القاهرة تستضيف أعمال الدورة الـ50 لوزراء الإعلام العرب.. خبراء: الاجتماع يناقش التحديات الراهنة.. ومصر تسعى جاهدة لإيجاد آلية وصيغة إعلامية عربية لمعالجة القضايا الراهنة
أكد مراقبون أن اجتماع وزراء
الإعلام العرب اليوم كان يهدف لمناقشة التحديات الراهنة التي تواجه المنظومة
الإعلامية العربية، موضحين أن هذا الاجتماع دوري يعقد كل عام واستضافة القاهرة له
اليوم يأتي في إطار السعي المصري لإيجاد آلية وصيغة إعلامية عربية لمعالجة القضايا
الراهنة.
وانطلقت اليوم في القاهرة، أعمال الدورة
العادية الـ50 لمجلس وزراء الإعلام العرب، برئاسة السعودية، وحضور وزراء الإعلام العرب
أو من يمثلهم، بالإضافة إلى الاتحادات والمنظمات العربية الممارسة لمهام إعلامية، حيث
يتم خلال هذه الدورة مناقشة قضايا الإعلام المهمة ورؤاه الاستراتيجية وبحث آليات تطويره.
وتضمن جدول أعمال الدورة اليوم 18 بندًا، في مقدمتها القضية الفلسطينية، كونها أحد
البنود الرئيسية التي تعرض بشكل دائم على المجلس والتي لا زالت تعتبر القضية المركزية
للأمة العربية، خاصة في ظل تعنت الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى الموضوعات الأخرى
التي تندرج تحته كالخطة الإعلامية الدولية للتصدي للقرار الأمريكي الأحادي بالاعتراف
بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقرر مجلس وزراء الإعلام العرب في ختام
اجتماعات دورته الخمسين بالقاهرة اليوم الأربعاء برئاسة المملكة العربية السعودية اختيار
دبي عاصمة للإعلام العربي لعام 2020؛ تأكيدًا لمكانتها الإعلامية ولدور الإمارات العربية
المتحدة كحاضنة للإعلام العربي والدولي.
كما تم انتخاب مصر عضوا للمكتب التنفيذي
لمجلس وزراء الإعلام العرب، حيث اكتسحت مصر الانتخابات، والتي أجريت ضمن أعمال الدورة
الـ50 لمجلس وزراء الإعلام العرب، وتقدم لها أربعة دول هي مصر والعراق وليبيا واليمن،
وحصلت مصر على ١٦ صوتًا من إجمالي ٢٠ صوتًا.
وناقش الاجتماع عددا من الموضوعات،
في مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث يبحث الاجتماع كيفية التصدي للقرار الأمريكي بشأن
الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وتداعيات هذا القرار.
وبحث الاجتماع أيضا دور الإعلام في
التصدي للإرهاب، وكذلك الخارطة الإعلامية حول تحقيق التنمية المستدامة، وتصحيح صورة
العرب والمسلمين لدى الغرب وسبل الارتقاء بالإعلام العربي إلى مستوى أعلى، ليكون داعما
لبرامج التوعية ومناصرة القضايا الحيوية للمنطقة العربية في إطار خطة التحرك العربي
في الخارج.
بحث التحديات الراهنة
في البداية، قال الدكتور حسن عماد
مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، إن اجتماع وزراء الإعلام العرب اليوم
في القاهرة هو من بين الاجتماعات الدورية التي تعقد كل عام في إطار جامعة الدول العربية،
بهدف مناقشة جملة من القضايا والموضوعات الملحة على الساحة للخروج بتوصيات في هذا الشأن.
وأوضح مكاوي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الاجتماع يناقش التحديات الإعلامية التي تواجه المنطقة العربية ، ومن
المهم تنفيذ التوصيات التي يخرج وزراء الإعلام العرب وأن يكون لها صدى على الواقع،
مؤكدا أنه من المهم إعلاء المصالح العربية العامة ليكون لتلك التوصيات نصيبا من التنفيذ.
وأشار إلى الاجتماع الحالي يناقش
18 بندا في أجندة أعماله من بينها اعتماد النسخة المحدثة لميثاق الشرف الإعلامي العربي
ودور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب وإدراج مادة التربية الإعلامية ضمن المناهج
الدراسية، مؤكدا أن تلك المادة هي مطلب من منظمة اليونسكو منذ نحو 15 عاما.
وأضاف إن بعض الدول تنفذ هذه المادة، لكن المجتمع العربي يطبقها في حدود قليلة حيث أن
بعض الجامعات تدرك أهمية مادة التربية الإعلامية وتدرجها ضمن مناهجها في دراسة الإعلام،
موضحا أن إدراجها لتكون ضمن المواد الأساسية في المدارس هو أمر جيد ومطلوب في ظل التطور
الهائل في وسائل الإعلام وحماية النشء من أية آثار سلبية قد تنشأ عنها.
صيغة
إعلامية عربية
ومن جانبه، قال تامر عبد القادر، عضو
لجنة الإعلام بمجلس النواب، إن الدور المصري واستضافتها لاجتماع الدورة الـ50 لمجلس
وزراء الإعلام العرب اليوم وتحركها نحو إيجاد آلية وصيغة تفاهم مشتركة بين الدول العربية
بشأن معالجة القضايا الإعلامية والعربية الراهنة هو أمر مهم ومحل تقدير وجهد يستحق
الإشادة.
وأوضح عبد القادر، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الإعلام هو السلاح الذي يستخدمه الغرب والدول والكيانات التي لا تريد
الخير لا لمصر ولا للعرب ضدنا، مضيفا إنه على مصر أن تسعى جاهدة لإنشاء كيان موحد والوصول
إلى صيغة تفاهمية واحدة لإرساء هذا الكيان بما يمكن من مواجهة إعلام الغرب ونشر الثقافة
العربية والإنجازات وما يحدث على أرض الواقع في الدول العربية.
وشدد على أهمية إنشاء كيان إعلامي عربي
موحد والانطلاق منه لكيان إعلامي أفريقي موحد خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي
العام الجاري، مضيفا إن إنشاء هذا الكيان هو بداية الانطلاق لمواجهة إعلام الغرب الذي
يحاول تشويه وتدمير الدول العربية ومواجهة كل الكيانات التي تحاول تمزيق الشعوب والصفوف
العربية والتفريق بينهم.
وأشار إلى أن هذا الكيان ضرورة ليعلم
العالم أجمع حقيقة ما يحدث في مصر والدول العربية وعدم السماح لإعلام الغرب أن ينشر
الأكاذيب والشائعات ويكون للكيان العربي النصيب الأكبر في نشر المعلومة لكل دول العالم.