انطلقت مساء اليوم الأربعاء، فاعليات مؤتمر الحوار الإقليمي الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط بمقره بمدينة برشلونة الاسبانية في إطار الإعداد لقمة الضفتين المرتقبة يومي 23 و24 يونيو المقبل بمارسيليا (جنوب فرنسا).
وأكد السفير بيبر دوكان المفوض الوزاري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط -في كلمته بالجلسة الافتتاحية- أن هذا الحوار الإقليمي الذي يعقد تحت عنوان "تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الأولية في منطقة المتوسط " يهدف الى تبادل وجهات النظر بين الشباب والمجتمع المدني والجهات الفاعلة غير الحكومية في بلدان الاتحاد حول القضايا الأكثر إلحاحًا في دول البحر المتوسط ومن أجل اقتراح توصيات وسيناريوهات مشتركة لتعزيز التعاون الاورومتوسطي للمساهمة في قمة الضفتين بمارسيليا.
ولفت إلى أن فرنسا دعت الى عقد قمة مارسيليا لاستعراض ما قام به الاتحاد من أجل المتوسط بعد عشر سنوات على إنشائه، وللوقوف على الإنجازات وأيضاً المبادرات التي لم تنجح لإعادة إطلاقها وازالة العوائق.
وأشار إلى أن هناك مختصين سعوا إلى تأسيس مجموعة متوسطية لديها استثمارات متعددة وهو ما سيتم عرضه خلال قمة مارسيليا، كما أن الحوار الإقليمي المنعقد حاليا برشلونة والذي يأتي في إطار الإعداد لقمة الضفتين بمارسيليا سوف توضع النقاط النهائية له في اجتماع تونس المقبل قبل رفع المقترحات والتوصيات إلى قمة مارسيليا.
وشدد المفوض الوزاري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط على أن دول شمال المتوسط يمكن أن تستفيد وتتعلم من دول الجنوب، وأوضح أن حوار برشلونة تم تنظيمه على أن يكون هناك عدل بين الجنسين حيث يشارك 52 رجلا و48 امرأة وهو ما حقق التوازن وأن أعمار الشباب المشارك لا تتجاوز 44 عاما.
واستعرض الاجتماعات التحضيرية لقمة الضفتين التي عقدت منذ أبريل الماضي وحتى الآن وهي: اجتماعات (الجزائر) و(مالطا مونبلييه) و(باليرمو)، وأكد أن اجتماع الجزائر تحدث عن الطاقة لدعم التنمية المستدامة، وأنه فِي مونبلييه تم التطرق إلى أهمية حرية التبادل الثقافي وإنشاء مرصد للثقافات المتوسطية وحرية تنقل المثقفين، أما في باليرمو فقد تم بحث إعادة تدوير المنتجات وجمع النفايات الناجمة عن صناعة الزيوت.
وأوضح أن ممثلي المجتمع المدني هم من سيتحدثون بقمة مارسيليا حيث ان الدول العشرة (5+5) ستتولى تعيين 10 أشخاص من المجتمع المدني ليكون مجموع ممثلي المجتمع المدني في قمة مارسيليا 100 ممثل بواقع 10 أشخاص لكل دولة، وأن الاتحاد من أجل المتوسط أجرى استفتاء رصد خلاله فكرة انشاء معهد متخصص في الشئون البحرية بمدينة الرباط بالمغرب وفق إطار من التواصل بين دول الاتحاد والتعاون الاقتصادي فيما بينها بالاضافة الى التنسيق للاقتصاد التضامني بين الدول الأعضاء والتبادل التكنولوجي.
وقال دوكان إن الاتحاد يسعى إلى ضم كل المنظمات والجمعيات العاملة في المجال الاقتصادي على المستوى الدولي لتوفير التمويل اللازم لإنجاز مشروعات الاتحاد من اجل المتوسط.
بدورها، قالت لورنس باييس نائبة الأمين العام للشئون الاجتماعية والمدنية، إن الحوار الإقليمي يشمل انعقاد ثلاث ورش عمل؛ تتناول الأولى قضايا حول البيئة والمياه والطاقة والتنمية المستدامة، بينما تبحث الثانية التحديات الاقتصادية والاجتماعية الإقليمية للمرأة والشباب، فيما تناقش الثالثة إعادة النظر في التعليم وإتاحة الفرصة لتعزيز تمكين الشباب والنساء.
وأضافت أن هذه الجلسات ستثري استراتيجية الاتحاد من أجل المتوسط عبر الاستماع لوجهات نطر الشباب والمجتمع المدني، بحيث تقدم في النهاية التوصيات إلى اجتماع تونس قبل رفعها الى قمة الضفتين بمارسيليا.
يشار إلى أن الاتحاد من اجل المتوسط ينظم "الحوار الإقليمي" الذي تستمر أعماله حتى غد الخميس بالتعاون مع معهد الشباب بإسبانيا (InJuve) ومركز التكامل المتوسطي (CMI) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ومؤسسة آنا ليند (ALF) وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ويجتمع المشاركون مع ممثلي المجتمع المدني في برشلونة لبحث التحديات والأولويات الحالية في منطقة البحر المتوسط وذلك قبل انعقاد قمة الضفتين بمارسيليا يونيو المقبل بناء على طلب من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.