ألقت الدكتورة هالة
السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، كلمة مصر في افتتاح منتدى أعمال
الاتحاد من أجل المتوسط، لتعزيز مناخ الأعمال والتجارة في المنطقة الأورومتوسطية.
ويقام المنتدى تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة
بالتعاون مع الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، بمشاركة حوالى 150 من ممثلي الحكومات
والجهات المعنية ومجتمعات الأعمال ومراكز الفكر ودوائر التفاوض التجاري، وكذلك المنظمات
الإقليمية والدولية.
وقالت السعيد إن
المنتدى يأتي استجابة لمخرجات اجتماع السادة وزراء تجارة دول الاتحاد من أجل المتوسط
في عام 2018، وفي إطار اهتمام مصر وحرصها على مواصلة التعاون والشراكة مع مختلف دول
العالم وجيرانها في حوض البحر المتوسط.
وأشارت إلى علاقة
مصر بالاتحاد من أجل المتوسط، حيث تلعب مصر دورًا فاعلًا ومحوريًا باعتبارها من أبرز
المشاركين في الأنشطة المختلفة منذ تأسس الاتحاد في عام 2008 وهو الأمر الذي أعطى دفعة
جديدة لمسار برشلونة، حيث كانت مصر أول دولة تتولى الرئاسة من جنوب المتوسط خلال سنوات
التأسيس والتكوين، وهي الفترة التي ساهمت في تحديد ورسم شكل المنظمة، منوهة عن الدور
الكبير الذى قام به السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط والذي أثمرت
رؤيته وجهده الملموس في إقامة المنتدى الذي يُعد الأول من نوعه.
وأضافت الوزيرة أن
محفظة التعاون والشراكة التنموية الفاعلة بين مصر والاتحاد من أجل المتوسط تتضمن كذلك
تنفيذ أكثر من 20 مشروعًا في مجالات: تطوير الأعمال والتوظيف، التعليم العالي والبحث،
العمل المناخي، والنقل والتنمية الحضرية وغيرها من المجالات، وتتميز هذه المشروعات
بكونها مشروعات إقليمية تستهدف إحداث تأثير إيجابي على مجموعة واسعة من المستفيدين،
مع التركيز دائمًا على الشباب والنساء، مثل مشروعات "برنامج أغادير للمشاريع الصغيرة
والمتوسطة" و "تشجيع تمكين المرأة" و"مشروع إمبابة للتطوير العمراني".
وأكدت وزيرة التخطيط
أن مصر على استعداد دائم للتعاون الاقليمي والدولي، وتعزيز الدور الفعال للاتحاد من
خلال أساليب التعاون بين دول (الجنوب-جنوب)، وأيضاً من خلال صيغة التعاون الثلاثي،
حيث يعتبر الاتحاد مسارًا مميزًا للتعاون الإقليمي داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
والبحر المتوسط، منوهة عن مشاركة الوكالة الألمانية الإنمائية (GIZ) ودعمها المستمر للدول الموقعة على اتفاقية
أغادير من خلال التدريبات الفنية وبناء القدرات.
وخلال كلمتها استعرضت
الدكتورة هالة السعيد أهم الجهود التي بذلتها مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة لتحقيق
الاصلاح الاقتصادي والتنمية، والتى تمثلت فى إصلاح المنظومة التشريعية والمؤسسية القائمة
من خلال إصدار حزمة من القوانين والتشريعات لتهيئة بيئة الاعمال أهمها قوانين التراخيص
الصناعية، الاستثمار الجديد، الإفلاس والخروج من السوق بالإضافة إلى العمل الجاري لإصدار
قانون الجمارك الجديد وقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، هذا
بالإضافة إلى تعزيز الإطار التشريعي الداعم للشراكة بين القطاعين القطاع العام والخاص
من خلال إجراء تعديلات في قانون تنظيم مشاركة القطاع الخاص في مشروعات البنية الأساسية
والخدمات والمرافق العامة.
وتابعت: إن محور
تهيئة البنية الأساسية من خلال تكثيف الاستثمار في مشروعات البنية التحتية وتحسين جودتها
يعد أحد المحاور الرئيسية لجهود الدولة المصرية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وخلق
فرص العمل، مشيرة إلى قيام الدولة خلال الأربع سنوات الأخيرة بتنفيذ عدد من المشروعات
الكبرى لتهيئة البنية الأساسية، والعمل على تنفيذ مشروع الشبكة القومية للطرق، ومشروعات
قطاع الطاقة بالتوسع في مشروعات انتاج الطاقة الجديدة والمتجددة بالشراكة مع القطاع
الخاص.
حيث تقوم مصر حالياً بإنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية
على مستوى العالم في منطقة بنبان في محافظة أسوان، والذي حصل في مارس الماضي على الجائزة
السنوية للبنك الدولي لأفضل مشروعات البنك تميزاً على مستوى العالم، بالإضافة إلى إقامة
المناطق الصناعية، والمدن الجديدة؛ ومن بينها إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها
من المشروعات القومية الكبرى ذات الأثر الاقتصادي والاجتماعي، ومن بينها مشروعات تنمية
محور قناة السويس.
كما أشارت إلى خطة
الإصلاح الإدارى ومحاورها التي تتمثل في الإصلاح التشريعي وتحديث القوانين المنظمة
لعمل الجهاز الإداري للدولة، والتطوير المؤسسي واستحداث إدارات جديدة للموارد البشرية
والمراجعة الداخلية والتدقيق، والتدريب وبناء القدرات على مختلف المستويات الإدارية،
بالإضافة إلى تحسين وميكنة الخدمات الحكومية في إطار توجه أعم واشمل للدولة بالتحول
الرقمي وتشجيع المدفوعات غير النقدية وتحقيق الشمول المالي، كما يأتي في هذا الإطار
العمل على نشر ثقافة وفكر التميز المؤسسي في الجهاز الإداري للدولة، وتعزيز تنافسية
الأداء، والابتكار والتطوير المستدام سواء للقدرات أو للخدمات، من خلال إطلاق جائزة
مصر للتميز الحكومي.