رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بدعوة مصرية.. اجتماعات للبرلمان الليبي في القاهرة لحل الأزمة.. وسياسيون: تستهدف الحل السياسي وحفظ وحدة ليبيا ومنع التدخلات الأجنبية.. وجهود مصر تسعى للم الشمل

13-7-2019 | 17:22


انطلقت اليوم في القاهرة اجتماعات بين وفد من البرلمان الليبي مع أعضاء من مجلس النواب المصري، وهي واحدة من عدة لقاءات سيعقدها الوفد خلال الأسبوع الجاري مع مسئولين مصريين، في إطار المبادرة المصرية للبحث عن حل سياسي للأزمة الليبية ينبع من الداخل الليبي دون أية تدخلات خارجية.

فيما أكد سياسيون أن الجهود المصرية لحل الأزمة الليبية تستهدف إيجاد حل سياسي وحفظ وحدة البلاد ورفض تقسيمها، موضحين أن الدعوة المصرية لأعضاء البرلمان الليبي ستعمل على لم الشمل وهي استمرار للجهود التي تبذلها مصر لحل الأزمة سياسيا، لأن ليبيا تمثل لمصر عمقا إستراتيجيا وامتدادا لأمنها القومي.

كان وفد من البرلمان الليبي يمثل كافة التيارات السياسية داخل ليبيا، قد بدأ زيارة رسمية إلى مصر تستمر لمدة أسبوع للمشاركة في اجتماع برعاية اللجنة الوطنية المعنية بليبيا في إطار الجهود المصرية لتوحيد رؤى النواب الليبيين تجاه حل سياسي يقوده البرلمان الليبي.

 

الوصول لحل سياسي

الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن مصر تولي اهتماما بالقضايا العربية وخاصة الملفات الساخنة في المنطقة ومن أهم تلك القضايا التي تهم مصر بصورة مباشرة الأزمة الليبية لأن التطورات الحادثة هناك تؤثر تأثيرا كبيرا علينا.


 

وأكد بدر الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ليبيا بالنسبة لمصر هي قضية أمن قومي، فالأمن المصري مرتبط بكل التطورات الحادثة في ليبيا حيث تجاور المنطقة الشرقية الليبية الحدود الغربية لمصر، مضيفا إن هذا الاهتمام نابع من كون ليبيا دولة عربية ودولة جوار ثم أيضا لارتباطها الوثيق بالأمن المصري.

 

وأشار إلى أن وجهة نظر مصر في الأزمة الليبية هي الوصول إلى حل بالجهود والطرق السلمية والسياسية وبتوافق الأطراف المختلفة، ورفض الحلول العسكرية لأنها لن تحل هذه الأزمة، مضيفا إن زيارات المشير خليفة حفتر لمصر في أوقات سابقة، والاجتماعات الحالية التي يجريها وفد البرلمان الليبي في مصر بدءا من اليوم بمجلس النواب ثم مع كافة المسئولين المصريين تأتي في هذا الإطار.


وأضاف إن لقاءات الوفد البرلمان الليبي بنظرائهم في مصر وربما يلتقون بالرئيس عبد الفتاح السيسي وكافة المسئولين هي استمرار للتنسيق  المصري الليبي المتبادل من أجل التوصل إلى حل للأزمة في ليبيا، موضحا أن ما يحدث هناك من استمرار الاقتتال أو تدخل لأطراف أجنبية ليس في صالح أحد ويعقد الأزمة بشكل يؤثر مباشرة على الشعب الليبي.

 

وأوضح أن الجهود المصرية تسير في هذا الإطار لمحاولة الوصول لتوافق وحل سلمي ينهي الانقسام والأزمة الجارية التي تؤثر على ليبيا ومصر والمنطقة العربية كلها.    

 

حفظ وحدة البلاد

ومن جانبه، قال اللواء حمدي بخيت، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن زيارة وفد البرلمان الليبي إلى القاهرة جاءت بدعوة كريمة من مصر لأعضاء البرلمان الليبي بكل طوائفه لزيارة مصر، مضيفا أن هذه الزيارة مهمة لإحداث توافق وتقارب بين ممثلي الشعبين الليبي والمصري.

وأوضح بخيت، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اللقاءات اليوم بين ممثلي البرلمان في البلدين جاءت في إطار ودي وأكدت مدى احتياج الشعب الليبي ممثلا في وفد البرلمان إلى الدعم المصري، مضيفا إنه رغم اختلاف تيارات أعضاء البرلمان الليبي إلا أن الرؤية الواحدة التي التفوا عليها هي أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر وليبيا وآمالهم في الدعم المصري لمستقبل القضية في ليبيا.

 

وأكد أن الكلمات من الجانبين تمحورت حول أفكار أهمها الوفاق الليبي وأهميته خلال المرحلة القادمة ونبذ الخلافات والتوجه لصالح ليبيا، مضيفا إن السياسة المصرية تجاه دول الجوار ومنها ليبيا تتركز على ضرورة الحفاظ على الخريطة الليبية متماسكة وواحدة، وضرورة حل الأزمة من خلال حق الشعب الليبي أن يقرر مصيره ويحدد أسلوب حل القضية بالطرق السلمية.

 

 وأشار إلى أن المحور الثالث للسياسة المصرية هو القناعة بأن القضية الليبية غير مسموح بأية تدخلات أجنبية فيها، موضحا أنه أعضاء مجلس النواب الليبي عبروا اليوم عن آرائهم طبقا لانتماءاتهم والجميع اتفق على أن القضية الليبية لا تحتمل التجزئة أو المتاجرة أو التفريط والحفاظ على الدولة الواحدة بعيدا عن العرقيات القبلية والطائفية.

 

وأضاف إن الدعم المصري لحل الأزمة الليبية سواء عبر هذه الزيارة أو غيرها يعطي فرصة للجانب الليبي وخاصة البرلمان الذي يمثل كافة أطياف الشعب الليبي أن يخطو خطوات مدعومة وقوية في سبيل حل الأزمة، مضيفا إن مصر تعتبر ليبيا عمقا استراتيجيا غربيا لها كما أن ليبيا على يقين على أن السند الوحيد لها في المنطقة هو مصر.


وشدد على أن كل فعاليات هذه الزيارة سواء بلقاءات الوفد البرلماني اليوم مع نواب البرلمان المصري أو لقاءاتهم المرتقبة مع المسئولين المصريين تصب في اتجاه عودة الاستقرار إلى ليبيا وحسم مسائل تواجد العصابات الإرهابية على أرضها، ووحدة أراضيها وخريطتها بإرادة ليبية صرفة دون أية تدخلات أجنبية.

 

لم الشمل

فيما قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن ليبيا تمثل لمصر أولوية حيث تربط الدولتين علاقات تاريخية واجتماعية وروابط جغرافية تتمثل في 1100 كيلو متر من الحدود المشتركة، مضيفة إن السياسة الخارجية المصرية ترتكز على محددات واضحة أبرزها الحفاظ على وحدة الدولة ودعم الجيش الليبي.


وأوضحت بكر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الظروف والمتغيرات تثبت صحة الرؤية المصرية، مشيرة إلى أن زيارة وفد البرلمان الليبي الحالية لمصر تستهدف المحاولة للوصول لحل يلم الشمل الليبي، فهي ليست الأولى ولن تكون الزيارة الأخيرة مع كافة الأطراف في الداخل الليبي.


وأشارت إلى مصر تبذل دورها على المستوى السياسي بجمع الفرقاء السياسيين وفي الوقت نفسه توحيد المؤسسة العسكرية، موضحة أنه في مقابل هذه الجهود هناك جهود هدامة تقوم بها بعض الدول مثل تركيا وكذلك الجريمة المنظمة وغياب السيطرة الأمنية على بعض المواقع الذي أدى لوجود جماعات إرهابية وتدخلات خارجية كبيرة تضر بالأمن القومي الليبي.


وأكدت أن مصر مستمرة في دورها برغم تلك التحديات لأن هذا يصب في صالح الأشقاء الليبيين والمنطقة أيضا.