رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


السيسي يدعو لمقاربة شاملة لمواجهة تهديدات الأمن القومي العربي.. ودبلوماسيون: كلمة الرئيس واضحة وحددت آليات التعامل مع تهديدات المنطقة.. وركزت على التكاتف العربي ورفض التدخلات الخارجية

31-5-2019 | 17:52


أكد دبلوماسيون وسياسيون أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمقاربة الإستراتيجية لمواجهة أزمات المنطقة هامة حيث تمثل دعوة للحلول السياسية للأزمات وتدعو للتكاتف العربي ورفض التدخلات الخارجية بالمنطقة، موضحين أن كلمة الرئيس كانت شاملة واستعرضت كل التحديات بالمنطقة وحدد آليات التعامل مع تلك التهديدات.

واستعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام القمة العربية الطارئة بمكة المكرمة مساء الرؤية المصرية للتعامل مع التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، والتي ترتكز على أربعة عناصر أساسية حددها الرئيس في خطابه، مؤكدا أن الحزم مطلوب لتصل الرسالة للقاصي والداني بأن العرب ليسوا على استعداد للتفريط في أمنهم القومي ولن يقبلوا أي مساس بحق من حقوقهم.

وطالب الرئيس بمقاربة استراتيجية لأزمات المنطقة وجذور عدم الاستقرار والتهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، مؤكدا حرص العرب على علاقات جوار صحية وسليمة، تقوم على احترام سيادة الدول العربية وعدم التدخل في شئونها.

فقال في كلمته "بالتوازي مع التضامن الكامل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودعمهم في مواجهة أي تهديدات للأراضي أو المنشآت أو المياه الإقليمية في أي من الدولتين العربيتين الشقيقتين، فإن هناك حاجة لمقاربة استراتيجية لأزمات المنطقة وجذور عدم الاستقرار والتهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، بحيث تجمع بين الإجراءات السياسية والأمنية.

وأضاف إن الدول العربية، في الوقت الذي لن تتسامح فيه مع أي تهديد لأمنها، تظل دائما على رأس الداعين للسلام والحوار، ولنا في قوله تعالى "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" نبراس ومبدأ نهتدي به.

وأكد أنه "لا يوجد أحرص من العرب على علاقات جوار صحية وسليمة، تقوم على احترام سيادة الدول العربية وعدم التدخل في شئونها، والامتناع عن أية محاولة لاستثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وكل من يلتزم بهذه المبادئ سيجد يدا عربية ممدودة له بالسلام والتعاون".

 

آليات التعامل مع تهديدات المنطقة

حيث قال السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس بالقمة العربية الطارئة بمكة المكرمة، كانت واضحة ومحددة المعطيات للتعامل مع الأزمات والتهديدات في المنطقة، مضيفا إن الرئيس أكد أن أمن مصر لا يتجزأ عن أمن الخليج وطالب بالوصول لقرارات جماعية لمواجهة التحديات.

 

وأضاف أبو زيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الكلمة ركزت على محاور رئيسية وهي توحيد الموقف العربي وحل القضية الفلسطينية التي تعتبر هي قضية العرب الأولى، وكذلك الأزمات المستمرة في سوريا وليبيا واليمن، مضيفا أن الرئيس دعا لاتخاذ مواقف حازمة وحاسمة وواضحة للوقوف ضد التدخلات الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية.

 

وأشار إلى أن الرئيس حذر الدول المعادية والتي تهدد المنطقة من المساس بأمنها وأن الدول العربية جادة في الوقوف يد واحدة لمواجهة ما يحيط بها من تحديات ومؤامرات، مضيفا أن هذه المرتكزات تقوم عليها مصر في سياساتها الخارجية حيث تتبنى مواقفا تقوم على الحلول السياسية للأزمات وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

 

كلمة شاملة

ومن جانبه، قال السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقمة العربية بمكة المكرمة أمس كانت شاملة ومركزة واستعرضت كل التحديات التي تواجه المنطقة، وأكد خلالها حرص مصر على استقرار الأوضاع في منطقة الخليج ودعم مصر لأشقائها وأن الأمنيين القوميين المصري والخليجي لا ينفصلان.

 

وأكد المنيسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس أشار للتدخلات الإيرانية في المنطقة بطريقة غير مباشرة عبر تأكيده على ضرورة امتناع دول الجوار عن القيام بأية تصرفات تهدد الاستقرار في دول الخليج، مضيفا إن الرئيس تناول أيضا الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وشدد على ضرورة علاج تلك الأزمات.

 

 

وأوضح أن دعوة الرئيس لبناء مقاربة للأزمات في المنطقة تحمل أهمية كبرى لأن الأزمات لا تحل بالطرق العسكرية إنما بتقريب وجهات النظر والسلام والحوار والسعي للحلول السياسية، مؤكدا أن المواجهات العسكرية لها قوة تدميرية هائلة ولم يعد من نتائجها انتصار طرف على طرف وإنما تجعل كل الأطراف خاسرة حتى المنتصر فيها يتكبد خسائر تجعل انتصاره غير ذي جدوى.

 

وأشار إلى أن الحكمة وإعلاء صوت العقل في مواجهة الأزمات ضرورة وهو ما أكده الرئيس السيسي بضرورة الحزم والحكمة لمواجهة مهددات الأمن القومي العربي.

 

 

التكاتف العربي

قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إن القمة العربية الطارئة مساء أمس كان لها هدف هو الحد من التدخلات الإيرانية في دول مجلس التعاون الخليجي، ودعمها للحوثيين الذي أطال أمد الحرب في اليمن، وكل الدول العربية بما فيها مصر لها موقف واضح يرفض كل التدخلات في شئون دول الخليج.

وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، موقف مصر واضح ورافض للتدخل في شئون دول الخليج وهناك شراكة إستراتيجية بينهم، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في كلمته أكد أن أمن مصر هو جزء من أمن دول الخليج والأمن القومي العربي، ومصر ترفض أي تدخل في شئونهم وعلى استعداد لدعمهم.

وأشار إلى أن الطرح المصري يراعي الحل العربي يراعي أن يكون الحل من داخل الدول العربية وليس من خارجها وعدم الاعتماد على أطراف خارجية في حل أزماتنا العربية، وهي كلها نقاط أكد عليها الرئيس السيسي في كلمته، ودعوته للمقاربة العربية لحل الأزمات والتكاتف العربي والإسلامي لدحر الإرهاب بكافة صوره وأشكالها.

وأوضح أن التدخلات في دول الخليج هي تدخلات ترتبط بالإرهاب وكلها أمور ترفضها مصر والدول العربية، لأن هذه التدخلات أضرت بالأمن والاقتصاد الخليجي وبالمنطقة كلها، منها تغذية الصراعات الطائفية في البحرين ودعم الحوثيين وغيرها من التدخلات التي تؤدي لزعزعة أمن واستقرار دول الخليج.