خبراء عن «قمتي مكة»: تستهدفان إيجاد موقف عربي موحد للتصدي لتهديد إيران لأمن واستقرار المنطقة.. والملف الأمني والتدخلات الإيرانية محوران رئيسيان في القمتين
مع تزايد
التهديدات الإيرانية لأمن منطقة الخليج، وجهت السعودية الدعوة لعقد قمتين طارئتين
في مكة المكرمة نهاية مايو الجاري، قمة عربية وأخرى خليجية، فضلا عن قمة ثالثة
ستستضيفها مكة أيضا وهي القمة الـ14 لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي لقاءات وصفها
خبراء سياسيون بأنها تستهدف توحيد الصف للتصدي للتهديدات الإيرانية.
وأكدوا أن
الملف الأمني والتهديدات الإيرانية محوران رئيسيان للقمتين، حيث تستهدفان صياغة
موقف عربي مشترك وقرارات تمنع التدخلات الإيرانية وتهديدها لأمن واستقرار الخليج،
الذي هو جزء من منظومة الأمن القومي العربي، مؤكدين أن مصر لها موقف واضح وداعم
لأمن الخليج.
وأعلنت الأمانة العامة لجامعة
الدول العربية، أنها عممت أمس الأحد، الدعوة الموجهة من خادم الحرمين الشريفين، لقادة
الدول العربية، لعقد قمة عربية طارئة في مكة المكرمة، يوم الخميس، الموافق 30 مايو
2019، لبحث الاعتداءات على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية
المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، من الهجوم
على محطتي ضخ نفطية بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن
الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
موقف عربي
موحد
الدكتور
إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن القمتين العربية
والخليجية المرتقب عقدهما في السعودية نهاية مايو الجاري تكتسبان أهمية خاصة في
التوقيت الرهن، لأنهما ستعقدان في فترة تشهد فيها المنطقة توترات وتهديدات للأمن
القومي العربي والخليجي في إطار التصعيد الإيراني والاعتداء على ناقلات النفط
الإماراتية ومحطتي البترول السعودية.
وأوضح بدر
الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمتين أيضا تتزامنان مع إعادة
نشر الولايات المتحدة الأمريكية لقواتها في المنطقة على المستوى البحري والبري، فضلا
عن التهديدات التي تحيط بالمنطقة ومحاولات تفكيك الدولة الوطنية، مشيرا إلى أن هناك
قمة ثالثة ستعقد في السعودية بالتزامن مع القمتين العربية والخليجية وهي قمة منظمة
التعاون الإسلامي.
وأشار إلى
أن هاتين القمتين تستهدفان إيجاد موقف موحد وجماعي على المستوى الخليجي والعربي،
للتعامل مع هذه الأزمات والتوترات التي تفوق قدرة أية دولة عربية أو خليجية على
حدا، موضحا أن القمتين ستعملان على صياغة موقف مشترك للتعامل مع هذه التداعيات
بشكل حيكم يحقق المصلحة العربية.
وطالب بمشاركة
المجتمع الدولي في القمتين بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لحضور القمم
المرتقبة، لأن هذه التوترات تؤثر على العالم أجمع وليس منطقة الخليج فقط، مؤكدا أن
أي تدهور في الأوضاع سيؤثر على العالم كله، ومن المهم وحدة الموقف للتعامل مع هذا
التصعيد.
تهديد إيراني
لأمن واستقرار الخليج
ومن جانبه، قال الدكتور محمد صادق
إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن القمتين العربية
والخليجية المرتقبتان في مكة نهاية الشهر الجاري وكذلك قمة منظمة التعاون الإسلامي
التي وجهت المملكة العربية السعودية الدعوة لها لمصر ولكل الدول العربية
والإسلامية للمشاركة يأتون نتيجة التداعيات والتصعيدات الإيرانية في منطقة الخليج
العربي.
وأوضح
إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك الكثير التحديات التي
تواجه الأمن الخليج نتيجة التعديات الإيرانية باستهداف ناقلات النفط الإماراتية في
الخليج العربي أو التدخلات الإيرانية بدعمها المستمر لجماعة الحوثي في اليمن من
خلال مينائي تعز والحديدة، وسعي التحالف العربي للتهدئة من خلال مفاوضات ستوكهولم
وغيرها لكن نتيجة التدخلات الإيرانية والدعم المستمر للحوثيين استمرت الحرب وتردي
الأوضاع في اليمن.
وأكد أن
إيران تسعى لخلخلة الأمن الخليجي من خلال التدخلات المباشرة المستمرة سواء اليمن
أو استهداف ناقلات النفط في الخليج العربي ومخططات التوسع الشيعي التي تقودها
إيران في منطقة الخليج، وهي كلها أمور تهدد أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن الأمن
الخليجي جزء من منظومة الأمن القومي العربي.
وأشار
إلى أن القمتين الطارئتين في مكة ستناقش هذا الملف تحديدا وهو التهديدات الإيرانية
وتوحيد الصف والقرار العربي تجاه هذه التدخلات تمنع أية تدخلات في الشأن العربي
والخليجي، مضيفا إن منطقة الخليج هي منطقة مستقرة سياسيا منذ فترة وأي تدخلات أو
أعمال العنف تؤدي لمزيد من التهديدات لها.
وأوضح أن
القمة العربية ستعمل على تحقيق الهدف وهو منع المزيد من التدخلات الإيرانية في
الشأن الخليجي والعربي، لأنها منطقة الاستقرار السياسي العربي، فهي لم تشهد
اختلالات أمنية حتى خلال وقت الربيع العربي، مشيرا إلى أن الجميع ينتظر أن تؤتي
القمم ثمارها وتصدر عنها قرارات تحفظ أمن واستقرار المنطقة.
محاور
رئيسية للقمتين
وقالت الدكتورة
نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن المنطقة العربية عامة والخليجية
على وجه الخصوص تشهد توترات وتهديدات خطيرة، لهذا السبب تكتسب القمتين العربية والخليجية
القادمتين في المملكة العربية السعودية أهمية كبرى، لمناقشة الملفات الراهنة على الساحة.
وأوضحت بكر،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أبرز هذه الملفات هو الجانب الأمني والتهديدات
الإيرانية للمنطقة، بعد حادثتي استهداف محطتي ضخ البترول في السعودية واستهداف ناقلات
النفط التابعة للإمارات، وكذلك التصعيد الأمريكي، مضيفة أن هذه المؤشرات والأحداث ومآلاتها
تجعل المنطقة على شفا حرب لا يحمد عقباها.
وأكدت أن إيران
لها تدخل واضح في اليمن عبر أذرعها في المنطقة ودعهما المستمر للحوثيين، موضحة أن القمتين
ستتطرقان إلى ملفات أمن البحر الأحمر والاستقرار في السودان لأنه له تأثير مباشر على
أمن البحر الأحمر.
وأشارت إلى
أن مصر لها استراتيجية واضحة تقوم على الحفاظ على وحدة الدولة الوطنية وعدم التدخل
في الشئون الداخلية للدول وهو ما تؤكده سياساتها الخارجية ومواقفها بشكل مستمر في كافة
القضايا، مشيرة إلى أن مصر لها دور كبير وهي صوت العقل وأكدت دعمها لأمن واستقرار دول
الخليج.