رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


م. صلاح مرسى مدير إدارة الهندسة الطبية: نشترى أجهزة بـ١٠٠ مليون جنيه سنويًا

6-4-2017 | 12:01


حوار: أشرف التعلبي

 

 

التقدم العلمى الذى شهده مجال الأجهزة الطبية خلال العقود القليلة الماضية، جعلها أحد الأسباب الرئيسية فى نجاح عملية تشخيص الأمراض، ولم يعد وجود الأجهزة الطبية الحديثة مجرد رفاهية تتمتع بها المستشفيات الاستثمارية، بل ضرورة تتوقف عليها سير العملية العلاجية كلها.

ونظراً لوجود حاجة ماسة لتطوير الأجهزة والمعدات الطبية بما يخدم صحة المرضى وسرعة شفائهم، كان لابد من تدخل المختصين من مجالات أخرى غير الطب لتصميم هذه الأجهزة، مثل المهندسين الكهربائيين والميكانيكيين ومهندسى الكمبيوتر وغيرهم، كما أن إدارات الهندسة الطبية الملحقة بالمستفيات أصبح لها الكلمة العليا فى اختيار الأجهزة الطبية المناسبة للطبيب لمساعدته فى عمليتى العلاج والتشخيص، بالإضافة إلى مراقبة عمل الأجهزة وصيانتها بشكل دوري.

 

«المصور» التقت المهندس صلاح مرسي، مدير إدارة الهندسة الطبية بالمعهد القومى للأورام، والذى يرى أن المعهد يحتاج إلى مزيد من الكوادر البشرية والأجهزة الطبية التى تعمل بكفاءة عالية بما يسهم بشكل حاسم فى عملية التداوى والتشخيص السليم.

وأوضح المهندس مرسى أن المريض أثناء تواجده بالمعهد يمر بمرحل لها علاقة بالأجهزة الطبية، وبالتالى لابد أن تكون هذه الأجهزة ذات فاعلية وكفاءة عالية وجودة مضمونة، لتتحمل طبيعة العمل بالمعهد، خاصة أنها قد يستمر العمل بها على مدار ٢٤ ساعة، مضيفا أن الجهاز الذى يتم اختياره يقع تحت الاختبار للتأكد من أنه سيعمل عدد ساعات طويلة، وهنا يأتى دور إدارة الهندسة الطبية فى اختيار هذه الأجهزة بدقة وعناية، ليس من حيث الكفاءة فقط، بل أيضا من حيث الجودة، والصيانة، وتوافر قطع الغيار، فالمعهد متواكب مع كل ما هو جديد فى الأجهزة على مستوى العالم

وكشف المهندس مرسى عن أن المعهد لديه جهاز فريد من نوعه، وهو «الإنسان الآلى الجراح» «الروبوت»، كما أن المعهد هو الوحيد الذى يقوم حاليا بعمل «البنك الحيوي»، وأيضا فإن المعهد هو المكان الوحيد الذى لديه « الجاما كاميرا» وهو جهاز للتصوير يستخدم فى مجال الطب النووى لتصوير أشعة جاما المنبثقة من المركبات الإشعاعية فى الجسم، بالإضافة إلى جهاز «المعجل الخطي» والذى يعد أحدث جهاز علاج إشعاعى فى العالم، ومصمما ليتحمل أكثر من ٨٠ مريضا يوميا، وبالتالى عند الاختيار نضع فى الاعتبار كل هذه الشروط، طبقا للمعايير الدولية.

وأكد مدير الهندسة الطبية بالمعهد القومى للأورام أن المعهد يتبع سياسة رشيدة فى اختيار الأجهزة، بعد أن يتم تشكيل لجنة من الأطباء بالقسم والمهندسين لبحث ودراسة الفائدة من الجهاز، والاطلاع على كل ما هو جديد، ومعرفة وكيله فى مصر أو بالخارج، وبالتالى فإن طلب الأحهزة ليس بناء على رغبة رئيس القسم لكن برغبة كل القسم، لأنه قد نشترى أجهزة لا يستخدمها عدد كبير من المرضي، وبالتالى الفائدة تكون ضئيلة، ومن هنا يعرض الطلب على لجنة التجهيزات برئاسة عميد المعهد ومدير المستشفى ووكيل المعهد وأمين المعهد ومدير المشتريات ومدير المخازن ومدير الهندسة الطبية، لبحث الطلب والموافقة عليها، ثم ننتظر المواصفات من القسم.

وقال المهندس مرسى إن دور إدارة الهندسة الطبية هو معرفة الشركات المختصة فى كل جهاز، بالإضافة إلى متابعة الجديد فى عالم صناعة الأجهزة والصيانة، وتدريب الأطباء على تشغيل الجهاز، وإرسال المهندسين فى بعثات إلى الخارج لتعلم طريقة التشغيل والصيانة، بأوربا وأمريكا، مضيفا أن بند التجهيزات بالميزانية لا يكفى لشراء كل الأجهزة، وإنما يكفى فقط ٣٠٪ من الاحتياجات، فهناك باب التبرعات، حيث إنه وبعد موافقة اللجنة على الجهاز يتم وضع نسخة من قائمة الأجهزة التى يحتاجها المعهد فى مكتبة التبرعات، وهناك متبرع قد يشترى جهازا أو يساهم فى ثمنه، و«تقريبا نستطيع أن نقول إن الأجهزة التى تدخل المعهد سنويا تبلغ قيمتها ١٠٠ مليون جنيه، وحاليا ننتظر جهاز أشعة علاجية سعره يبلغ ٣٥ مليون جنيه، ولمواكبة هذه الزيادة والتطور، نحاول باستمرار تحديث الأجهزة، لتقليل فترة الانتظار، وأيضا هناك مجموعة من الأجهزة بوحدة الاكتشاف المبكر، وأخذنا موافقة بعدد من الأجهزة لتنشيط وحدة الاكتشاف المبكر».

وأشار مدير الهندسة الطبية بمعهد الأورام إلى أن الإدارة تتابع الجديد من خلال حضور الأطباء المؤتمرات العلمية، أو من خلال وكلاء الشركات العالمية فى مصر، «نحن نطلع على كل ما هو جديد، ونختار أحدث الأجهزة بأحدث مواصفات»، فالمريض فى معهد الأورام يأخذ الخدمة على الأجهزة الطبية مثل الموجودة للمريض فى أوربا وأمريكا، الفرق أن معهد الأورام لا يستوعب كل المرضي، لأن عدد الأسّرة محدود، وبالتالى نناشد بسرعة التبرع لمستشفى ٥٠٠٥٠٠، والتى ستصبح مركزا كبيرا على مستوى الشرق الأوسط كله فى علاج الأورام.

موضحا أنه رغم ارتفاع الأسعار وتعويم الجنيه، إلا أن عجلة تحديث الأجهزة لم تتوقف، والمريض لم يشعر بفرق نهائي، ومرضى الأورام فى مصر يأتون للمعهد ليستخدموا أحدث الأجهزة، ومن التبرعات نستطيع سد العجز ونشترى الأجهزة الجديدة، وللعلم معهد الأورام مميز لأن الأجهزة التى يشتريها هى أعلى ماركات عالمية، وليس هناك مركز طبى فى مصر يستطيع أن يناطح الأجهزة الموجودة فى معهد الأورام، والجديد الذى نعمل على إنشائه الآن هو معمل لمعاينة الأجهزة الطبية، حتى نطمئن على سلامة الأجهزة ونتائجها، فالنتائج الخاطئة يترتب عليها سياسة علاجية خاطئة، وبالتالى معاينة الأجهزة جزء أصيل من حصول المريض على خدمة جيدة، والشهر المقبل سنتقدم بطلب إلى المجلس الوطنى للاعتماد، ليحصل المعمل على شهادة الاعتماد، لترخيص مزاولة المهنة للمعهد وللغير.

وعن صيانة الأجهزة، قال المهندس مرسى إن هناك خططا سنوية لمعاينة وفحص كل الأجهزة الموجودة بالمعهد، فى كل قسم ووحدة، وكل وحدة جدول زمني، وكل جهاز به كارت مدون به توقيت الصيانة، كما أن لكل جهاز ملف فى الهندسة الطبية، به كل بيانات الجهاز منذ دخوله المعهد من مواصفاته ووكيله وأعطاله ومواعيد الصيانة، وهناك أجهزة نقوم بالمرور عليها ثلاث مرات يوميا.