رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الإرهاب يترنح فى سيناء

5-4-2017 | 13:38


بقلم – خالد ناجح

 

لا شك أن الحرب على الإرهاب تأخذ وقتا طويلا نظرا لصعوبة العمليات الحربية وسط المدنيين، لكن أيضا العمليات البطولية التى يقوم بها الجيش المصرى تجعلنا نقف له «تعظيم سلام»، فالجيش المصرى كعادته ضرب المثل فى الجلد وفى طول النفس وفى دقة الأهداف مع الحفاظ على أرواح المواطنين.

وأعتقد أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للبيت الأبيض تضع نهاية لهذه العلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين جماعة الإخوان، والتى ما زالت تتلقى تمويلا من دولتى قطر وتركيا على الأقل.

الجيش المصرى فى عمليات المداهمات النوعية التى ينفذها مؤخرا وانتهت بتحطيم أسطورة « جبل الحلال» في عبور ثانٍ بعد عبور خط بارليف عام ١٩٧٣ ، أو كما أسماها اللواء أ ح محمد رأفت الدش قائد الجيش الثالث الميداني « ملحمة بطولية» جعلتنا نستطيع القول إن الإرهاب فى سيناء يترنح، بل ولا أبالغ لو قلت يلفظ أنفاسه الأخيرة خاصة بعد مقتل الرجل الثانى فى تنظيم داعش إياد الجميلى “أبو يحيى»، وعلى الرغم أن إخفاقات داعش والقاعدة سوف تدفع التنظيم إلى تنفيذ عمليات مسلحة فى عواصم عربية وأوربية، خاصة بعد اصطياد قياداته وهو ما يؤثر على بنيته العسكرية لكن مقتل أبو يحيى وزير الحرب فى داعش ومسئول حرب العصابات سوف ينهى المعركة خلال أسابيع قليلة بتحرير اﻷرض، ولكننا سوف ندخل بعدها فى معركة أخرى من الحرب تكون الذئاب المنفردة أهم علاماتها المميزة، وهو ما ينعكس على التنظيم بالعودة ولكن من خلال ثوب جديد.

لكن السؤال: هل المواجهة اﻷمنية وهى الحلقة اﻷضعف فى التأثير؟

المواجهات الأمنية كما يراها معظم خبراء تحليل ظاهرة الإسلام السياسى تقضى على العرض بينما يظل المرض مفرزا لحالات جديدة، وأن المواجهة الفكرية وهى اﻷكثر تأثيرا، رغم أنها تأخذ وقتا حتى يظهر أثرها فهى تقضى على البذور الجنينية للمرض وتحوى صورا مختلفة من خلال الثقافة والتعليم والخطاب الدينى.

مربط الفرس ليس فى تشخيص الحالة المرضية للإرهاب، وإنما فى طريقة التعاطى، فنحن نحتاج إلى تعريف حقيقي للتطرف بمشتملاته ورؤية ثاقبة للمواجهة ووضع تصورات علاجية للمتطرف المحتمل، فمواجهة اﻹرهاب مشروع متكامل وافتقاد إحدى حلقاته يؤدى إلى ضياع الجهد بلا طائل.

مازالت الجماعة الإرهابية تتحفنا كل يوم بشكل جديد من الإرهاب والتى كان آخرها ميليشيا «لواء الثورة» التى هى جزء من تنظيم الإخوان أو ما أطلقت عليه الجماعة باللجان النوعية، وهو شكل آخر من النظام الخاص الذى أنشأه المؤسس الأول حسن البنا فى نهاية الثلاثينيات من القرن الماضى وجدل القيادة المركزية للجماعة فى لندن لا ينفى وجود هذه اللجان التى قامت مؤخرًا بقتل أحد الجنود فى طنطا وإصابة قرابة ١٥ فرد أمن ومدنيا فى موقع الحادث (مركز تدريب تابع للشرطة الداخلية).

الباحث فى الإسلام السياسى الصديق منير أديب قال لى إن نشاط لواء الثورة بعملياتهم المكثفة يرتبط فى الأساس بمواجهة الدولة كجزء من خطط هذه اللجان، وهو ما ترد عليه الدولة بتصفية بعض كوادر هذه اللجان من خلال نجاحها فى استهداف شخصية ما.

الدولة لم تصل بعد لفكرة استهداف هذه اللجان بالكلية أو استهداف الجماعة، وإنما تضع استهدافًا أمام استهداف من قبل اللجان لخلق حالة من التوازن فى القوة ورد الفعل.. وتترك الخلافات الداخلية تنسحب على الصراع الدائر بين هذه اللجان وبين القيادة المركزية للجماعة، والعملية التى قامت بها لواء الثورة تأتى بعد أيام قليلة من تصفية أربعة كوادر من أبناء الحركة وتأبين جماعة الإخوان لهؤلاء الأربعة، وهو ما يؤكد الصلة بين الحركة وقيادات فى الجماعة.

العمليات التى تقوم بها حركة لواء الثورة وحسم وحركة سواعد مصر، تأتى فى إطار الانتقام من مقتل قائدهم د. محمد كمال.. ولعل العملية الأكبر والأبرز تلك التى قامت بها الحركة بقتل العميد عادل رجائى، أركان حرب القوات المسلحة وقائد الفرقة التاسعة مدرعات، وقبلها عملية كمين العجيزى بمحافظة المنوفية.

انتشار «لواء الثورة» فى امتداد المحافظات المصرية وهو ما يمثل خطورة التحدى الذى تواجهه أجهزة الأمن حاليا.

ومن الملاحظات الجديرة بخصوص العلاقة التى تجمع «لواء الثورة» بالجماعة بدائية العمليات المسلحة، التفجيرات على وجه التحديد، فأفراد الإخوان غير مدربين على العمل المسلح وتجربتهم تبدو ضعيفة ومتواضعة فى هذا الجانب، كما أنهم اختاروا اسمًا للحركة بعيدًا عن مسميات الجماعات الأكثر تشددًا وربما لا يعبر عن خلفية شرعية «لواء الثورة» بخلاف «الجهاد» «الجماعة الإسلامية» «أنصار بيت المقدس» «قاعدة الجهاد».

وفى حرب كهذه لابد من الإشادة بالدور الكبير والفاعل للقبائل السيناوية في معاونة الجيش والأجهزة الأمنية بشهادة قائد الجيش الثالث الميدانى بالدعم المعلوماتي وهو ما ساعد على تطهير «جبل الحلال والقضاء على إرهابه البغيض الذي كان يسكن بداخله.

وكان لابد أن نقدم التحية لأبناء القبائل السيناوية على هذا الجهد ونطلب منهم مزيدا من الجهد حتى نتخلص نهائيا من هذا الإرهاب البغيض، وفق الله الجيش وحمى أبناءنا وإخوتنا خير أجناد الأرض.