أكد نواب "تيار المستقبل" برئاسة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أن المواقف التي أطلقها البعض مؤخرا، تصب في سياق خرق قواعد "النأي بالنفس" بلبنان عن صراعات المحاور في الشرق الأوسط، مشيرين إلى ضرورة ابتعاد لبنان عن كافة الصراعات الخارجية، ومشددين على أن لبنان لن يكون جزءا من أي محور خارجي أو إقليمي.
وكان الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله، قد أطلق خلال حوار تلفزيوني له قبل عدة أيام، جملة من المواقف المسيئة والتهديدات ضد عدد من الدول العربية، خاصة الدول الخليجية، مع تأكيده أن حلفاء إيران في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله، لن يقفوا موقف المتفرج إذا ما تعرضت إيران لحرب أمريكية.
وذكرت الكتلة النيابية لتيار المستقبل – في ختام اجتماعها مساء اليوم برئاسة الحريري – أنها ترى في المواقف التي أُعلنت مؤخرا، إساءة إلى علاقات لبنان مع بعض الدول العربية، وتعطيلا للجهود التي تبذل في سبيل تحسين تلك العلاقات وتصحيح الخلل الذي أصابها نتيجة "السياسات غير المسئولة والحملات المشبوهة". على وصف نواب التيار.
وأضافت: "الحكومة اللبنانية سبق أن حددت في عناوين سياستها الخارجية، ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية، والتزام احترام ميثاق جامعة الدول العربية، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي حفاظا على الوطن ساحة سلام واستقرار وتلاق".. مشددة في هذا الصددد على أن لبنان لن يكون جزءا من أي محور خارجي أو إقليمي.
من ناحية أخرى، اعتبرت الكتلة النيابية أن العائق الذي تشكله أحداث العنف والاشتباكات المسلحة الدامية التي وقعت في منطقة الجبل قبل أسبوعين، أمام عمل مجلس الوزراء، أصبح أمرا غير مقبول ويرتب المزيد من الأضرار على الانتظام الوطني العام وعلى حاجة البلاد للانصراف لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت الكتلة النيابية أن الوضع يقتضي الخروج من حلقة الدوران حول حادثة الجبل وسجالاتها، وعودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء، كإطار للتوافق الوطني والحوار الذي لا بديل له بين القوى السياسية.
ووقعت في منطقة الجبل، قبل أسبوعين، أحداث عنف مسلحة تسببت في توتر سياسي شديد في عموم لبنان، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى عدد من قرى الجبل، حيث اندلعت اشتباكات نارية بين أعضاء الحزب الديمقراطي اللبناني الحليف لباسيل، وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن "باسيل" أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.