قال رئيس الحكومة
اللبنانية سعد الحريري ، إن بلاده تواجه العديد من الصعوبات والتحديات على المستوى
الاقتصادي، لافتا في ذات الوقت إلى أن التحدي يخلق الفرصة للنهوض، وهو ما يقتضي إيجاد
الحلول للوضع الاقتصادي المتأزم، ومبديا الاستعداد لإعطاء كل أوجه الدعم لتنمية قطاع
تكنولوجيا المعلومات في لبنان.
جاء ذلك خلال كلمة
الحريري في ورشة العمل التي نظمتها وزارة شئون الاستثمار والتكنولوجيا، بالتعاون مع
رئاسة الحكومة والبنك الدولي، تحت عنوان "تحسين بيئة الأعمال في القطاع التكنولوجي".
وأضاف: "هذه
المهمة ليست سهلة، ولا شيء سهلا أصلا في لبنان لأننا لسنا كأي دولة أخرى. فهناك عدة
فرقاء سياسيين في حكومة واحدة، وبالتالي علينا أن نتحدث إلى الجميع وننفتح على مختلف
الأطراف لكي نصل إلى النتائج المرجوة".
وأشار إلى وجود
نجاحات في مجال تكنولوجيا المعلومات خارج لبنان وقام عليها لبنانيون، معربا عن رغبته
نقل هذه النجاحات إلى داخل لبنان، وأن بلاده على استعداد للقيام بكل ما يلزم لتسهيل
بيئة الأعمال في القطاع التكنولوجي، سواء من خلال سن قوانين جديدة أو منصات أو غير
ذلك.
وأقر الحريري أن
المُناخ السياسي القائم في لبنان حاليا ليس على مستوى طموح الشعب اللبناني. مضيفا:
"ولكن هذا لن يردعني عن القيام بما يلزم من أجل إعادة تثبيت ثقة المواطن اللبناني
بالدولة. أعرف أننا سنواجه دائما عددا من المعوقات، لكن ذلك لن يجعلنا نقف أمامها مكتوفي
الأيدي، بل سنحاول أن نتحايل على هذه المعوقات لتخطيها".
وتابع قائلا:
"صحيح أننا نلوم في الكثير من الأحيان الظروف والأطراف الإقليمية، لكن الحقيقة
أن هذه المعوقات نضعها بأنفسنا. ربما تكون الظروف صعبة، لكننا حقيقة نسير على خطة جدية،
فقد وضعنا خطة لمعالجة أزمة قطاع الكهرباء وعملنا على موازنة العام 2019، التي ستكون
أساسا لموازنات الأعوام المقبلة، كما أننا نعمل على إقرار الإصلاحات الضرورية ووضع
القوانين اللازمة من أجل تسهيل بيئة الأعمال".
وشدد الحريري على
أنه ينبغي الاستثمار بصورة أكبر في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، من أجل الحصول على
عائد أفضل للخزينة العامة للدولة ومن ثم توظيف المزيد من اليد العاملة.
وقال: "البعض
يعترضون على دعمنا للقطاع الخاص، وكأن هذا القطاع يأتي من الفضاء. هناك صعوبات فعلية
لكننا على ثقة من أننا نسير على الطريق الصحيح، ونأخذ بعين الاعتبار كل التوصيات التي
نحصل عليها من المؤسسات الدولية".