6 أعوام على «3 يوليو».. بيان أنهى حكم الإخوان وحقق مطالب المصريين.. وخبراء: الخطاب بداية لمصر جديدة وتأسيس الثقة بين الشعب و«الدولة».. واستجابة الجيش للشعب حفظت الهوية الوطنية
في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام كان المصريون على موعد
مع بيان القوات المسلحة الذي جاء ملبيا لمطالبهم في 30 يونيو، والذي بموجبه سقط
حكم الجماعة الإرهابية، وهو البيان الذي أنهى وهم الخلاقة وأنقذ مصر من مخططات
الفوضى وعلى إثره خرج الشعب المصري احتفالا بنجاح ثورته وسقوط نظام الإخوان.
وأكد خبراء وبرلمانيون أن بيان في 3 يوليو يؤكد أن القوات
المسلحة عبر تاريخها حامية للإرادة الشعبية وكان بمثابة بداية لمصر جديدة ومرحلة
الثقة بين الشعب والدولة، موضحين أن استجابة القوات المسلحة لمطالب الشعب حفظت
الهوية الوطنية والدولة وأنقذت مصر والمنطقة العربية وأوقفت تغلغل الجماعة في مفاصل
الدولة.
القوات المسلحة حامية للإرادة الشعبية
ففي البداية، قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية
القادة والأركان، إن أعظم ما في ثورة 30 يونيو 2013 وبيان القوات المسلحة في 3
يوليو، أنها قطعت الخيط الرفيع بين الإقدام والإحجام وكسرت كل حواجز التردد وأكدت
أن القوات المسلحة عبر تاريخها هي حامية الوطن ومؤيدة للإرادة الشعبية وليس لحاكم
أو رئيس.
وأوضح الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
ثورة 30 يونيو أعادت الهوية المصرية وأنهت وهم الخلافة وأسقطت نظام الأهل والعشيرة
وأوقفت تغلغل الجماعة في مفاصل الدولة وأجهضت مخطط تفكيك الدول وتدمير الجيوش
وقلبت الموازين والحسابات العالمية التي خططت لتغيير خريطة الشرق الأوسط مرة أخرى
على غرار ما حدث قبل مائة عام في اتفاقية سايكس بيكو.
وأشار إلى أنه في الذكرى السادسة للثورة نجد أن هذه
الثورة كما أنهت وطاردت فلول الإرهاب ليس في مصر ولكن في ليبيا تتحرر من الإرهاب
ويتقدم الجيش الوطني الليبي بمساندة شعبية نحو آخر معاقل الإرهاب في العاصمة
طرابلس وكذلك دحر الإرهاب في العراق وتقلصه في سوريا، وانهيار جماعة الإخوان وشعور
النظامين القطري والتركي بأن الخطر يتهددهم وسقطت عنهم الأقنعة.
استعادة الهوية الوطنية
ومن جانبه، قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية
ناصر العسكرية، إن ثورة 30 يونيو وبيان القوات المسلحة في 3 يوليو نجحا في استعادة
الهوية المصرية والعربية أيضا وغيرت استراتيجية العالم وأنهت أحلام الدول الكبرى،
القوى الكبرى نتيجة 30 يونيو غيرت استراتيجيتها بالكامل في المنطقة لأن كبريات
الدول العالمية اعتقدت أن لها السيطرة عبر أدواتها.
وأوضح العمدة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن خروج
الشعب المصري في 30 يونيو ووقفته يدا واحدة ضد هذه الأدوات التي تحاول هدم الدول
وتقسيمها رسمت الحدود أمام العالم أن مصر دولة عصية على الانكسار وليست تحت عباءة
أحد وأن شعبها يقرر مصيره لأنه أيقن المخاطر المحدقة به وأن الدولة على مهب الريح.
وأشار إلى أن القوات المسلحة كانت سريعة التلبية للوقف
في صف الشعب المصري لاستعادة الهوية الوطنية مرة أخرى من براثن هذا الغول الذي كان
يتذرع بالإسلام ويتخذه ستارا لأفعاله، موضحا أن الرغبة المصرية في التغيير
واستعادة الهوية كانت أقوى من كل الأدوات الفاعلة والمؤثرة على الأمن القومي
المصري والعربي.
وأكد أن 30 يونيو كانت تحركا واعيا من الشعب المصري واستجابة
سريعة من القوات المسلحة لكونها المسئولة الرئيسية عن حفظ الأمن القومي المصري
بحكم الدستور وعقيدتها القتالية، مضيفا أن القوات المسلحة دائما أبدا ما يقدموا
أنفسهم في سبيل حماية أمننا القومي.
بداية لمصر جديدة
ومن جانبه، قال نادر مصطفى، أمين سر لجنة الإعلام بمجلس النواب،
إن ثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو كانت واحدة من أهم المراحل التي مر بها الوطن، فكان
في أعلى موقع للسلطة قبل تلك الثورة شخص لا يدرك خطورة وأهمية منصبه تفاعل مع جماعته
فحسب، وكان لا بد أن يرى أحد أبناء هذا الشعب الأمل ليبدأ مرحلة جديدة.
وأوضح مصطفى، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس
عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وقت الثورة كان هو البطل الذي رأى الأمل، وأدرك الشعب
أنه أمام رجل جدير بالثقة وخروج جموع الشعب وتفاعلها مع الرئيس كان أهم ما ميز هذه
المرحلة، المراحل التي مر بها الوطن منذ تلك الثورة ساهمت في بناء هذه الثقة.
وأضاف إن الشعب يدرك أن هناك تغييرا كبيرا شهدته مصر ومعالجة
حقيقة للعديد من المشكلات التي طالما صم الجميع أذنه عنها، والرئيس كان يقف بكل شجاعة
وحسم ليجابه واحدة من أكبر المشكلات التي واجهتها مصر على مر تاريخها الطويل، موضحا
أن مصر خرجت من مرحلة الخوف إلى مرحلة أخرى بها مواجهة وتصدي للمشكلات.
وأشار إلى أن البعض كان يرى أن الحفاظ على الاستقرار كان
يتطلب مهادنة تلك الجماعة الإرهابية، لكن الشعب المصري واجه تلك الأزمات، مضيفا إن
الشعب المصري ساند الرئيس وتحملوا من أجل المشروعات والمبادرات التنموية وحفظ مقدرات
الدولة.