أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أن مناسبة دخول السيد المسيح إلى أرض مصر حدث عزيز على كل المصريين، وأن بلادنا كانت ومازالت مصدرا للأمان والحماية، وأنها نموذج للاحتواء الإنساني، كما أن مصر هي قلب العالم كله بتاريخها العريق والجغرافيا المميزة التي منحها الله لها.
وقال البابا تواضروس الثاني -خلال كلمته في القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم في ذكرى دخول السيد المسيح إلى أرض مصر بكنيسة الشهيدين سرجيوس وواخس "أبي سرجة" بمصر القديمة-: إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تأسست على 3 أعمدة في التاريخ، العمود الأول أن الكنيسة المصرية تأسست بحسب نبوة في سفر إشعياء، وأن أحد الأمور التي تنبأ بها في الإصحاح الـ19 جاء فيها آية "مبارك شعبي مصر"، وإن هناك نبوة قالت "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر" وهو الموجود إلى الآن في دير المحرق بصعيد مصر.
وأضاف أن العمود الثاني في العهد الجديد هو هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وهو حدث تاريخه ثابت يوافق الأول من يونيو من كل عام، لافتا إلى أن العائلة المقدسة تحركت وباركت كل بقاع مصر ونهر النيل، وأن العائلة المقدسة عندما كانت تمر في أي بلد كانت تسقط الأوثان فيها، وأن مدنا عديدة انتهت بها تلك العبادات الوثنية بعد دخول السيد المسيح إلى بلادنا مصر.
وأشار قداسة البابا إلى أن القديسة هيلانة أم الملك قسطنطين بدأت في بناء كنيسة بكل موضع مرت به العائلة المقدسة، وهو ما أطلق عليه مسار العائلة المقدسة، ليكون مسار خير وبركة لبلادنا، موضحا أن كنيسة "أبي سرجة" يوجد بها مغارة أقامت فيها العائلة المقدسة لفترة من الوقت.
ونوه قداسة البابا تواضروس إلى أن مصر والمصريين تم ذكرهم في الكتاب المقدس نحو 700 مرة، وأن الدولة المصرية مهتمة بإعداد مسار العائلة المقدسة بشكل جاد، وهناك تنسيق بين الكنيسة والوزارات المعنية منذ فترة من أجل إحياء مسار العائلة المقدسة.
وتابع: إن العمود الثالث للكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو القديس مارمرقس الرسول الذي أدخل المسيحية إلى مصر، وإنه دخل إلى مدينة الإسكندرية وكان لا يملك أي شئ أو أي وسائل للتواصل مع الناس وكان معتمدا فقط على إيمانه الذي سلمه للآخرين.