الرئيس اللبناني: الاختلاف أساس تطور الحياة.. وحرية المعتقد الديني والسياسي مقدسة
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن الاختلاف بين البشر في الفكر والرأي والشعور والانتماء، هو أكثر من حق ويمثل عصب الحياة والتطور، ولولاه لما تقدمت الإنسانية وعرفت الإبداع، مشددا على أن الاختلاف نعمة وليس نقمة، وأنه من المهم هو طريقة إدارته وكيفية التعامل معه.
وقال عون- في رسالة له نشرتها الصحف اللبنانية في أعدادها الصادرة اليوم تحت عنوان (إلى شباب لبنان): "جمع الفارق بيننا يغنينا ويدفعنا إلى الأمام في جميع الميادين، أما إذا جنحنا إلى الخلاف فعندها نطرح فوارقنا ونتقوقع، فنخسر ونفتقر ونتراجع".
وأضاف: "الإدارة الصحيحة لحق الاختلاف تعني أولا الاعتراف به، أي الاعتراف بحق الآخر أن يكون موجودا ومختلفا، بلونه وانتمائه وتفكيره ومعتقده ورأيه.. هذا هو المجتمع الإنساني الذي ننتمي إليه جميعا".
وتابع: "إن حرية المعتقد الديني والسياسي مقدسة، وتذكروا دائما أن علاقة الإنسان مع خالقه علاقة عمودية مباشرة، لا يحق لأحد التدخل فيها.. وتذكروا أيضا أن فكر الإنسان الحر يحلّق به كيفما شاء، وهو وحده يتحمل مسئوليته في الخطأ وفي الصواب".
وأشار إلى أن وبعد القبول بحق الاختلاف تأتي "حرية التعبير" مشددا على أنها أمر مقدس "ولكن سقفها الحقيقة وحدودها الأخلاق، فلكل إنسان الحق في التعبير عن ذاته، وعن رأيه ومعتقداته والسعي إلى إقناع الآخرين بها بالحجة والمنطق، ولكن إطلاق الشائعات والأكاذيب أو اعتماد لغة الشتم وبذاءة الكلام، لا يندرجان ضمن أي حرية، لأنهما اعتداء على حقوق الآخر وعلى كرامته وسمعته وصدقيته".
واختتم عون رسالته إلى الشباب اللبناني قائلا: "هذه هي مداميك المجتمع والسور الذي يحمي الوطن، تذكروها جيدا.. حق الاختلاف، وحرية المعتقد والرأي، وحرية التعبير.. والتجربة علمتنا أنها ثوابت يجب ألا تُمس، وعندما جنحنا إلى المساس بها كدنا نخسر الوطن.. أملى أن تتمكنوا أنتم من ترسيخها أكثر فتنجحون حيث فشلنا".