السيسي يعرض رؤية مصر لحل قضايا العالم الإسلامي.. ودبلوماسيون: كلمته بعثت برسائل حاسمة بشأن القضية الفلسطينية والأمن العربي.. والرئيس أكد أهمية المواجهة الفكرية للإرهاب والإسلاموفوبيا
أكد دبلوماسيون أن كلمة الرئيس عبد
الفتاح السيسي أمس أمام القمة الإسلامية بعثت برسائل حاسمة بشأن القضية الفلسطينية
والأمن القومي العربي، وأنه لا ينفصل عن الأمن المصري، موضحين أن الرئيس كد أهمية
المواجهة الفكرية لظاهرتي الإرهاب والإسلاموفوبيا وتكاتف العالم الإسلامي لهاتين
الظاهرتين.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي
أمس في أعمال القمة الإسلامية الـ14 والتي استضافتها مكة، والتي أكد خلالها أن مقتضيات المسئولية وحجم التحديات التي يواجهها عالمنا
اﻹسلامي تتطلب وحدة الكلمة والصف، مشددا على ضرورة تكاتف جميع الدول الإسلامية لتفعيل
الأطر الدولية والإقليمية للقضاء على الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف وسائر جوانب الظاهرة
الإرهابية.
وأضاف إنه
لم يعد مقبولاً السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد العرب والمسلمين، ومحاولة إلصاق
تهمة الإرهاب والتطرف بديننا الحنيف الذي هو منها برئ، موضحا أنه لا يستقيم أي حديث
عن العدل والأمن والسلم في ظل استمرار القضية الفلسطينية بغير حل عادل وشامل يحقق الطموحات
المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها
القدس الشرقية.
رسائل
حاسمة
السفير أحمد الغمراوي، عضو المجلس المصري
للشئون الخارجية، قال إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الإسلامية بمكة أمس؛
أكدت تضامن مصر مع دول الخليج، ورفضها الاعتداءات التي تهدد أمنها بعدما تعرضت له المملكة
العربية السعودية والإمارات خلال الشهر الجاري من تهديدات.
وأضاف الغمراوي، في تصريحات لـ"الهلال
اليوم"، أن الرئيس السيسي تناول عدة قضايا تهم العالم الإسلامي وعلى رأسها القضية
الفلسطينية، وتأكيده بضرورة المفاوضات وحل الدولتين، وتأكيده أيضا أن الاعتداء على
دول الخليج هو اعتداء على الأمن العربي، والذي هو مرتبط بالأمن القومي المصري، فمصر
حاضرة دائما لمواجهة أي تهديد للأمن العربي.
وأشار إلى أن الاعتداء على ناقلات النفط
في المياه الإقليمية للإمارات، لا يهدد دول الخليج فقط إنما يهدد التجارة العالمية
والمصلحة الدولية، موضحا أنه بعد القمم الثلاث التي عقدت في مكة المكرمة على مدار اليومين
الماضيين يجب أن يكون هناك خطوة على المستوى العالمي وعرض الأمر أمام مجلس الأمن.
وتابع: إن مصر لم تتأخر عن أي نداء
بشأن القضية الفلسطينية أو الأمة الإسلامية؛ لذلك جاءت كلمتي الرئيس أمام القمتين العربية
والإسلامية برسائل حاسمة بدعم مصر لما يخدم صالح الأمتين العربية والإسلامية، موضحا
أن منظمة التعاون الإسلامي أنشئت في جدة بالسعودية بعد محاولة حريق المسجد الأقصى.
واختتم الغمراوي بالتأكيد على أكد أن
الاجتماعات جاءت في توقيت غاية في الأهمية للدول الإسلامية، بعد الاعتداء على الإمارات
والمملكة العربية السعودية، والوضع المقلق الذي يحيط بالقضية الفلسطينية والتهديدات
التي تواجهها المنطقة بشكل عام.
المواجهة الفكرية للإرهاب
والإسلاموفوبيا
فيما
قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي
أمس أمام القمة الإسلامية بمكة حملت عدة دلالات حيث أشار إلى العوامل التي يتعين أن
تحكم العلاقات بين الدول الإسلامية في قضايا حيوية وكذلك التدخلات في الشئون الداخلية
للدولة واستغلال النزعات لتعزيز التطرف والتفرقة والتعصب.
وأوضح
بدر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس استعرض خطورة ظاهرة الإرهاب التي
تسيء للإسلام وللمسلمين وضرورة التعامل معها من المنظور الفكري الذي يؤدي للتطرف، كما
أكد الرئيس أهمية التنسيق بين الدول الإسلامية في القضايا الجارية التي تم بحثها ،
والمسئولية التي توجب تواصل والاهتمام والمتابعة لهذه القضايا.
وأكد
أن الرئيس استعرض أيضا ظاهرة الإسلاموفوبيا التي لا يمكن أن تقبل بها الدول الإسلامية
أو تتركها فرصة لتمادي واستغلال جماعات تسيء للإسلام والمسلمين فضلا عن ضرورة التصدي
الفكري لوقف هذه الظاهرة، مضيفا أن التصدي للغلو والتطرف مكمل لرؤية التصدي لظاهرة
الإسلاموفوبيا.
وأشار
إلى أن الرئيس ضرب مثالا بشأن اضطهاد الروهينجا في بورما باعتباره أمرا لا يمكن قبوله
لا إنسانيا ولا إسلاميا، وبواعثه عنصرية سياسية وفكرية ويتعين على العالم أن يتصدى
له ويتعامل بإيجابية لإيقاف هذه الظاهرة وإعادة الأمور إلى نصابها لاستتباب الأمن والسلام
ونشر قيم التعايش وإيقاف التطرف.
تكاتف
الجهود لمواجهة خطاب الكراهية
وقال
السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح
السيسي في القمة الإسلامية أمس بمكة المكرمة لتؤكد ضرورة المواجهة الجماعية لخطاب
الكراهية التي تروج له بعض الأوساط العالمية والإسلاموفوبيا الخطر الذي بات يهدد
الوجود العربي والإسلامي ويشوه الدين.
وأوضح
حجازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه لم يعد مقبولا أن خطاب الكراهية
من حركات وأحزاب تعمل بحرية للتنافس على قيادة المشهد السياسي في العواصم
الأوروبية، والحوادث الإرهابية في نوزيليندا وغيرها تعبر عن هذا الخطاب، مشيرا إلى
أن مكافحة الإرهاب ركن أساسي لخطاب الرئيس فاشتملت كلمته على أهمية تضافر القوى
لمواجهة جماعات التطرف.
وأشار
إلى أن الرئيس ربط خطاب الكراهية بمكافحة الإرهاب لأن الإرهاب وتنظيماته تحتاج
لمواجهة جماعية وجادة، وكذلك مواجهة خطاب الكراهية يكون عبر تخليص العالم العربي من
تلك الجماعات الإرهابية وأن يكون ذلك من خلال العمل والرؤية الجماعية وتفعيل آليات
منظمة التعاون الإسلامي المعنية بذلك.
وأكد
أن القضية الفلسطينية هي محور هام في خطاب الرئيس بوصفها الركن الركين والقضية
الأم التي يجب ألا يستمر المجتمع الدولي في تجاهلها فهي عنصر الاستقرار السياسي في
المنطقة، وكل قضايا النزاعات، مضيفا أن الرئيس كان واضحا وصريحا في تناوله لقضايا
النزاعات في ليبيا واليمن وأوضاع مسلمي بورما والانتهاكات بحق مسلمي الروهينجا.
وأوضح
أن الرئيس دعا لتقييم شامل لآليات تطوير منظمة التعاون الإسلامي وتبني مصر
لمبادرات عدة لتعزيز دور المرأة واستضافتها لمنظمة تنمية المرأة الإسلامية في
القاهرة وسعيها لعقد مؤتمر وزاري في 2020 للمرأة الإسلامية.
وأضاف
إن هذه المدخلات تعزز قدرات المرأة الإسلامية بوصفها رافد إضافيا لتعزيز قدرات
مجتمعاتنا، مشيرا إلى أن الخطاب في مجمله كان شاملا وحمل رسائل عديدة وحديث واضح
وصريح عن مكافحة الإرهاب وتكاتف الجهود لمواجهة خطاب الكراهية والقضية الفلسطينية
وقضايا النزاعات في ليبيا واليمن والجزائر، كلها محاور هامة في الكلمة أمس.