أكد الموفد الرئاسي الروسي المختص بالوضع في سوريا ألكسندر لافرنتييف، حرص موسكو على إرساء الاستقرار في سوريا، مشددا على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لمشاركة لبنان والعراق في مؤتمر آستانا المخصص للبحث في الأزمة السورية.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مبعوث الرئيس الروسي، من داخل مقر وزارة الخارجية اللبنانية، عقب لقاء عقده ظهر اليوم مع وزير الخارجية جبران باسيل، بحضور نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فرشينين وسفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات الروسية في لبنان بقطاع النفط.
وتم خلال اللقاء استعراض الوضع الإقليمي، خاصة في شأن العراق وسوريا وإيران، والتوتر الذي تشهده منطقة الخليج العربي، وعملية تشكيل لجنة وضع الدستور في سوريا، حيث نقل الموفد الرئاسي الروسي الدعوة إلى لبنان للمشاركة في مؤتمر آستانا بصفة مراقب.
وتناول اللقاء ملف النازحين السوريين داخل لبنان، وجرى التوافق على ضرورة عودة النازحين إلى بلادهم في أقرب فرصة، وتفعيل المبادرة التي كانت قد أطلقتها روسيا العام الماضي لإعادة النازحين، وتشكيل لجنة ثلاثية روسية – لبنانية – سورية تعمل على تسهيل هذه العودة.
وأشار الموفد الرئاسي الروسي إلى أن المحادثات مع وزير الخارجية اللبناني، تناولت العلاقات اللبنانية – الروسية، واصفا تلك العلاقات بأنها "جيدة للغاية". وأنه تم الاتفاق على تطويرها لخدمة المصالح المشتركة للبلدين.
وقال: "ناقشنا في التفاصيل الموقف في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي سوريا بشكل خاص، والتدابير من أجل إرساء الاستقرار في الأراضي السورية، وأكدنا للجانب اللبناني الدعوة من قبل روسيا للمشاركة في مسار آستانا بصفة مراقب، حيث نولي أهمية لمشاركة دول مثل لبنان والعراق في هذا المسار، آخذين بعين الاعتبار كل النصائح والاعتبارات من قبلهما".
واعتبر لافرنتييف أن مشاركة لبنان والعراق في مؤتمر آستانا، ستعطي الدعم المفيد والعمق العربي للعمل في إطار هذا المسار التفاوضي. مضيفا:"نحن نقدر قرار الجانب اللبناني إرسال مندوب للمشاركة في هذه الندوة في نهاية شهر يوليو ومطلع شهر أغسطس المقبلين".
وتطرق الموفد الرئاسي الروسي إلى ملف النازحين السوريين، مشيرا إلى أنه يدرك أن هذا الموضوع يتمتع بحساسية كبيرة في لبنان. وقال: "مستمرون في بذل الجهود من أجل إحراز تقدم في المبادرة الروسية لعودة النازحين بالتنسيق مع الأطراف المعنية، لتحقيق عودة طوعية وآمنة للنازحين السوريين".
وتابع: "نعرف جيدا أن عودة النازحين السوريين من الأراضي اللبنانية ستستمر وبوتيرة كبيرة، نحن اتفقنا مع الجانب اللبناني من أجل تطوير المبادرة، كما ناقشنا موضوع التسوية السياسية في سوريا، ومطمئنون أننا سنشاهد في أقرب وقت تنظيم وترتيب اللجنة الدستورية للبدء في عملها".
ولفت إلى أنه اتفق ووزير الخارجية اللبناني على استمرار التنسيق وبذل المزيد من الجهد في العمل مع المجتمع الدولي من أجل "توفير التمويل المطلوب لعودة النازحين السوريين".. مشيرا إلى أنه من الضروري عودة النازحين إلى سوريا في ظل ظروف معيشية مناسبة وليس إلى مناطق مدمرة.