كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب درست فرض جمارك إضافية على الواردات من أستراليا الأسبوع الماضي لكنها قررت عدم اتخاذ الخطوة وسط معارضة شديدة من مسئولي الجيش ووزارة الخارجية الأمريكية.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن بعض كبار مستشاري التجارة لترامب حثوه على فرض جمارك ردا على ارتفاع تدفق الألومنيوم الأسترالي في السوق الأمريكية خلال العام الماضي، لكن مسئولين في وزارتي الدفاع والخارجية أخطروا ترامب بأن الخطوة قد تُنفر حليفا بارزا وقد تأتي بتكلفة كبيرة على واشنطن.

وأضافت الصحيفة نقلا عن عدة مسئولين ومصادر مطلعة على القضية، وتحدثوا شرط عدم الكشف عن هوياتهم، إن إدارة ترامب وافقت في النهاية على عدم اتخاذ أية خطوة ضد أستراليا بشكل مؤقت على الأقل.

وأوضحت الصحيفة أن الإجراء سيفتح جبهة أخرى في حرب التجارة العالمية التي حرضت الولايات المتحدة ضد حلفاء مثل كندا والمكسيك وأوروبا واليابان وعمقت الانقسامات مع دول مثل الصين، مشيرة إلى أن الخطوة قد تصبح أيضا نهاية إرجاء تنفيذ القرار ضد أستراليا، حيث تعد الدولة الوحيدة التي تم استثنائها منذ بداية الجمارك الأمريكية على الحديد والألومنيوم التي فرضها ترامب العام الماضي.

وأشارت إلى أن البيت الأبيض رفض التعليق على التقرير، لافتة إلى أنه في الوقت نفسه انتقدت إدارة ترامب بشدة الإدارات السابقة لإجراء تنازلات في سياسة التجارة لتحقيق أهداف دبلوماسية خارجية، وهو ما قال ترامب عنه إنه نهج ترك الولايات المتحدة تقدم معونات للعالم، ما أضعف صناعتها ودفع بالمصانع والوظائف إلى الخارج.

وذكرت الصحيفة أن فرض جمارك ضد أستراليا كان ليوجه ضربة لواردات الألومنيوم إلى الولايات المتحدة، رغم أن فرض جمارك على سلع أخرى قادمة من أستراليا تم مناقشته كذلك في البيت الأبيض.

ولفتت (نيويورك تايمز) إلى أن أستراليا تعد حليفا مهما للولايات المتحدة وربما الأكثر أهمية في الوقت الحالي، حيث تساعد واشنطن في تقييد نفوذ الصين في منطقة المحيط الهادي بآسيا، حيث حظرت كانبرا شركة "هواوي" الصينية من شبكات الإنترنت في البلاد، وحققت في نفوذ وتدخل الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في أستراليا.

وإضافة إلى ذلك فإن الجيش الأسترالي شارك عبر السنوات في حملات عسكرية أمريكية مهمة، أبرزها دعم أستراليا الولايات المتحدة في غزو العراق وحرب أفغانستان.