الذين يحلمون بالعمل فى الإعلام؟
أنصحهم بتحمل الضغوط والمشكلات التى ستواجههم فى مشوارهم الإعلامى، وأن يتمتعوا بالحيادية، وأن يناقشوا قضايا الفساد دون خوف.
ما هى أمنياتك وطموحاتك بشكل عام لأيامك المقبلة؟
أمنيتى أن أعمل فى إعلام حر وحيادى وغير موجه، دون حذف أو تجميل، وان يكون بدون «وساطة أو شللية»، ويتبنى المواهب الإعلامية الحقيقية، وأن يكون منبرا لصوت المواطن خاصة الطبقات البسيطة المهمشة.