الرئيس يستعرض رؤية مصر لمكافحة الفساد بـ«المنتدى الأفريقي».. ودبلوماسيون: هذه أهم رسائل كلمة السيسي.. والدولة حققت طفرة في هذا المجال.. والمؤتمر يضع رؤية جماعية لمواجهة أزمات القارة
وصف دبلوماسيون وخبراء بالشأن
الأفريقي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بافتتاح المنتدى الأفريقي الأول
لمكافحة الفساد بأنها حملت رسائل هامة أبرزها قناعة مصر بالتعاون بين دول القارة وبذل
كل ما من شأنه مواجهة الفساد بالقارة، موضحين أن مصر حققت طفرة في مكافحة الفساد
وسيعمل المنتدى على وضع رؤية جماعية لمواجهة أزمات القارة وعلى رأسها الفساد.
وفي كلمته اليوم، أكد الرئيس أنه
"لدينا قناعة راسخة بأن مكافحة الفساد وتغيير واقع قارتنا لن يتحقق إلا بتكاتف
الجهود وبلورة الرؤى المشتركة وتعزيز الآليات الأفريقية التنسيقية لمحاصرة الفساد على
جميع المحاور"، مضيفا "ستواصل مصر دعمها للجهود المشتركة لمكافحة الفساد
على المستوى الأفريقي، بما في ذلك من خلال مضاعفة المنح التدريبية التي تقدمها بالأكاديمية
الوطنية لمكافحة الفساد للكوادر بأجهزة إنفاذ القانون الأفريقية".
وتستمر أعمال المنتدى لمدة يومين بمشاركة
51 دولة إفريقية و4 دول عربية، ويشارك فيه عدد من الوزراء، ورؤساء هيئات مكافحة الفساد،
وأجهزة المحاسبات، والكسب غير المشروع في الدول الأفريقية فضلا عن أكثر من 200 مسئول
من 51 دولة أفريقية.
أهم رسائل كلمة الرئيس
وفي البداية، قال السفير علي الحفني،
مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد اليوم بشرم الشيخ
هو الأول من نوعه، ولا ينعقد فقط خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي إنما ينطلق
من قناعة مصرية على مستوى القيادة والدولة بضرورة إفراد الأهمية التي يستحقها هذا الموضوع
ليمثل أولوية أفريقية.
وأوضح الحفني، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الفساد أحد أكثر المخاطر التي تهدد جهود التنمية في القارة، ويؤثر
على فرص جذب استثمارات أجنبية إلى دول القارة في وقت تشهد بعض دولها طفرة اقتصادية
ورغبة جادة في استمرار تحقيق معدلات نمو مرتفعة، مضيفا إن المنتدى يؤكد انخراط مصر
في منظومة العمل المشترك على المستوى الأفريقي.
وأضاف إن مصر لها تجربة عريضة في مكافحة
الفساد ولديها أجهزة في هذا الشأن عريقة ومتنوعة على رأسها هيئة الرقابة الإدارية،
وتأخذ زمام المبادرة مثل الدعوة لعقد هذا المنتدى وتبدي اهتماما بتبادل التجارب مع
الدول الأفريقية الأخرى، حيث سيشهد المنتدى عرض تجارب عدد من الدول وجهودها في مكافحة
الفساد.
وأكد أن كلمة الرئيس اليوم بالمنتدى
تضمنت رسائل عديدة بأن مصر تقوم بالأدوار المنوطة بها بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد
الأفريقي وأنها تنخرط بشكل أكبر في منظومة العمل المشترك الأفريقي، وأنها حققت طفرة
ومستمرة في جهود مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن الكلمة أكدت قناعة مصر بأن تلك الجهود
لن تؤتي ثمارها إلا بالعمل في إطار منظومة أفريقية متكاملة، حيث أن التعاون مع الدول
في هذا المجال يحقق المصالح المصرية والأفريقية، بخلق مناخ أفضل للاستثمار بالقارة.
وأشار إلى أن الكلمة تضمنت رسائل بالالتزام
المصري ببذل كل ما من شأنه مكافحة الفساد على المستوى الوطني والأفريقي، مضيفا إن مصر
تهتم بتبادل خبراتها في مجال مكافحة الفساد حيث شهدت جهود الدولة في هذا المجال خلال
الخمس سنوات الماضية خطوات غير مسبوقة، والدولة ماضية في خلق مزيد من الآليات التي
لا تخدم جهود مكافحة الفساد على المستوى الوطني فقط إنما تتيح أيضا خبراتها مع الدول
الأفريقية.
وأضاف إن مصر أنشأت الأكاديمية الوطنية
لمكافحة الفساد وتستقبل عدد من الكوادر الأفريقية وتمنحهم فرصا للتدريب أشار إليها
الرئيس في كلمته اليوم، الأمر الذي يخلق مزيدا من التواصل ويوثق العلاقات بين الأجهزة
وبعضها البعض، موضحا أن المبادرة المصرية لعقد هذا المنتدى تتكامل مع الجهود المبذولة
على مستوى الاتحاد الأفريقي ومؤسسات مكافحة الفساد الأفريقية وجهود الحكومات في هذا
الشأن.
ولفت إلى أن المبادة تضيف إلى هذه الجهود
وتفتح المجال لمزيد من التعاون خلال الفترة القادمة في مكافحة الفساد بكل أشكاله وهذا
يعزز من رصيد مصر وترتيبها ضمن دول العالم كإحدى الدول التي تشهد في الوقت الراهن جهودا
حثيثة للحد من الفساد وانعكاساته على الاقتصاد الوطني وجهود النهوض بالمستوى الاقتصادي
والاجتماعي للشعب المصري.
آليات القضاء على الفساد
فيما قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد
وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد بشرم الشيخ
يأتي في إطار اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأوضاع السياسية والاقتصادية في أفريقيا،
وحرصه على إيجاد وسائل لتحقيق التنمية والاستقرار في القارة الأفريقية.
وأوضح الشويمي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن المنتدى يوضح آلية لحل الأزمات الإدارية والمالية التي تواجه القارة
وتقديم خبرة مصر من خلال هيئة الرقابة الإدارية في تدريب وإعداد المسئولين عن الرقابة
في كل الدول الأفريقية، مضيفا إن الهيئة أقامت أكاديمية لتدريب وإعداد الكوادر البشرية
الأفارقة المعنيين بشئون الرقابة الإدارية.
وأضاف إن كلمة الرئيس اليوم بالمنتدى
تناولت ضرورة القضاء على الفساد بشكل جماعي لكي تؤتي التنمية بثمارها، وتناولت عدة
محاور هامة من بينها التجربة المصرية في مكافحة الفساد والتعاون القاري في هذا المجال
وضرورة تكاتف الجهود في هذا الشأن.
وأشار إلى أن المنتدى سيناقش الوسائل
والسبل التي يمكن من خلالها القضاء على الفساد المالي والإداري وتبادل الأفكار لحل
أزمات الدول الأفريقية التي يتسبب فيها الفساد، مضيفا إن الفساد يهدد خطط التنمية في
القارة وأجندة 2063 التي وضعها الاتحاد الأفريقي ويستنزف مواردها لذلك يستهدف المنتدى
لتشجيع دول القارة لرسم آليات لمكافحته.
رؤية
جماعية للمواجهة
وقال الدكتور رمضان قرني، خبير الشئون
الأفريقية، إن انعقاد المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ اليوم هو رسالة
هامة للقارة الأفريقية على المستوى السياسي والإستراتيجي والإعلامي، حيث يؤكد فكرة
العمل الجماعي للقارة الأفريقية وأنها أصبحت تتحرك في ملفاتها الرئيسية برؤية جماعية
وليست منفردة.
وأوضح قرني، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن اتفاقية مكافحة الفساد الأفريقية أقرت عام 2003 ودخلت حيز النفاذ في
2006، ومضى قرابة 15 عاما من العمل الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد، مشيرا إلى أنها على
المستوى الإستراتيجي فإن المنتدى يؤكد الرغبة في الربط بين تحقيق رؤية 2063 والنظر
لقضية مكافحة الفساد في القارة باعتباره أحد المعوقات الرئيسية التي تواجه عملية التنمية
في القارة.
وأضاف إن هناك تعويل كبير على أن تحقيق
التنمية تتم عبر مكافحة الفساد الذي ينظر إليه الاتحاد الأفريقي برؤية جماعية، مشيرا
إلى أن الناحية الإعلامية للمنتدى هو تقديم القارة الأفريقية نفسها بصورة مختلفة للعالم
أنها قارة تسعى لمكافحة الفساد والحكم الرشيد وتحقيق آليات التنمية لتلبية طموحات الشعوب.
وأشار إلى أن المنتدى هو خطوة لوضع
حلول أفريقية للقضايا القارية فهذا المنتدى يضم 51 دولة وهي كافة دول الاتحاد الأفريقي
علاوة على وجود شركاء عرب، فهناك تركيز واضح على وضع حلول أفريقية- أفريقية لقضايا
وأزمات القارة ومن أبرزها قضية الفساد، فالمنتدى يبحث عن حلول واقعية لمواجهة هذه الآفة.
وأكد أن المنتدى يطرح حوارا جماعيا
أفريقيا وعربيا من خلال استعراض التجارب الوطنية في مكافحة الفساد.