من جودا أكبر إلى هيلين طروادة .. أحلام الفتيات فى الحب
تحقيق : هدى إسماعيل
"ليتني أنا".. جملة صاحبت ردود أفعالنا بعد الانتهاء من رواية رومانسية أو فيلم يتناول قصة حب، ورغم أن معظم راويات الحب انتهت بالفراق إلا أن معظمنا ترك لخياله العنان كي يعيش داخل الأحداث ويغير فيها كما يشاء..
"حواء" استطلعت آراء البنات عن أحلامهن، وقصص الحب التى يتمنون أن يعيشنها، وكيف غيرن النهايات لتناسب خيالهن؟
فى البداية تقول علياء عصام، 34 سنة: كنت أتمنى أن أكون هيلين طروادة التي قامت لأجلها الحروب، تلك الفاتنة التي آسرت قلب باريس ابن ملك طروادة، لكنها كانت متزوجة من ملك اسبارطة مينيلوس، فوقعت هيلين في حب"باريس" وهربت معه وفي النهاية عادت لزوجها لتعيش بقية حياتها بعد أن تسببت في تعذيب وقتل الكثير من الأبرياء.
أما دعاء عبد النبي، 32سنة فتقول: تزوجت بعد قصة حب جميلة أقرب ما تكون من الفيلم الهندي"كوتش كوتش هوتا هاي" ومعناه بالعربي"شيء ما يحدث" الذي يحكي عن قصة لبطل تزوج من المرأة التي أحبها لكنها توفيت عند ولادة ابنتهما التي كتبت لها قبل وفاتها 8 رسائل تحكي لها في آخر رسالة عندما أتمت الثامنة عن قصة حب والدها خلال الجامعة وعن أعز صديقاته التي كانت تحبها بشدة لكنها كانت سببًا في ابتعاده عنها، وطالبت ابنتها بالبحث عن هذه الصديقة لتعيدها مرة أخرى لحياة أبيها، وتبدأ رحلة الفتاة في البحث لتجدها وتعيدها مرة أخرى لحياة والدها الذي يكتشف في ما بعد عمق حبه لها، لكنه يخشى أن يصارحها بعد ما علم بأنها على وشك الزواج بآخر ولم يخبرها بحبه في الوقت الذي كانت تتمنى فيه هذا الاعتراف، فتقرر الابتعاد والزواج بغيره، وهنا يعترف البطل بحبه لها قبل زواجها بلحظات لتشل جسديا ما يجعلها غير قادرة على المضي للزواج فتتوقف في المنتصف حائرة بين حبها وبين من انتظرها سنوات ليتزوج بها، إلى أن تتدخل الفتاة الصغيرة وتسرد لخطيبها قصة الحب القديمة ليتخذ القرار بإعادتها له ويتزوجان في النهاية وسط دموع الحاضرين، وتابعت: كنت أتمنى أن يعي البطل هذا الحب العميق منذ البداية أو على الأقل يتداركه قبل ذلك ويعترف لها لا أن ينتظر حتى تلك اللحظات التي عذب من خلالها مشاعر تلك التي كانت أعز أصدقائه والأقرب لقلبه.
سيدة القصر
بينما شردت هالة عبد الرحمن ذات الـ29 عاما فى خيال السينما العربية قائلة: سيدة القصر.. ذلك الفيلم الذى جسدت بطولته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى عملت على تغيير حياة من تحبه "عمر الشريف" بعد أن كان رجلا لا يهتم إلا بالنساء ولا يعرف معنى الحب إلى زوج وفي عاشق لها، ورغم ما مرت به من حروب من أصدقائه استطاعت أن تدافع عن حبها وقصرها، واستطردت: كنت أتمنى أن يختلف مشهد النهاية من سائق للسيارة النقل إلى الصلح والحب في المرزعة وسط الخضرة والمناظر الطبيعية.
مواجهة الصعاب
وترى رقية كامل،24 سنة أن قصص الحب لا تكون لها معنى إلا إذا تخطت الصعاب وواجهت التحدي، فعلى سبيل المثال الفيلم الإيطالي " la vita e bella" من أفضل قصص الحب التى رأيتها مجسدة على الشاشة، لأنها قصة مكتملة الأركان رغم أن التضحية كانت نهايتها، ورغم حجم المأساة إلا أنني فى كل مرة أشاهد هذا الفيلم أتمنى من داخلي أن تتغير النهاية وأن يحتفلوا سويا بالانتصار، وحتى الآن جملة واحدة مسجلة في ذهني وهى من أجمل وأرق جمل الحب في أى فيلم رأيته"" buongiorno principessa.
شفيقة
"أرى نفسي في شفيقة".. هكذا بدأت أميرة رضا، 27 سنة حديثها قائلة:"كنت أتمنى أن أكون شفيقة التى جسدتها منى زكي في فيلم "تيمور وشفيقة"، لكنني سأكون الفتاة الحانية التى لا تتسم بالعناد، فكم من موقف تمنيت أن تتبدل الأدوار لكى أثبت لحبيبي أن كل الاختلافات والتناقضات بين الرجل والمرأة ما هي إلا كلمات حانية تسطيع المرأة أن تغير بها وجهات نظر الرجل بالحب والإقناع وليس بالعناد حتى يتفادى الحبيبان كل لحظات البعد التي دامت بينهما لسنوات طويلة حتى أصبح كل منهما يجيد دور الأخوة وإخفاء مشاعره الحقيقة التي ظهرت في آخر الرواية.. ليبقى السؤال ولمَ البعد منذ البداية؟
الأفلام الهندية
وتقول سهام عيد، 29 سنة: أعشق الأفلام الهندي، ففيلم طالما أنا حي"Jab Tak Hai Jaan" بطولة شاروخان الذى كان يعمل خبيراً في المفرقعات بالجيش الهندي وأنقذ"أكيرا راي" من الغرق وأعطاها الجاكيت الخاص به ورحل دون استعادته، لتجد مذكراته وتبدأ في قراءتها، فتقرر عمل فيلم وثائقي عن عمل الجيش الهندي في المفرقعات بمساعدة البطل لإنجاح الفيلم، وتسافر إلى لندن لبعض الأمور المتعلقة بالعمل وتطلب منه اللحاق بها لكنه يتعرض لحادث سيارة خطير فقد على إثره الذاكرة.
تطلب أكيرا مساعدة حبيبته القديمة"ميرا" لمساعدته على استعادة ذاكرته، وحينما تعود له ذاكرته مع أحداث الفيلم يتصالح مع حبيبته القديمة بينما تعود أكيرا إلى حياتها بعد إنجاز قصتها المصورة عن حياة بطل المفرقعات ويتم تعيينها في القناة التلفزيونية.
وتابعت سهام: أرى نفسي في مكان أكيرا حيث إن هناك الكثير من الأشخاص نولع بحياتهم وتفاصيلها ونعشقها، إلا أننا نصادفهم دوما في الوقت الخطأ ولم نستطع أن نغير شيئا في الواقع فقد أصبحت لهم حياة أخرى مولعين بها.
جودا
"هل هناك قصة حب كقصة جوداء واكبر".. هكذا بدأت فاطمة جمال، طالبة بجامعة القاهرة حديثها قائلة: تأثرت كثيرا بشخصية جلال الدين فى الفيلم الهندى لدرجة أننى غيرت من شخصيتي لأكون قريبة الشبه بالملكة التى أحبها جلال الدين والتى ضحت بحياتها من أجل أن يعيش الملك، وتابعت: سأضخى بحياتي من أجل من أحب ولكن هل فى يومنا هذا من يستحق هذا الحب؟ لا أعتقد ذلك لأن الغدر أصبح لغتنا الأساسية والتضحية والحب استثناء.