د. أحمد حلمى أبو السعود.. رئيس وحدة علاج الألم ٣٠ مليون جنيه فاتورة أدوية «تسكين الآلام»
حوار: إيمان النجار عدسة: إبراهيم بشير
آلام السرطان لا يعرفها إلا مريض السرطان وتعجز الكلمات عن وصف قدر هذا الألم، يكفينا تعبيرا عن هذا الألم أن نعرف أنه يتم علاج آلام المرضي بمختلف أنواع المورفينات المتوسطة وشديدة القوة سواء أقراصا أو حقنا أو لاصقات، وحسب قول د. أحمد حلمي أبو السعود، أستاذ ورئيس وحدة علاج الألم بالمعهد القومي للأورام تكلفة علاج الألم تصل لنحو ٣٠ مليون جنيه سنويا قابلة للزيادة بعد تعويم الجنيه وارتفاع الأسعار.
تحدث «د. أحمد» لـ«المصور» عن بداية وحدة علاج الألم، حيث تعد منارة للعلم في هذا التخصص لما لها من الدور الريادي والقيادي فهي الأولي في مصر والشرق الأوسط.
كما تمنى، رئيس الوحدة، خلال الفترة المقبلة تقديم العناية التلطيفية للمرضى بما تستدعيه من قسم داخلي مجهز لاستقبال واستكمال القسم الداخلى لوحدة الألم.. فإلى نص الحوار:
تحدث «د. أحمد» لـ»المصور» عن بداية وحدة علاج الألم، حيث تعد منارة للعلم في هذا التخصص لما لها من الدور الريادي والقيادي فهي الأولي في مصر والشرق الأوسط.
كما تمنى، رئيس الوحدة، خلال الفترة المقبلة تقديم العناية التلطيفية للمرضى بما تستدعيه من قسم داخلي مجهز لاستقبال واستكمال القسم الداخلى لوحدة الألم.. فإلى نص الحوار:
ما المهام التى تقوم بها وحدة علاج الألم؟
أنشئت وحدة علاج الألم في أوائل الثمانينيات وأسسها الدكتور محمود كامل والدكتور عمر توفيق، وتعد الوحدة النواة الرئيسية لعلاج الألم في مصر، وتقوم علي محورين، أولهما علاج المرضي، والثانى المحور الأكاديمي ممثلا في التعليم والتدريب المستمر والشهادات العلمية، وبدأنا منح شهادات للماجستير، وكانت أول درجة ماجستير في أواخر الثمانينيات، وتبعتها درجة الدكتوراه في التخدير وهي أول دكتوراه تشمل علاج الألم من ضمن محتواها.
كما أن المعهد أول كلية تمنح شهادات الماجستير في علاج الألم والدكتوراه في التخدير وعلاج والألم، وتعددت رسائل الماجستير في علاج الألم نحو مائة رسالة، ويوجد إقبال جيد علي هذا التخصص، فكل ستة أشهر يتقدم لاجتياز الاختبار للشهادات ما بين ١٥ إلي ٢٠ طبيبا، وهذا العدد مناسب حتي يتلقى التدريب المناسب أثناء فترة الدراسة، وبالتالي يتم تخريج نوعية طبيب مؤهل لعلاج الألم، وبذلك تعد وحدة علاج الألم بالمعهد هي منارة للعلم في هذا التخصص لما لها من الدور الريادي والقيادي فهي الأولي في مصر والشرق الأوسط ، ثم تبعتها أقسام في جامعات أخرى.
حدثنا أكثر عن المحور العلاجى الذى تقدمه الوحدة؟
تستقبل الوحدة يوميا نحو ١٥٠ حالة لمدة ستة أيام في الأسبوع، وأغلبها حالات متقدمة من المرض، رغم أنها ليس منوطا بها فقط الحالات المتأخرة أو المتقدمة، فهي تعالج الألم في أي مرحلة من مراحل المرض، ووحدة علاج الألم تضم عيادة خارجية، وقبل انهيار المبني المجاور كان هناك قسم داخلي وغرف عمليات خاصة بها، وما يحدث أن المريض يصل لعيادة علاج الألم محولا من أقسام المعهد المختلفة، وتتم مناظرته بواسطة الأطباء الموجودين، ويحصل علي التاريخ المرضي له وسبب الألم والوقوف علي أحسن السبل لعلاجه.
هل الألم مرتبط بأنواع أورام معينة؟
كل أنواع الأورام خلال فترة الإصابة والعلاج مرتبطة بالألم، و المريض يعاني ألما تزيد معدلاته في الحالات المتقدمة، أما التي يتم اكتشافها مبكرا تكون معدلاته أقل، ويتم تقديم العلاج لأي مريض في أي شريحة عمرية وفي أي نوع أورام وفي أي مرحلة مرضية طالما أن معاناة المريض تستدعي علاج الألم.
ماذا عن الطرق العلاجية للألم ؟
العلاج يتم عن طريق الأدوية والعقاقير والمسكنات، أو عن طريق التداخلات المحدودة مثل عمليات إيقاف أو تدمير مسارات الألم، بالنسبة للأدوية نسعى لتوفير آخر ما توصل له العلم، والأدوية تناظر مثيلاتها في أكبر مراكز علاج الألم في العلم وهي المسكنات القوية منها المورفينات شديدة الفاعلية بمختلف أنواعها وتؤخذ عن طريق الفم أو لاصقات توضع علي الجلد وتمتص في الدم أو الحقن أو أقراص تحت اللسان، ورغم الشائع أن الترامادول يأخذه مرضى الأورام للتقليل، إلا أن الترامادول من المورفينات متوسطة القوة ويتم استخدام مورفينات أكثر قوة لتناسب هؤلاء المرضي لتخفيف الألم، مع الأخذ في الاعتبار اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لحسن استخدام هذه المورفينات للحصول علي معدل تسكين الألم بصورة مناسبة وتقليل الأعراض الجانبية بأقل نسبة حيث تحدث غثيان وقيء وتؤثر سلبا علي الكبد والجهاز العصبي، وبالنسبة للإدمان فمن المستبعد أن يدمن مريض السرطان، ويتم إبعادهم عن الإدمان من خلال المتابعة الجيدة وضبط الجرعات وتغيير الأدوية.
كيف تتم عملية صرف هذه النوعية من الأدوية؟
بعد التأكد من الدواء المناسب والجرعة المناسبة نبدأ بأسبوع ثم أسبوعين للتقييم، ثم يصرف شهريا وهذه أطول مدة مثل المعدلات العالمية تخفيفا علي المرضي وعناء التنقل من المحافظات، مع إمكانية المتابعة قبل الشهر في حال شعور المريض بعد الراحة، ويتم الصرف بنظام صارم لضمان الصرف بصورة دقيقة وسليمة تجنبا لسوء الاستخدام، إما من المريض نفسه أو من أحد من أهله، ولا يوجد حد أقصي للصرف حسب كل حالة حيث يتم صرف المعدل وزيادة الجرعة بشكل تدريجي لحين يشعر المريض بالراحة وعدم الإحساس بالألم.
متى يتم التوقف عند إعطاء المريض هذه النوعية من الأدوية؟
الأمر الذي يحد من الصرف هو إما أن المريض وصل للجرعة المناسبة التي لا تشعره بالألم، أو أنه ظهر عليه عرض جانبي لا يمكن معه زيادة الجرعة.
ماذا عن التدخلات أو العمليات؟
الغرض من التداخلات هو تعطيل أو إيقاف مسار الألم وتكون من دون جراحة مفتوحة، وتكون حسب كل حالة ومكان الألم وشدته، وأحيانا تكون هي الحل الأمثل لبعض المرضى، وتتم تحت إرشاد الأشعة السينية او الأشعة المقطعية، كما يتم استخدام أحدث الأجهزة في تعطيل الألم مثل جهاز التردد الحراري لتدمير مسار الألم أو عن طريق أدوية مذيبة للأعصاب أو عن طريق زرع جهاز لتوصيل المورفينات أو العقاقير إلي الجهاز العصبي المركزي مباشرة ويتم استخدام الأدوية أو التداخلات أو كليهما، فالغرض الأساسي هو الوصول لأعلى معدل لتسكين الألم بأقل أعراض جانبية.
كم تبلغ تكلفة توفير أدوية تسكين الألم؟
تبلغ نحو ٣٠ مليون جنيه سنويا وهذا المبلغ سيزداد بعد «تعويم الجنيه» وارتفاع الأسعار.
ماذا ينقص وحدة علاج الألم؟
ينقصنا المكان للتوسع لاستيعاب أعداد المرضي المتزايدة، الدعم المادي نظرا للتكلفة المادية للأدوية، ونأمل الفترة المقبلة تقديم العناية التلطيفية للمرضى بما تستدعيه من قسم داخلي مجهز لاستقبال هؤلاء المرضى، فحاليا يتم حجز المؤقت خاصة في حالات التداخلات لعدة ساعات أو لأيام محدودة في أسرة، لكن ليس في قسم منفصل، أيضا نأمل استكمال القسم الداخلي لوحدة الألم.
مرور ٥٠ سنة علي معهد الأورام كيف تراها؟
أفخر بأنني تعلمت وتدربت في معهد الأورام القومي علي أيدي أساتذة أفاضل، والمعهد ككيان عملاق بكوادره له الفضل فيما وصلنا له من خبرة، فكثير منا سافر للخارج والميزة البحثية المتوفرة لدينا أن البحث الإكلينيكي لدينا أفضل؛ حيث وجود كبير من المرضى ونوعيات مختلفة من الأورام، ونسعي لمواكبة كل ما هو جديد ونتمني أن يكتمل مشوار المعهد بإنشاء فرع ٥٠٠٥٠٠