قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن المفاهيم الإسلامية للأسرة مفاهيم خالدة لم تتغير بتغير الزمان والمكان شأنها في ذلك شأن الثوابت في الإسلام، موضحًا أنه ليس من العدل أن تساوي بين مختلفين، فإذا حكمت على شخصين بأنهما مختلفان فالمساواة المطلقة بينهما تعد تناقضا.
وأضاف شيخ الأزهر - في برنامجه التليفزيوني الرمضاني اليوم الاثنين - "أن هناك اختلافا بين مفهوم المساواة في الثقافة الغربية المعاصرة والإسلام"، مبينًا أن الثقافة الغربية قبل المعاصرة كانت متفقة إلى حد كبير مع مبادئ الإسلام.
وأشار شيخ الأزهر، إلى أن التكاليف لا تتساوى، لأن هناك فرق بين مكلف ومكلف آخر في الطاقة والقدرة على أداء هذا التكليف، ولذلك فإن المساواة في الإسلام تجدها مشروطة بالعدل، والإسلام اعتبر أن المساواة قيمة عليا من قيم الأخلاق وبشر بها وبشرت بها الأديان قبل الإسلام أيضًا، كما أن الفطرة تبشر وتحكم بها، ولكن بحيث لا تصطدم بقيمة العدل، فالأحكام الشرعية لو تتبعتها وفكرت في فلسفتها تجدها في النهاية مرتبطة بالجانب الأخلاقي.
واختتم شيخ الأزهر حديثه قائلا إن القيم إذا تعارضت فإن الإسلام يقرر القيمة الأكثر تأثيرا ويترك الأقل، فإذا كانت المساواة ستؤدي إلى الظلم وضياع العدل، فيجب تنفيذ العدل، فحين تساوي بين مختلفين فهذا معناه أن أحد المختلفين سيتعرض للظلم، فالمساواة في هذه المسألة لا تمثل قيمة أخلاقية بل ظلم، لذا لا يعتد بها.