أ ش أ:
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربة عسكرية بعد 77 يوما من توليه مقاليد الحكم يمنحه فرصة، ولكن بالكاد ضمان، لتغيير تصور الفوضى المأخوذ عن إدارته.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة - أن الهجوم سيشكل أيضا محور الاجتماع المقرر الأسبوع المقبل بين وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أول لقاء وجها لوجه بين الزعيم الروسى وأحد أعضاء إدارة ترامب.
وقالت إنه كان من المتوقع قبل الغارات الأمريكية ضد قاعدة جوية سورية أن يتصدر التحقيق في الهجمات الإلكترونية الروسية والتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية جدول أعمال الاجتماع.
بيد أن التحرك العسكري في سوريا يعطي إدارة ترامب فرصة لمطالبة بوتين بالسيطرة على نظيره السوري بشار الأسد أو الإطاحة به من السلطة، أو أن يوسع ترامب العمل العسكري الأمريكي المحدود - وبسرعة - إذا فشل الرئيس الروسي في تحقيق ذلك.
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أن ترامب وصف، خلال الحملة الانتخابية العام الماضي، عدم التزام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بـ"الخط الأحمر" الذي رسمه للرئيس السوري بشار الأسد والخاص بعدم استخدام السلاح الكيماوي، بأنه رمز للضعف الأمريكي الذي يجب ألا يتكرر أبدا. وفي هذا الصدد، فإن الهجوم يعد أمرا متوقعا تقريبا.
واستدركت قائلة إن هناك أيضا مخاطر كبيرة لترامب خلال الأسابيع القليلة المقبلة بمجرد زوال الرضا المؤقت على دفع الأسد ثمن أعماله البربرية.
وأوردت "نيويورك تايمز" مثالين على هذه المخاطر؛ الأول: فشل رهانه مع بوتين، فربما كان الرئيس الروسي يفضل ترامب على منافسته هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، غير أنه من المستبعد أن يدخل بوتين في اتفاق يهدد نفوذه في سوريا، وبالتالي يزعزع موطئ قدمه الرئيسي في الشرق الأوسط، حيث أن سوريا هي موطن القاعدة العسكرية الرئيسية الروسية خارج حدودها، وهناك خطر ثان يتمثل في أن يقوض انشغال ترامب بأن يدفع الأسد ثمن أفعاله، هدفه الرئيسي في المنطقة: ألا وهو دحر تنظيم "داعش" الإرهابي.
ونبهت الصحيفة الأمريكية إلى أنه إذا انهارت سوريا، فإنها يمكن أن تصبح ملاذا للإرهابيين، وهو ما يحاول ترامب منعه.
واختتمت تقريرها بالقول إن من غير الواضح إذا ما كان مقاتلو "داعش" الذين يتقهقرون بالفعل قبل شهور من تولي ترامب مهام منصبه، قادرين بأي حال من الأحوال على استغلال سوريا الممزقة أم لا، بيد أن ديفيد بيتريوس، الجنرال الأمريكي المتقاعد والمعروف بمهندس الحرب الأمريكية في العراق دائما ما يقول إنه من أهم الدروس المستفادة من العقد الماضي هي أنه إذا تم خلق فراغ السلطة في المنطقة، فإن مجموعة متنوعة من المتطرفين ستستغله.