رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"واشنطن بوست": الإيرانيون أكثر قلقًا بشأن اقتصادهم المدمر من الحرب مع أمريكا

1-6-2019 | 19:15


 قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، اليوم السبت ، إن قلق الإيرانيين يزداد بشكل ملحوظ في ضوء تهديدات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن عمل عسكري ، لكنهم أكدوا أنهم يكافحون بالفعل مع مجريات حياة يومية لدولة تعيش اقتصاد حرب بغض النظر عما إذا كانت هناك حرب فعلية.


وأضافت الصحيفة ، في تقرير بثته على موقعها الالكتروني ، إن العديد من الإيرانيين يعتبرون أنفسهم في حالة حرب، وذلك بسبب تردي الاقتصاد الذي عانى طويلا من العقوبات الأمريكية ، وهو ما ساهم في رفع معدلات التضخم ونقص الأدوية والسلع الحيوية الأخرى ، دون أي شعور بأن التخفيف سيأتي في أي وقت قريب.


ونقلت عن مواطنة إيرانية ، تعمل في شركة أدوية تدعي موجان وتبلغ من العمر 32 عامًا ، قولها " إن حياة الناس تزداد صعوبةً كل يوم ، نحن نأمل فقط ، لكن لا نعرف الكثير عما قد يحدث".


في السياق ذاته، أكد سكان العاصمة طهران ، والذين تمت مقابلتهم مع واشنطن بوست عبر الهاتف ومن خلال الملاحظات الصوتية المسجلة ، أن الإيرانيين من الطبقة المتوسطة يأخذون وظائف وضيعة لتغطية نفقاتهم، ويصطفون للحصول على سلع نادرة بشكل متزايد ويخزنون الضروريات في حالة النقص أو الحرب ، وتحدث جميع الإيرانيين الذين تمت مقابلتهم شريطة ألا يتم تحديد هويتهم إلا بأسمائهم الأولى ، حتى يتمكنوا من مشاركة آرائهم في بلد يخضع فيه التعبير لرقابة مشددة.


وقالت الصحيفة " في خضم التصعيد الجديد للتوترات القائمة منذ 40 عامًا بين الولايات المتحدة وإيران ، أعربت موجان عن اعتقادها بأن احتمال الحرب بين البلدين بعيد، وذلك بالنظر إلى مكانة إيران كقوة إقليمية وتأثير مثل هذا الصراع على الشرق الأوسط الكبير".


ومن جانبها ، قالت إلهام ، (35 عامًا) ، " الناس من حولي لا يهتمون بشكل خاص بإمكانية نشوب حرب عسكرية، لكنهم متشائمون جدًا من الوضع الاقتصادي ، لقد أوقف كل من حولي خطط حياتهم ، جميعهم ينتظرون فقط ، وقد أصبحت الحياة أصعب بالنسبة لجميع الإيرانيين".


وتعليقا على ذلك ، رأى بعض المسئولين في إدارة ترامب أن الألم الاقتصادي سوف يشجع الإيرانيين على التمرد ضد قادتهم ، غير أن الإيرانيين أنفسهم يرون أن هذا الأمل ساذج ، ويؤكدون أنهم يحاولون ببساطة التكيف مع الحياة والاستغناء عن بعض الضروريات ، وإنهم يهدفون إلى الخروج من هذه الفترة الصعبة وحسب.


وقالت "واشنطن بوست" إنه منذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران قبل عام وبدأت في فرض عقوبات اقتصادية واسعة النطاق، فقدت العملة الإيرانية 60 % من قيمتها، وارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل اللحوم الحمراء والبصل بنسبة 120% ، فضلا عن اختفاء الأدوية المستوردة من الصيدليات ، وأصبحت تكلفة السفر بعيدة عن متناول معظم الناس.


وأضافت الصحيفة إنه في مواجهة انخفاض صادرات النفط الإيرانية وتردي أداء صناعاتها المصرفية والصلبية ، أقر القادة الإيرانيون بأن الأمة تواجه أزمة ، وفي الأسابيع الأخيرة شبّه الرئيس حسن روحاني التأثير الاقتصادي للعقوبات الأمريكية بتأثير الحرب المدمرة على العراق في الثمانينات ، وهي مقارنة صدمت الكثيرين في الطبقة الوسطى الإيرانية والتي تعاني بالفعل من صعوبات.


وقد إتخذ المسئولون الأمريكيون خطوات في الأسابيع الأخيرة ردًا على ما وصفوه بالمعلومات الموثوقة عن نية إيران استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة ، وعلى الرغم من عدم نشر أي دليل على وجود تهديدات إيرانية أعلن البنتاجون مؤخرًا أنه سيرسل 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط.