بالصور.. بعد افتتاحه.. حكاية هرم الملك "سنفرو" المنحني أول محاولة لبناء هرم كامل
للمرة الأولى منذ 54 يتم افتتاح
الهرم المنحني للملك سنفرو بمنطقة آثار دهشور، وهو الأمر الذي جرى أمس بعد الانتهاء
من أعمال تطويره وترميمه، بمشاركة نحو 40 سفيرا
من دول أجنبية وأفريقية في مصر، وهو الهرم المسجل على قائمة التراث العالمي
بمنظمة اليونسكو كجزء من جبانة منف الأثرية.
والهرم هو أحد ثلاثة أهرامات قام ببنائها
الفرعون سنفرو، حيث بدء في بناء الهرم ليصعد بزاوية 58 درجة، وعندما وصل بناء الهرم
إلى نصف ارتفاعه تقريبا تقرر بناء الجزء العلوي بزاوية 43 درجة، حيث أفادت تلك التقنية
في توصل سنفرو ومهندسوه إلى بناء هرما كاملا بتقنية جديدة في بلدة ميدوم يسمى الهرم
الأحمر.
واستغرق العمل في بناء الهرم المائل
14 سنة ، ويبدو أنه لم يعجب سنفرو فقرر بناء الهرم الأحمر طبقا للخبرة التي تعلمها
مهندسوه عند بناء الهرم المائل، فاختار المكان لهرمه الذي يدفن فيه على بعد نحو 2 كيلومتر
من شمال الهرم المائل في منطقة دهشور.
بُني الهرم من الحجارة بزوايا مائلة
بالنسبة للأرض تقدر بنحو 59 درجة، وعندما وجد المهندسون صعوبة في استكماله بسبب
الزاوية الكبيرة التي ستتسبب في ارتفاع كبير وحاد للهرم، دعموا الهرم بجدران جعلت زاوية
الميل 55 درجة للبناء الذي لم يكتمل بعد، ثم أكملوا البناء بزاوية منحنية قدرها 43
درجة مما جعله يطلق عليه الهرم المنحني.
"سنفرو" الملهم
ويمثل الهرم مرحلة انتقالية في عملية
بناء وتطوير الأهرامات بين هرم زوسر المدرج وهرم ميدوم والهرم الأحمر الذي بناه الملك
سنفرو في دهشور أيضاً، حيث أن الهرم المنحني يميل بزاوية، ويعرف الهرم المنحني
باسم الهرم الجنوبي، ويعبر عن مرحلة هامة من مراحل تطور بناء الأهرامات، والتي استخدمها
المصري القديم كمقابر ملكية حيث أنه أول محاولة لبناء هرم كامل بعد هرم زوسر المدرج.
حيث اكتشف المصريين القدماء تقنية بناء
الأهرامات الكاملة عن طريق وضع طوابق أفقية من الحجارة، كل طبقة مربعة من الحجارة يعلوها
طبقة أقل في المساحة على أن تكون زاوية الميل 52 درجة، بدلا من البناء بزاوية 55 أو
43 درجة كما كان في حالة الهرم المنحني، واستغل سنفرو التقنية الجديدة في بناء هرمه
العملاق وأطلق عليه اسم "الهرم الشمالي" والذي يعرف اليوم بـ"الهرم
الأحمر" ويقع على بعد نحو 1,8 كيلومتر شمال الهرم المنحني بدهشور، وبناء علي تقنية
بناء هرم سنفرو الأحمر بنيت الأهرامات بالجيزة.
والملك سنفرو هو مؤسس الأسر الرابعة 2600 ق.م، وتعتبر منطقة دهشور الأثرية الامتداد
الجنوبي لجبانة منف، ويبلغ ارتفاع الهرم حوالي101م، وطول كل ضلع في قاعدته حوالي188.1م،
وللهرم زاويتين ميل الأولى 54 درجة، حتى ارتفاع 49م، والثانية 43 درجة حتى ارتفاع
52م.
وللهرم مدخلين الأول في الناحية الشمالية
على ارتفاع 12م، يؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5،
منها إلى صالة عرضية ذات سقف جمالوني، ومنها إلى ممر غير منتظم يؤدي الجهة اليمنى
منه إلى المدخل الغربي للهرم، أما الجهة اليسرى تؤدي إلى غرفه الدفن غير المكتملة السقف
والتي يوجد بها دعامات خشبية من خشب الأرز المستورد من لبنان.
أعمال حفائر وتطوير
وشهد الهرم العديد من أعمال الحفائر
كان أولها عام 1839، على يد البريطانيين برنج وفيز، حيث قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية
للهرم، ثم عام 1894 و1895 جاءت بعثة "دي مورجان" وهى أول بعثة علمية تقوم
بعمل حفائر في المنطقة.
وفي عام 1945 تمكن المهندس عبد السلام
حسين، أثناء قيامة بأعمال الحفر الأثري حول الهرم، من الكشف عن اسم الملك سنفرو مكتوب أكثر من مرة
مع العلامات التي كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية للهرم وخاصة تلك الموجودة
في أركان الهرم، وفي عام 1951 استطاع عالم الآثار الدكتور أحمد فخري اكتشاف المدخل
الغربي للهرم أثناء أعمال تنظيف الممرات الداخلية وجزء من الطريق الصاعد المؤدي إلى
معبد الوادي.
وتمت أعمال ترميم وتطوير كل من الهرم
المنحني وهرم "الكا" بواسطة قطاع المشروعات بوزارة الآثار، وتضمنت عمل سلالم
داخلية وخارجية ومشايات لتسهيل حركة الزوار داخلهما، كما تم عمل شبكة للإضاءة داخل
وخارج الهرمين، بالإضافة إلى الانتهاء من كافة أعمال الترميم الدقيق من تقوية وتدعيم لبعض أحجار الممرات وترميم غرفة الدفن
بالهرم المنحني.