ترامب يبدأ ثالث زيارة إلى بريطانيا وسط انشغال لندن بالخروج من الاتحاد الأوروبي واستقالة ماي
في الوقت الذي لا تزال لندن منشغلة بعملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، واستقالة رئيسة الوزراء وزعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، ثالث زيارة له للمملكة المتحدة في عهد الملكة إليزابيث الثانية، وهي الزيارة التي كان مخططا لها قبل أشهر؛ لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للإنزال في نورماندي.
وستقام لترامب وزوجته ميلانيا مراسم استقبال ملكية مهيبة، وسيكون قصر باكينجهام بوسط لندن المحطة الأولى من الزيارة، التي ستستغرق 3 أيام، إذ سيحضران مأدبة غداء مع الملكة إليزابيث، ثم سيزوران كنيسة (وستمنستر)، التي شهدت تتويج ملوك البلاد على مدى ألف عام، ويقومان بجولة فيها، وسيضع الاثنان إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول ، ثم يحضران في المساء مأدبة عشاء.
ويجتمع ترامب، غدا الثلاثاء، مع تريزا ماي رئيسة الوزراء المستقيلة، ومع رواد الأعمال الأمريكيين والبريطانيين، ويختتم ترامب زيارته لبريطانيا، بعد غد الأربعاء، بحضور حفل كبير في مدينة بورتسموث جنوب البلاد؛ للاحتفال بإنزال القوات في نورمادي في عام 1944، يتوجه بعدها ترامب إلى أيرلندا ثم فرنسا.
وتتزامن زيارة ترامب وزوجته لبريطانيا مع التوترات والمشهد الضبابي الذي تعيشه بريطانيا حاليا، حيث استقالة حكومة حزب المحافظين منذ أيام، بعد فشلها في تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد مضي ثلاث سنوات على الاستفتاء حول (بريكست)، كما تتزامن الزيارة مع انتخابات مرتقبة لاختيار رئيس وزراء جديد خلفا لماي في رئاسة حزب المحافظين، إذ من المتوقع أن يظهر الدعم لتولي رئيس وزراء أكثر تعصبا لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
الخروج من الاتحاد الأوروبي هو أكبر تغيير جيوسياسي ستشهده المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، وحال تنفيذه ستكون لندن أكثر اعتمادا على الولايات المتحدة، مع تباعد علاقاتها مع التكتل الذي يضم 27 دولة، وخلال زيارة الرئيس ترامب السابقة لبريطانيا في يوليو الماضي، صدم ترامب المؤسسة السياسية البريطانية بتوجيه انتقادات حادة لمفاوضات ماي بشأن الانسحاب من التكتل الأوروبي، إذ وصفها بأنها أضعف ما يجب مع الاتحاد الأوروبي، مشيدا بمنافسها جونسون بوسون ووصفه بأنه رئيس وزراء محتمل "عظيم".
تبقى الولايات المتحدة أقوى حليف لبريطانيا في العالم، وهي على استعداد للمساعدة بأي وسيلة ممكنة، ومن هذا المنطلق فمن المتوقع أن يكون الملف الإيراني حاضرا بقوة خلال المناقشات والمباحثات التي سيجريها ترامب، خلال زيارته مع المسئولين البريطانيين، كما من المتوقع أن يطلب من بريطانيا اتخاذ موقف أكثر صرامة مع الصين وعملاق الاتصالات (هواوي).