رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
«التنمية تبدأ بالنزاهة».. القارة السمراء تبدأ مكافحة الفساد عبر «المنتدى الأفريقي» بشرم الشيخ.. وخبراء: يعزز التعاون والتنسيق القاري وانطلاقة لوضع منظومة للمواجهة. ومصر ستنقل تجربتها لدول القارة
ساعات قليلة وتنطلق فعاليات المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد، بمدينة شرم الشيخ، والذي يعقد بمبادرة مصرية، بمشاركة 51 دولة أفريقية يمثلها وزراء العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد والمركزي للمحاسبات والكسب غير المشروع في الدول الأفريقية، ومن المتوقع حضور أكثر من 200 مسئول أفريقي رفيع المستوي.
فيما وصف خبراء هذا المؤتمر بأنه سيكون انطلاقة لوضع القارة لمنظومة لمقاومة الفساد الذي يعتبر مشكلة تعيق تنفيذ القارة لرؤيتها 2063 ويؤخر عمليات التنمية فضلا عن إهداره لموارد القارة، موضحين أن هذا المنتدى يعزز التعاون والتنسيق القاري في هذا المجال فضلا عن سماحه لعرض التجارب المحلية لعدد من الدول الأفريقية ومن بينها مصر.
تأثير الفساد
السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقا، قال إن المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد الذي ستنطلق أعماله غدا بمدينة شرم الشيخ يحمل أهمية كبرى وستشارك فيه الكثير من الدول الأفريقية عبر وزراء العدل والداخلية والأجهزة المنوط بها مكافحة الفساد في هذه الدول وعدد من المنظمات الدولية والأفريقية.
وأوضح حجاج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القارة الأفريقية لديها اتفاقية قارية لمكافحة الفساد وقعت في موزمبيق عام 2003 ووقعت عليها مصر في 2017، ودخلت حيز النفاذ، مضيفا إنه يجب على الدول الأفريقية أن تقدم تقريرا سنويا للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي حول ما قامت به من جهود لمكافحة الفساد.
وأشار إلى المنتدى سيشهد عرض بعض الدول الأفريقية ومن بينها مصر تجاربها في مجال مكافحة الفساد وهو أمر مهم، مؤكدا أن الفساد آفة تهدد دول القارة ويقتطع كثيرا من موارد الشعوب الأفريقية ويؤخر عملية التنمية ويقلل من الاستثمارات الأجنبية في القارة.
منظومة لمقاومة الفساد بالقارة
فيما قال مجدي عبد الفتاح، الخبير الاقتصادي، إن المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد الذي سيبدأ غدا بمدينة شرم الشيخ يعقد في توقيت هام بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث أن التعاون بين الدول الأفريقية وبعضها البعض أصبح أمرا ضروريا وحتميا في ظل الأوضاع العالمية على المستوى الاقتصادي وأهمية القارة.
وأوضح عبد الفتاح، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أحد محاور تنمية أفريقيا يرتبط بالتعاون فيما بينها في كل المجالات ولا سيما الفساد، مضيفا أن هذا الملف تحديدا يهم القارة لأنها حسب تقارير دولية من أكثر المناطق في العالم تأثرا بالفساد وهذا ساهم خلال العقود الماضية في تراجع نموها الاقتصادي وزيادة الفقر وارتفاع معدلات الصراعات الداخلية.
وأضاف إن وضع منظومة لمقاومة الفساد أمر في غاية الأهمية مع الأخذ في الاعتبار التباين في مستوى الفساد ودرجته في كل دولة، مضيفا أن المؤتمر سيعمل على توضيح تجارب الدول في كيفية مقاومة الفساد ونقل تلك الخبرات إلى دول مختلفة للاستفادة منها حسب ظروفها وثقافتها.
وأشار إلى أن مصر لديها تجربة في مجال مكافحة الفساد ولا زال أمامها الطريق وستعلن خلال المؤتمر عن خطواتها وإجراءاتها في هذا الصدد، وإستراتيجيتها للفترة المقبلة.
التعاون والتنسيق القاري
ومن جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد غدا بشرم الشيخ هو الأول من نوعه على مستوى القارة السمراء وستشارك به 55 دولة ونحو 200 مسئول أفريقي وهو ما يدل على أهمية المنتدى وحرص الكثير من الزعماء الأفارقة على المشاركة ومكافحة الفساد.
وأضاف الإدريسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المنتدى يعقد في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وحرصها على نقل تجربتها في مكافحة الفساد والتعاون والتنسيق بين الدول الأفريقية لمكافحته، مؤكدا أن الفساد واحد من أهم عوامل طرد الاستثمار ومعوق لعمليات التنمية ورؤية أفريقيا2063.
وأكد أن تنفيذ تلك الرؤية يتطلب التنسيق بين الدول الأفريقية لمكافحة الفساد وكيف سيساعد ذلك على استغلال القارة لمواردها استغلالا أمثلا ومحاربة نهب الثروات الذي تتعرض له القارة من قبل بعض الشركات الأجنبية العاملة في الدول الأفريقية، مقترحا أنه مع عملية التنسيق في سبيل مكافحة الإرهاب إعلان قائمة سوداء للشركات التي ثبت عليها عمليات فساد في أي من الدول الأفريقية وألا يتم التعامل معها من كل دول القارة.
وأوضح أن ذلك يكون خطوة مهمة للتصدي للشركات التي تنهب ثروات القارة وخاصة في الدول التي تمتلك ثروات معدنية كبيرة التي تستغل استغلالا سيئا من قبل بعض الشركات الأجنبية.