رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


السفير أسامة عبد الخالق: عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي يشهد نقلة نوعية في التكامل القاري

26-5-2019 | 13:49


أكد السفير أسامة عبد الخالق، سفير مصر في أديس أبابا، ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، أن عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي يشهد نقلة نوعية في التكامل القاري.

وأشار السفير عبد الخالق - خلال مشاركته في فعالية "رفيعة المُستوى" أقامها الاتحاد الأفريقي بمُناسبة "يوم أفريقيا " - الذي يوافق 25 مايو - وحضرها السفراء المُعتمدون بأديس أبابا، ومُمثلو الحكومة الإثيوبية، ومُفوضية الاتحاد الأفريقي، والمجتمع الدبلوماسي والإعلامي والأكاديمي بالعاصمة الإثيوبية - إلى أن الرئاسة المصرية تُمثل مسئولية هامة تسعى مصر لأدائها بكل جدية، مؤكداً أن القاهرة تفخر بأن عام الرئاسة المصرية يشهد سلسلة من العلامات المضيئة على صعيد التكامل الإقليمي وتنفيذ "رؤية ٢٠٦٣" ، حيث ستدخل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ في الثلاثين من مايو الجاري، وسيتم تدشينها بشكل رسمي في قمة استثنائية تعقد في السابع من يوليو القادم بمدينة (نيامي) عاصمة النيجر، وترأسها مصر .

وأضاف السفير المصري أنه من المقرر أن تعقد أيضا أول قمة "تنسيقية" بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية الأفريقية تحت الرئاسة المصرية يوم ٨ يوليو في (نيامي) وذلك بهدف إطلاق مرحلة جديدة من تكامل الأدوار، وتنسيق الجهود في إدراك المزيد من الاندماج الإقليمي والتكامل القاري، بما في ذلك من خلال ربط شبكات البنية التحتية وتعزيز الترابط الشعبي والثقافي والفني والأكاديمي، إلى جانب مُواصلة المُتابعة الحثيثة والفعالة لتنفيذ حزمة الإصلاحات المؤسسية والمالية والإدارية التي أقرها القادة الأفارقة في مُنتصف نوفمبر الماضي.

كما دعا السفير عبد الخالق الشركاء الدوليين لمُواصلة دعمهم للجهود الأفريقية في هذه المجالات في إطار شراكة تقوم على الاحترام المُتبادل وتحقيق المصالح المُشتركة.

وشهدت الفعالية عرض الكلمة "المُتلفزة" التي سجلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، حيث تم بثها للشعوب الأفريقية بمُناسبة "يوم أفريقيا".

ونقل المندوب الدائم المصري في كلمته تحيات الرئيس السيسي، مؤكداً على أهمية "يوم أفريقيا " كمُناسبة لتذكُر حلم الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية بقارة مُوحدة ومُتكاملة، وللاحتفاء بالإنجازات التي تحققت ضد الاستعمار والحروب الأهلية والفقر المُدقع والجوع والأمراض المُعدية على مدار ٥٦ عاماً، فضلاً عن تجديد الالتزام بمُواجهة التحديات الدقيقة التي تُواجه القارة الأفريقية، والعمل على مُواصلة الجهود لرؤية أفريقيا التي نُريدها وتحقيق أجندة ٢٠٦٣ القارية.

كما استشهد السفير المصري في كلمته بمقتطفات من كلمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أمام القمة الأفريقية الأولى عام ١٩٦٣ بأديس أبابا، وما تضمنته من الإشارة إلى أن ميلاد مُنظمة الوحدة الأفريقية كان علامة هامة على طريق تطور الإنسانية ، وإلى أن الأجيال الأفريقية المُتتالية ستظل ترنو إلى هذه اللحظة التاريخية وتستلهم منها العزيمة والإرادة الصلبة.

ونوه بأن مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي باتت المقصد الرئيسي للفعاليات الأفريقية، حيث استضافت القاهرة الدورة الفنية المُتخصصة للبنية التحتية والطاقة والسياحة والمُواصلات خلال الفترة من الرابع عشر حتى الثامن عشر من أبريل الماضي، وكذلك الدورة الفنية المُتخصصة للعدالة والشئون القانونية خلال الفترة من الثاني حتى السادس من مايو الجاري بشقيهما الوزاريين.

كما عُقدت الدورة الرابعة والستين للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، ومُنتدى مُراجعة آلية النظراء بمدينة شرم الشيخ، في حين تم تدشين النسخة الأولى من مُلتقى الشباب العربي الأفريقي خلال الفترة من ١٦ إلى ١٨ مارس الماضي بأسوان، إلى جانب عقد القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان وقمة "الترويكا" ورئاسة لجنة ليبيا بالاتحاد الأفريقي بالقاهرة في ٢٣ أبريل الماضي .

وأضاف أن القارة تتطلع نحو انطلاق فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم الشهر المُقبل في خمس مُدن مصرية وبمُشاركة ٢٤ منتخباً أفريقياً.

وأكد أن "يوم أفريقيا " يُعد فرصة أيضاً لتكثيف الجهود لتنفيذ مُبادرة "إسكات البنادق " في أفريقيا، والعمل على تعزيز أدوات بنية السلم والأمن الأفريقية لمنع وتسوية النزاعات، مشيراً إلى أن مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية ليست أطروحة نظرية ولكنها واقع ملموس يمكن مُتابعته في منطقة "القرن الأفريقي" ، وجنوب السودان، وأفريقيا الوُسطى، ومدغشقر، وكذلك من خلال تضحيات الجنود الأفارقة ضد الإرهاب في الصومال ومنطقة الساحل ، وضد تنظيم "بوكو حرام " الإرهابي في حوض بحيرة تشاد.

وأوضح أن المبادرة المصرية حول إعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعات، التي يتولى ريادتها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتستضيف القاهرة المركز القاري الخاص بها، تُمثل إضافة جوهرية لجهود مُعالجة الأسباب الجذرية للعنف والصراعات المُسلحة، والحيلولة دون تجدد اندلاعها بما يصب في تنفيذ الأنشطة الجارية في إطار موضوع العام الجاري للاتحاد الأفريقي، بشأن وضعية اللاجئين والعائدين والنازحين قسرياً، مُسلطاً الضوء على انعقاد الدورة الأولى لمُنتدى أسوان للأمن والتنمية المُستدامة في شهر ديسمبر القادم، تحت رعاية الرئيس السيسي، كمنصة للحوار وتبادل الخبرات حول تطبيق أجندة السلم والأمن الأفريقية.

يشار إلى أنه سبق انعقاد الجلسة الاحتفالية ب"يوم إفريقيا "، تنظيم فعالية أخرى لرفع الستار عن نصب تذكاري لشهداء الواجب من الجنود الأفارقة الذين فقدوا أرواحهم خلال العمل ببعثات حفظ ودعم السلام الأفريقية في الصومال ودارفور وغيرها، حيث ألقى السفير عبد الخالق كلمة نعى فيها هؤلاء الذين سقطوا في سبيل استعادة السلام والاستقرار في ربوع القارة، مُؤكداً أهمية التذكير المُستمر بهذه التضحيات واستلهامها في جهود إنهاء النزاعات والوقاية منها و"إسكات البنادق " بما يمُثل خير تكريم لتضحيات هؤلاء الشهداء.