رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«ترامب» في مؤتمر صحفي قبل ضرب سوريا: «لا أحب الأسد»

7-4-2017 | 18:29


 

وكالات:

خلال بضعة أيام، كانت صورة الأطفال الذين قتلوا في هجوم كيميائي في سوريا كفيلة بنسف مبدأ دونالد ترامب بعدم التدخل عسكريا ضد النظام السوري. ويبدو أن الرئيس الأميركي الخامس والأربعين قرر الاستناد إلى حدسه.


بدا المرشح ترامب في صورة البراغماتي، وصرح في سبتمبر 2016: "لا أحب الرئيس السوري بشار الأسد لكنه يقتل تنظيم داعش".


والأربعاء، غداة القصف بالغازات السامة الذي تعرضت له بلدة خان شيخون ونسب إلى الطيران السوري، بدا الرئيس الأميركي متأثرًا.


وقال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: "أعتقد أنني شخص مرن جدًا، وأنا فخور بهذه المرونة، صدقوني، هجوم الأمس على الأطفال أثر علي بشكل كبير، كان فظيعا، فظيعا، من الممكن جدًا أيضا أن أغير موقفي حيال سوريا والأسد."


وصعد خطابه الخميس بقوله "حتى اطفال جميلون قتلوا في شكل وحشي في هذا الهجوم الهمجي للغاية. يجب الا يعاني اي من اطفال الرب مثل هذا الرعب ابدا. الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي". قرار يشكل قطيعة مع الاستراتيجية الاميركية التي اعتمدت اخيرا لانها المرة الاولى تهاجم واشنطن نظام الرئيس السوري.

طوال اشهر، وصف رجل الاعمال منافسته في المعركة الانتخابية هيلاري كلينتون بانها تريد الحرب مهما كان الثمن مصرا على شعاره "اميركا اولا".
في رأيه ان العدو يبقى تنظيم داعش وما دام الاسد يقاتل الجهاديين فهذا لا يتعارض والمصالح الاميركية. وصرح قبل عام لصحيفة نيويورك تايمز انه ليس من واجب الولايات المتحدة في عهده ان تدافع عن حقوق الانسان في شكل منهجي مضيفا "هذا يتوقف على البلد".


وهكذا، يعلق ترامب منذ وقت طويل اهمية كبرى على الحدس. وكان يعتبر ان كلينتون "حدسها سيء" في كل الامور.
تباهى على الدوام بانه يتمتع بحدس استثنائي. وخلال حملته، اكد انه يعرف تنظيم داعش اكثر من الجنرالات الاميركيين.


وقال لمجلة تايم قبل بضعة اسابيع "انا شخص يعتمد كثيرا على الحدس وهو غالبا على صواب. الجميع قالوا انني ساخسر الانتخابات لكنني كنت اقول انني ساربح. انا غالبا على حق".
ويبدو ان عاملا آخر ساهم في تسريع قرار توجيه الضربة: الرغبة في اثبات قوته بعدما اخذ على سلفه باراك اوباما احدى اكبر السيئات في نظره، الضعف.


حين تراجع اوباما عن ضرب سوريا العام 2013 بعد هجوم كيميائي خلف 1400 قتيل، اسف ترامب لتداعيات تردد الرئيس الديموقراطي على الصدقية الاميركية معتبرا ان "الصين وروسيا وايران تسخر منا". لكنه امل في المقابل في "الا يقوم الرئيس اوباما بشيء غير عقلاني او خطير لحفظ ماء الوجه".


وبعدما اثبت اليوم انه يستطيع التحرك سريعا، تطرح تساؤلات بالجملة عن المبادىء السياسية وتجانس الاستراتيجية الاميركية ليس فقط في سوريا بل ايضا في مواجهة التحديات الاخرى للسياسة الخارجية كما في ايران وكوريا الشمالية.
فهل تتدخل الولايات المتحدة عسكريا حتى لو كانت لا تتعرض لتهديد مباشر؟ هل لا يزال التقارب مع روسيا واردا؟ وهل على الكونغرس الذي يمنحه الدستور سلطة "اعلان الحرب" ان يصوت على اذن باستخدام القوة؟


في الماضي، طالب ترامب بان تكون للكونغرس كلمته في العراق او سوريا لكن قادة الجيوش يرفضون عموما تقييد سلطاتهم العسكرية.


وقال لاري ساباتو المحلل السياسي في جامعة فرجينيا لوكالة فرانس برس "يجب الا يفاجأ المرء بكون ترامب غير رأيه، لقد بدل موقفه حيال كل القضايا".
وعلى الساحة السياسية الداخلية، لن يكون الوضع اقل التباسا.
لقد رفض الرئيس الاميركي دائما ان يكشف اوراقه على الصعيد السياسي والجيوسياسي. وصحيح ان النواب الاميركيين لا يعترضون على ذلك لكنهم يطالبونه بالحاح بتوضيح مبادئه الاستراتيجية.