الدول العربية تبحث توحيد رؤيتها الإعلامية لخدمة قضايا المنطقة.. وخبراء: اجتماع وزراء الإعلام العرب فرصة للحوار وتبادل الآراء.. ويضع استراتيجية للارتقاء بالأداء ومرتكزات للمرحلة القادمة
أكد أساتذة وخبراء الإعلام أهمية
اجتماع وزراء الإعلام العرب الذي استضافته القاهرة اليوم، موضحين أن هذا الاجتماع
يستهدف توحيد الرؤى والأفكار العربية لخدمة قضايا المنطقة، كذلك وضع إستراتيجية
للارتقاء بالأداء الإعلامي وتحديد مرتكزات الإعلام في المرحلة القادمة، موضحين أن تلتزم
الممارسة المهنية اليومية للأداء الإعلام العربي تلتزم بالمرتكزات التي تخرج عن المجلس.
وانطلقت اليوم في القاهرة، أعمال الدورة
العادية الـ50 لمجلس وزراء الإعلام العرب، برئاسة السعودية، وحضور وزراء الإعلام العرب
أو من يمثلهم، بالإضافة إلى الاتحادات والمنظمات العربية الممارسة لمهام إعلامية، حيث
يتم خلال هذه الدورة مناقشة قضايا الإعلام المهمة ورؤاه الاستراتيجية وبحث آليات تطويره.
وقرر مجلس وزراء الإعلام العرب في ختام
اجتماعات دورته الخمسين بالقاهرة اليوم الأربعاء برئاسة المملكة العربية السعودية اختيار
دبي عاصمة للإعلام العربي لعام 2020؛ تأكيدًا لمكانتها الإعلامية ولدور الإمارات العربية
المتحدة كحاضنة للإعلام العربي والدولي.
كما تم انتخاب مصر عضوا للمكتب التنفيذي
لمجلس وزراء الإعلام العرب، حيث اكتسحت مصر الانتخابات، والتي أجريت ضمن أعمال الدورة
الـ50 لمجلس وزراء الإعلام العرب، وتقدم لها أربعة دول هي مصر والعراق وليبيا واليمن،
وحصلت مصر على ١٦ صوتًا من إجمالي ٢٠ صوتًا.
استراتيجية
للارتقاء بالأداء الإعلامي
وفي هذا السياق، قال الدكتور صفوت العالم،
أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن اجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب اليوم في القاهرة
تأتي في إطار جامعة الدول العربية وتعقد كل عام، مضيفا إن اجتماعات هذا المجلس تعقد
هذا العام لتحديد مرتكزات الإعلام العربي في المرحلة القادمة وهو أمر يمثل ضرورة حتمية.
وأوضح العالم، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن هذا الاجتماع يمثل إستراتيجية أساسية للارتقاء بالأداء الإعلامي العربي
والتنسيق بين مواقف واستراتيجيات الدول العربية المختلفة لاتخاذ المواقف المناسبة للقضايا
الأساسية التي تحظى باهتمام الدول العربية المختلفة.
وأشار إلى أن واقع الممارسة الإعلامية
اليومية للإعلام العربي يخالف كثيرا المرتكزات والأسس التي يسعى ويتبناها أعضاء اللجنة
الدائمة للإعلام ومجلس وزراء الإعلام العرب، مضيفا إنه يجب أن تكون الممارسة المهنية
اليومية للأداء الإعلام العربي تلتزم بالمرتكزات التي تخرج من مجلس وزراء الإعلام العرب.
وأكد أهمية أن تكون أولويات الأداء
الإعلامي في الوطن العربي قائمة على هذه المرتكزات وأن تلتزم وسائل الإعلام العربية
بأولويات القضايا والموضوعات التي يحددها مجلس وزراء الإعلام العربي، مضيفا إن انتخاب
مصر عضوا للمجلس التنفيذي للوزراء العرب يأتي في إطار وضعها السياسي والعسكري والأمني
الكبير في المنطقة العربية.
فرصة للحوار وتبادل الآراء
ومن جانبها، قالت الدكتورة ليلى عبد
المجيد، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن اجتماع وزراء الإعلام العربي
بالقاهرة اليوم هو فرصة للحوار والآراء بشأن الأوضاع الراهنة والقضايا الملحة على الأجندة
الإعلامية العربية، وبحث آليات تطوير الإعلام العربي والرؤية الإستراتيجية في هذا الشأن.
وأوضحت عبد المجيد، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الدول العربية تعاني من مشاكل وعدم استقرار داخلي واضطرابات تعيق من
أدائه الإعلامي في الوقت الراهن، مضيفة إن هناك معوقات تواجه العمل الإعلامي العربي
نظرا لحالة عدم الاستقرار السياسي التي تعاني منه بعض الدول كسوريا والعراق واليمن
وليبيا وحربها ضد الإرهاب.
وأشارت إلى أن مصر تبذل جهدا كبيرا
في هذا الملف وتسعى لتطوير العمل الإعلامي الداخلي والعربي، ومؤخرا تحاول الهيئة العامة
للاستعلامات القيام بهذا الدور ومخاطبة الإعلام الغربي وأطلقت منصة إعلامية بعدة لغات
ونأمل أن تنجح، وأن تمتلك أدوات قوية وفاعلة يمكن من خلالها أن نلعب دورا في الإعلام
الخارجي عن مصر والمنطقة العربية.
توحيد
الرؤى والأفكار
فيما قالت الدكتورة مرفت الطرابيشي،
عميد كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر سابقا، إن القاهرة هي العاصمة العربية ذات الصوت
المسموع في المنطقة في الوقت الراهن في كافة المجالات، مضيفا إن تجمع وزراء الإعلام
العرب اليوم يعبر عن الروح العربية واتفاقهم لتوحيد الأفكار والرؤى فيما يخص القضايا
الإعلامية.
وأضافت الطرابيشي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن توحيد الرؤى والأفكار سيخدم القضايا العربية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب
والقضية الفلسطينية التي تعتبر أبرز أولويات الدول العربية في كل اجتماعاتها، موضحة
أن استضافة مصر للاجتماع يعطي ثقلا له لتكثيف الجهود العربية في هذا المجال.
وشددت على أهمية البنود المطروحة على
مائدة الاجتماع ولا سيما إدراج مادة التربية الإعلامية ضمن المناهج الأساسية، لأنها
ستعمل على تعليم النشء على الأساليب الإعلامية الصحيحة واحترام الآراء المختلفة والرأي
الآخر وتجنب الأساليب الهجومية وأن يخدم الإعلام كل قضايا المجتمع ولا يكون ضده.