رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نشاط الرئيس السيسي خلال أسبوع

7-6-2019 | 09:48


تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، حيث شارك في أعمال القمة الإسلامية الرابعة عشر والتقى على هامشها بعدد من الزعماء العرب والمسلمين، وشهد احتفال وزارة الأوقاف بذكرى ليلة القدر، وحضر إفطار الأسرة المصرية، وشارك في الاحتفال مع أبناء الشهداء ومصابي العمليات بعيد الفطر المبارك.

واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالمشاركة في أعمال القمة الإسلامية الرابعة عشر بالتزامن مع احتفال منظمة التعاون الإسلامي بذكرى مرور نصف قرن على تأسيسها، وعقدت القمة تحت شعار "يداً بيد نحو المستقبل".

واستعرض الرئيس - في كلمته أمام القمة الإسلامية - سبل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي، وفي مقدمتها مكافحة الفكر المتطرف، وكذلك التصدي لنشر خطاب التمييز والكراهية ضد المسلمين.

وأكد الرئيس السيسي - في كلمته - أن مصر لن تدخر جهدا لدعم وتعزيز عمل منظمة التعاون الإسلامي، باعتبارها المظلة الرئيسية للعمل الإسلامي المشترك في مختلف المجالات، كما أكد أن مصر ستحرص على الاستمرار في المشاركة بفاعلية في مختلف المبادرات التي تطلقها المنظمة وفي فعالياتها المتنوعة، إيمانا بأن مقتضيات المسئولية وحجم التحديات التي يواجهها عالمنا اﻹسلامي تتطلب وحدة الكلمة والصف.

وقال الرئيس إنه "بدون هذه الوحدة لن يتسنى لنا مواجهة موجة غير مسبوقة من عدم الاستقرار والتوتر السياسي واﻷمني تجتاح عالمنا اﻹسلامي، وتهدد بتقويض دوله ومؤسساته من جذورها، وتحويله من فضاء رحب للتعاون والتكاتف لتحقيق مصالح الشعوب اﻹسلامية إلى ساحة استقطاب وتنابذ، ومصدر للإساءة لصورة ديننا ومجتمعاتنا".

وأوضح الرئيس أن ظاهرة الإرهاب - بمختلف أشكالها - وما يواكبها من تطرف ديني وانتشار لخطاب الكراهية والتمييز، تأتي على رأس التحديات التي تواجه عالمنا اﻹسلامي، بل واﻹنسانية جمعاء.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر بادرت - منذ سنوات طويلة - بإطلاق الدعوة لتكثيف الجهود المشتركة للقضاء على هذه الظاهرة بشكل كامل، ورفض محاولات ربطها بدين أو ثقافة أو عرق معين، إلا أن الأمر يتطلب تكاتف جميع الدول الإسلامية لتفعيل الأطر الدولية والإقليمية للقضاء على الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف وسائر جوانب الظاهرة الإرهابية.

وتابع: في منظمة التعاون الإسلامي، علينا مهمة مزدوجة، فبالإضافة إلى مهام مكافحة الإرهاب وما يتصل به من خطاب متطرف يتاجر بالدين ويشوه صورته وتعاليمه السمحاء، فإن هناك جهداً موازياً مطلوباً لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتمييز ضد المسلمين ونشر خطاب الكراهية ضدهم، مؤكدا أنه لم يعد مقبولا السكوت على خطاب التمييز ضد العرب والمسلمين.

وأشار السيسي إلى عدالة القضية الفلسطينية، قائلا إنه آن الأوان لمعالجة جذرية لأصل هذه المأساة المستمرة لأكثر من سبعة عقود، من خلال العودة الفورية لمائدة المفاوضات لإنهاء الاحتلال، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الشرعية والثابتة، وهذا هو الطريق الوحيد للسلام العادل والشامل في المنطقة والعالم، كما أنه السبيل لقطع الطريق على مزايدات الإرهابيين المتاجرين بمعاناة الأشقاء الفلسطينيين.

ودعا الرئيس السيسي إلى إيجاد حلول سلمية وطنية للأزمات المعقدة والصراعات في عالمنا العربي والإسلامي، قائلا إنه في كل هذه البلدان الشقيقة، هناك تحديات جسام، وهناك حاجة لدعم سياسي وتعاون من كافة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لدعم هؤلاء الأشقاء ومساندة خياراتهم وتطلعات شعوبهم الوطنية المشروعة، ومواجهة أي تدخلات خارجية في شؤونهم، واستعادة مكانتهم وإسهامهم في العمل المشترك بين الدول العربية والإسلامية.

وعلى هامش قمة منظمة التعاون الإسلامية بمكة، التقى الرئيس السيسي بعدد من الزعماء العرب والمسلمين، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وآداما بارو رئيس جمهورية جامبيا.

وأدى الرئيس السيسي مناسك العمرة على هامش مشاركته في القمتين العربية والاسلامية الطارئتين المنعقدتين في مكة.


وشهد الرئيس السيسي بمركز مؤتمرات الأزهر احتفال وزارة الأوقاف بذكرى ليلة القدر للعام الهجرى 1440، وقام بتكريم الفائزين في المسابقة العالمية الـ 26 للقرآن الكريم، وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، دعا خلالها إلى استلهام روح المناسبة المفعمة بكل معاني الرحمة والخير، والامتثال لأوامر القرآن الكريم والنبي العظيم (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصانا بالتراحم والتكاتف، والبر وصلة الأرحام، والوفاء بالحقوق والواجبات، والعمل الدؤوب لعمارة الكون وصناعة الحضارات.

ووجه التحية والتقدير إلى علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف منارات العلم الوسطي القائمين على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي للغلو والتطرف الفكري، ونشر سماحة الدين، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى التسامح والرحمة وإعمال العقل، في خضم هذه الأمواج العاتية من التشدد والتطرف الفكري بما يحمله من مخاطر حتى على الدين نفسه.

وقال: "إن هدفنا الأساسي هو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجم التحديات والمخاطر من جهة أخرى"، مؤكدا أن الخطاب الديني الواعي المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، معربا عن أمله في بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة، كما أكد أهمية إعلاء لغة الحوار واحترام الآخر والإيمان بحق التنوع والاختلاف، وترسيخ أسس المواطنة والعيش الإنساني الكريم المشترك لتحقيق الأمان والسلام للجميع.


وحضر الرئيس السيسي إفطار الأسرة المصرية، وألقى كلمه وجه خلالها التحية والشكر والتقدير لأبناء وأسر شهداء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم لحماية وطنهم من اعتداءات الإرهابيين، وقال إنه "كتقليد سنوي سيمضي صباح يوم عيد الفطر مع أسر الشهداء والمصابين لإدخال الفرحة على قلوبها".

وأكد الرئيس السيسي أنه لن يستطيع أحد أن ينال مصر بأي سوء ما دام أبناؤها متكاتفين ومتضامنين، وفند ما يتردد من شائعات بشأن صفقة القرن، مشددا على أنه "لا أحد يستطيع عمل شئ ضد إرادة المصريين، وأن الإعلام هو من أطلق أسم صفقة القرن"، وقال "إننا في مصر لا نتكلم باسم الفلسطينيين ولا نرضى بأمر لا يوافقون هم عليه".

وأشار الرئيس السيسي إلى أن تساؤل بعض المصريين عن إمكانية التفريط في شئ من الأرض يحيره ويجعله يتساءل هل يعرفه المصريون جيدا ، موجها كلامه للمصريين: هل تتصورون أنني يمكن أن أفرط ولماذا أفرط، داعيا الله أن يجعلنا من المخلصين ويجعلنا من الشرفاء.

ونوه الرئيس السيسي إلى أن المنطقة تمر - حالياً - بأصعب حالاتها والفتن والتحديات كثيرة ولكن مصر بخير بفضل الله وبفضل شعبها وقواتها المسلحة.

وأكد أن البرامج والخطوات والجهود التي تبذلها الدولة لتعمير سيناء تفوق الإعجاز، موضحا أن الدولة أنفقت حتى الآن ٤٠٠ مليار جنيه على مشروعات البنية التحتية لتحديث الخدمات وتطوير مناحي الحياة في سيناء، موضحا أن هذه المشروعات تشمل شق طرق جديدة وتحلية مياه البحر وإقامة مصانع واستصلاح أراض زراعية، وإقامة منشآت تعليمية وغيرها من خدمات جماهيرية وتنموية.

كما أكد أن المبادرات التي نفذتها الحكومة في قطاع الصحة خلال عام ونصف العام، كانت نتائجها إيجابية للغاية، وصارت محل تقدير من مؤسسات عالمية مختلفة معنية بالصحة، وأعلن أن الحكومة ستبدأ في تنفيذ برنامج التأمين الصحي انطلاقا من بورسعيد ثم من خمس محافظات، مشيرا إلى أن هذا البرنامج جديد من نوعه ويستهدف الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية للمواطنين، ولافتا إلى أن البرنامج مثله مثل برامج تطوير الخدمات الجماهيرية التي تنفذها الدولة بحاجة إلى مساندة المواطنين ودعمهم.

وأوضح الرئيس أنه تم الانتهاء من إجراء المسح الطبي لنحو ٥١ مليون مواطن، وتم الاطمئنان على صحتهم خاصة بالنسبة لفيروس سي والأمراض غير السارية، وأنه بنهاية العام الحالي ستكون مصر في مكانة متقدمة عالميا في القضاء على فيروس سي.

وأشار الرئيس إلى خطة الحكومة في الإصلاح الإداري، خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة، وقال إن هناك برنامجا للتطوير والتحديث الإداري في الجهاز الإداري للدولة، وإن انتقال الوزرات إلى العاصمة الإدارية لن يكون مجرد نقل مكاتب وموظفين وإنما تطبيق أساليب حديثة على مستوى عالمي في الإدارة، على أن يتم نقل هذه الأساليب إلى المحافظات.

وأكد الرئيس السيسي أن إصلاح التعليم يأخذ الكثير من الجهد والإعداد والتكلفة لتحقيق مستقبل أفضل لأولادنا وبلدنا، داعيا أولياء الأمور والطلبة إلى الثقة في الجهود التي تقوم بها الدولة، في هذا الصدد، وأضاف "إذا كنتم تريدون تعليما جيدا فهناك تكلفة وحتمية في التحمل والجهد ولكن لن يكون ذلك على حساب مستقبل أولادنا".

وأردف بالقول إنه دائما ما يراهن على وعي المصريين وإداركهم لحقائق الأمور، لافتا إلى أنه على مدى السنوات الثمانية الماضية كثيرا ما كانت هناك أمور تتم ضد الدولة لكسر الشعب المصري والنيل منه.

وأعرب الرئيس السيسي عن شكره للشعب المصري على تحمله أعباء مسار الإصلاح الذي تم خلال السنوات السبعة أو الثمانية الماضية، مشيرا إلى أن النجاحات التي تحققت لم تكن لتتحقق إلا بالشعب المصري وصبره وتحمله.

ودلل الرئيس السيسي على نجاح الإصلاح بما نراه من تجارب في دول مجاورة، لافتا إلى أن الشعب المصري استطاع بفضل الله اجتياز كافة العقبات والتحديات، مشددا على أن الدول لا تتقدم ولا تحصل على مكانتها إلا بالعمل والصبر والتحمل من جانب شعوبها.


ووجه الرئيس السيسي التهنئة بعيد الفطر المبارك للشعب المصري، وتبادل التهنئة بالعيد مع عدد من زعماء الدول العربية.


واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالاحتفال مع أبناء الشهداء ومصابي العمليات بعيد الفطر المبارك، بعد أن أدى صلاة العيد معهم، واصطحبهم في جولة بمدينة الألعاب التي تم إقامتها للأطفال للاحتفال بالعيد، وحرص على الاستماع لهم وتبادل الحوارات معهم، كما قام بتكريم أسر شهداء ومصابي القوات المسلحة والشرطة.