بالصور .. «سوق الحمير» بالمنيب.. وجه آخر من الحياة
للحمير أسواق تباع وتشترى بمختلف الأشكال والأحجام، مثلها مثل باقى الحيوانات، ولكن الاختلاف يكمن فى الأسعار واعتماد فئات بعينها على شرائها لحاجتها الضرورية إليها، حيث تمثل لهم وسيلة لنقل وتحميل البضائع، وأغلب المترددين على هذا السوق هم التجار وبائعو الفاكهة والخضراوات الذين يصولون ويجولون فى الشوارع، مدركين أهمية الحمار فى حياتهم العملية، وفى هذا السياق قامت "الهلال اليوم" بجولة ميدانية بداخل أحد أسواق الحمير بالجيزة للتعرف على حالة السوق والأسعار وأبرز المعوقات التى يواجهها السوق.
على مساحة أرض شاسعة بمنطقة المنيب تجد أفواجًا من تجار الحمير مرابطين بجانب المئات من الحمير، لبيعها داخل السوق كل ثلاثاء مرتدين الجلباب ذي الطابع الريفي ليتناسب مع الأجواء داخل السوق.
حال السوق
أمام أحد العربات الكارو يقف "خالد رجب" ذو الـ50 عامًا "يفاصل" مع أحد الزبائن لبيع الحمير بسعر يتناسب مع حالة السوق، والذي حدثنا قائلاً: "أنا ببيع حمير بقالي 30 سنة والسوق بقاله سنة وحالة واقف خالص، محدش بيشترى ولا بيبع والأسعار غليت أوي والحمار اللى مكنش ليه سعر بقى يتباع بالضعف لأن الغلاء زود أسعار كل حاجة بما فيهم الحمير"، لافتًا إلى أن السوق يشمل بيع الحمير والعربات الكارو والبغال وبعض الأحيان الخيول، حيث يقوم بشراء الحمير من القرى والمناطق الريفية بسعر معين من ثم يعرضها للبيع فى السوق ليحقق أى مكسب يعينه على الحياه لأنه لا يملك مصدر رزق آخر يمكن أن يجنى منه أموالًا تعيله على المعيشة.
أسعار الحمير وسنه
ويوضح بائع الحمير أن سعر الحمار يبدأ من 200 جنيه حتى 5 آلاف جنيه للحمار الواحد، ويتم تسعير الحمار على حسب حالته الصحية وحجمه وشكله وعمره ونوعه، لافتاً إلى أن أثنى الحمار تكون أغلى فى السعر لأنها تلد وتحقق عائدًا ماديًا بعد ولادتها، كما يتم تحديد عمر الحمار من خلال أسنانه، والسن الأنسب ليكون الحمار بحالة جيدة هو سنة ونصف السنة، حيث تكون حالته الصحية أفضل فى هذا العمر، ويصل عمر الحمار حتى 20 سنة كحد أقصى، علاوة على أنه يتم اختيار الحمار من خلال شكله وملامحه حيث تدل على مدى تحمله وقدرته على العمل.
أمراض الحمير وعلاجه
ويشير "خالد" إلى أن هناك حميرًا يصعب التعامل معها، حيث تقوم بالـ"رفس" والعض طول الوقت لمن يقودها، وتكون هذه النوعية هى الأرخص ثمناً فى السوق، مضيفاً أن هناك بعض الأمراض تصيب الحمير كالحمى والانفلونزا الناتجة عن تغيرات الجو فى الشتاء، ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة، ما يكبد صاحب الحمار خسائر طائلة لا يستطيع تعويضها، وغالباً يقوم صاحب الحمار بإرساله إلى مستشفى الطب البيطري بالجيزة لعلاج الحمار من الأمراض التى تصيبه خلال فصول السنة، وتصل تكلفة العلاج نحو 300 جنيه ما يعد عبئًا ًا يتكبده تاجر الحمير.
الديون والخسائر
ويتابع "رجب" حديثه قائلاً: "أغلب اللى بييجوا يشتروا الحمير والعربيات الكارو هم بياعين الخضار والفاكهة السريحة، عشان بيلفوا بيهم فى الشارع طول النهار، وفى بياعين الديون زادت عليهم فبيجوا السوق عشان يبيع العربية والحمار بتاعه عشان يسد ديونه ويطلع بقرش يعرف ياكل به عياله، غير بتوع الخيل اللى من نزلة السمان من ساعة ما السياحة ما حالها وقف بقى يبيعوا الخيل وعربيتهم عشان يعرفوا ياكلوا ويشربوا"، مشيراً إلى أن هامش ربحه لا يزيد على 200 جنيه عن كل عربه أو حمار يقوم ببيعه، حيث يصل ثمن العربية الكارو من 2000 جنيه حتى 10 آلاف جنيه بعد أن كانت ألف جنيه للعربة الواحدة، وذلك بسبب ارتفاع اسعار خامات صناعة العربة خلال الفترة الماضية.
تجارة لحم الحمير
وعن استغلال بعض الحمير وذبحها وبيع لحمها يقول: "فى ناس بتشترى الحمير من السوق وتدبحها بس محدش يقدر يميزهم، ودول معندهمش ضمير مش عاوزين غير المكسب لأن الحمار لحمته بتوزن أكتر من العجل وسعره أرخص بكتير، وكمان بيصدروا جلود الحمير لبلاد بره بس للأسف منقدرش نمنعهم لأننا منعرفهمش"، موضحاً أن هناك بعض المشاكل تحدث داخل السوق بسبب سرقة الحمير وبيعها ولكن يتم التعرف عليها، ويقوم السارق بإعادة الحمار بشكل ودي أو يتم تسليمه إلى أحد الأقسام بتهمة السرقة.
أسعار مستلزمات الحمير
وبجوار أحد المصاطب الإسمنتية يجلس "يوسف عادل" بائع مستلزمات الخيل والحمير عارضاً الأدوات التي يستخدمها الحمار كـ"الرقبية" التى يتم وضعها على رقبة الحمار والتى يصل سعرها الى 150 جنيهًا بعد أن كانت 60 جنيهًا، و"الحياصة" التى يتم وضعها على ظهر الحمار يصل سعرها الى 120 جنيهًا و"الكرباج" وصل سعره إلى 20 جنيهًا بعد أن كان 5 جنيهات، والجرس يبدأ من 120 جنيهًا حتى 300 جنيه ويتم استخدامة لتزيين الحمار كإحدى العادات لتميز الحمار عن غيره، لافتاً إلى أن اسعار الجلود أثرت على مستلزمات الحمير بشكل كبير لأن أغلب المواد المصنعة يتم استيرادها من الخارج ما أثر على حركة بيع والشراء لديه خلال الأشهر الماضية.