أثري يكشف عن دور الفرنسية "نوبلكور" في إنقاذ آثار النوبة وعلاج مومياء رمسيس الثاني
تمر اليوم الذكرى الثامنة على وفاة عالمة المصريات الفرنسية « كريستيان ديروش نوبلكور » في ٢٣ يونيو عام 2011 ، صاحبة الفضل في إنقاذ آثار النوبة وعلاج مومياء الملك رمسيس الثاني .
وعن حياتها الأثرية .. قال باحث المصريات الدكتور محمد رأفت عباس مدير عام البحث العلمي بمنطقة آثار الإسكندرية بوزارة الآثار لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن " نوبلكور" تعد واحدة من أبرز وأشهر العلماء الفرنسيين فى مجال الدراسات المصرية القديمة ، وحملت في كيانها وخطوات حياتها المختلفة هم التراث الأثري المصري القديم ، والكثير من القضايا التاريخية والمعاصرة التي ارتبطت بآثار وتاريخ مصر .
واضاف أنها ولدت في العاصمة الفرنسية باريس في ١٧ نوفمبر عام 1913م ، وكانت مغرمة منذ طفولتها باكتشاف الأثري الإنجليزى الشهير « هوارد كارتر » لمقبرة الفرعون الذهبي « توت عنخ آمون » في وادى الملوك عام 1922م ، و التحقت بقسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر ، وكانت كذلك أول امرأة تلتحق بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية ، كما كانت أول امرأة تتولى الإشراف على أعمال الحفائر في عام 1938.
وأوضح أنه خلال الحرب العالمية الثانية التحقت « نوبلكور » بالمقاومة الفرنسية ضد الغزاة النازيين الألمان وقامت بإخفاء الكنوز المصرية الموجودة بمتحف اللوفر في مناطق سرية بفرنسا .
كما كشف عن دورها الكبير الذي قامت به في إنقاذ تراث وحضارة مصر من الضياع والاندثار، حيث أجبرت الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي « شارل ديجول » على المشاركة في الحملة الدولية لإنقاذ آثار مصر بالنوبة من الغرق والضياع بعد بناء السد العالي في أسوان عام 1960 ، على الرغم من الخلافات والقطيعة السياسية بين الحكومتين المصرية والفرنسية آنذاك منذ حرب السويس فى عام 1956م .
كما أشار إلى أنها أطلقت مع الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري آنذاك في ٨ مارس عام 1960 النداء العالمي لإنقاذ آثار النوبة من الغرق والضياع ، وبالفعل تم إنقاذ ونقل ١٤ معبدا مصريا ، كما تمت بعض أعمال الحفائر العلمية في المواقع الأثرية التي ستغمرها المياه.
وحول دورها في علاج مومياء الملك "رمسيس الثاني" ، قال عباس إن الملك « رمسيس الثاني » كان من الشخصيات التاريخية التي تركت تأثيرا عميقا في شخص « نوبلكور » وكتابتها العلمية المختلفة ، وقد بدا هذا جليا في كتابها الشهير الذي قدمته عن الفرعون تحت عنوان (رمسيس الثاني .. القصة الحقيقية ) ، حيث أبدعت « نوبلكور » في تقديم رؤيتها التاريخية الفذة لعهد فرعون مصر العظيم بأسلوب جمع بين الحقيقة العلمية الموضوعية والمتعة الأدبية والتحليل الفكري ، مما جعلها تتفوق كثيرا على الكثير من عمالقة علم المصريات الذين تحدثوا عن هذا الموضوع التاريخي المهم .
وأضاف أنه وقع على عاتقها مسئولية نقل موميائه واستقبالها الرسمي في العاصمة الفرنسية باريس في عام 1979م ، من أجل علاجها من الأضرار والفيروسات التى قد لحقت بها في متحف الإنسان بباريس ، والذى استمر لمدة سبعة أشهر كاملة ، وهي الزيارة التاريخية التي أثارت ضجة كبرى في الأوساط الثقافية في العالم آنذاك ، وكانت « نوبلكور » تشغل منصب مدير قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر بباريس في ذلك الحين.
وأشار إلى أن العالمة الفرنسية حصلت على عدد كبير من الجوائز الوطنية والعالمية تقديرا لدورها العلمي الكبير في إنقاذ التراث الحضاري والإنساني المصري ، فحصلت في عام 1975م على الميدالية الذهبية من المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية ، كما حصلت في عام 1980م على وسام الاستحقاق الأكبر في فرنسا، وقدمت للمكتبة التاريخية والأثرية العديد من المؤلفات العلمية الرائعة التي أثرت علم المصريات ، مثل كتبها عن الفن المصرى القديم ، وحول حياة ووفاة الفرعون « توت عنخ آمون » ، ومعبد أبو سمبل الصغير ، والفرعون العظيم « رمسيس الثاني » وعصره ، و المرأة في مصر القديمة .