لم تكد حوادث ناقلات النفط تمر بسلام خلال الأسابيع الماضية، حتى انتقل التوتر من البحر إلى الجو بعد إسقاط إيران لطائرة التجسس الأميركية.
ورغم أن الحادث ربما يعتبر من الناحية المبدئية حادثا يأتي في سياق تصعيدي مألوف بين الطرفين، إلا انه يؤشر إلى الانتقال لسياقات أخرى ضمن منسوب التصعيد الحالي، بمعنى أن حدوده وآلياته هي منضبطة إلى حد كبير."
ويقول تقرير حول هذه الحوادث: "انه وعلى الرغم من وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصبعه على الزناد، إلا انه تراجع قبل تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران بعشرة دقائق. وبصرف النظر عن جدية اتخاذ القرار من عدمه، ثمة مؤشرات ترافقت مع الحدث تشي بمضي واشنطن في الضغط على طهران بهدف إجبارها للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهو ما أشار إليه الرئيس الأميركي بعد إسقاط الطائرة، من أن واشنطن مستعدة للتفاوض دون شروط مسبقة، على أن يكون البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني جزءا من أي اتفاق محتمل."
ويضيف التقرير: " وعلى الرغم من حساسية الحادثة لجهة نوعية الطائرة وما تمثله من في سلم الجهاز الاستخباري الأميركي ذات النوعية الإستراتيجية عالية المستوى، إلا أن واشنطن وضعت الحادث في سياق استثماري لجر طهران إلى هدف محدد لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيقه إبان مفاوضات البرنامج النووي قبل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا، والذي انسحبت منه واشنطن. وفي الواقع إن التدقيق في سياقات تلك المفاوضات يظهر بشكل جلي إصرار واشنطن آنذاك على وضع البرنامج الباليستي من ضمن سلة متكاملة إلى جانب البرنامج النووي، ذلك بدفع واضح من إسرائيل، إذ أن المفاوضات كادت أن تتعثر وتتوقف في إحدى مراحلها بسبب المطلب الأميركي الإسرائيلي.