بالفيديو.. «ثورة يوليو» في 6 مشاهد تاريخية.. المصريون يزحفون إلى الميادين تأييدا للجيش.. والضباط الأحرار ينقذون البلاد من الظلم والعبودية وينهون عصر الملكية للأبد
خلال شهر يوليو من كل عام، يحتفل المصريون بذكرى ثورة 23 يوليو، التي خلصت الشعب من ظلم الملكية والإقطاع وهيمنة رأس المال، وحققت
العدالة الاجتماعية، فالثورة المجيدة واحدة من أهم الثورات في التاريخ الحديث بما خلفته
من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية غيرت وجه الحياة في مصر.
وفي التقرير التالي نرصد أبرز محطات ثورة يوليو
والإنجازات التي حققتها وانتصرت للحق والفقراء وقضت على الظلم وسيطرت رأس المال.
بيان الثورة
فى صباح يوم ٢٣ يوليه
تمت إذاعة بيان الثورة التالي من دار الإذاعة المصرية بصوت الرئيس الراحل محمد أنور
السادات: اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار
الحكم ، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش ، وتسبب المرتشون والمغرضون
في هزيمتنا في حرب فلسطين ، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد،
وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها،
وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي
خُلقهم وفي وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.
التغيير للأفضل:
وتعد ثورة يوليو التي قادها الضباط الأحرار بالجيش المصري
صاحبت أكبر تغيير في الوطن العربي كله، وعلى امتداد العالم الثالث، وساهمت في تحرير
البلدان العربية من الاستعمار.
وخاضت مصر في تلك الفترة معارك ضد الاحتلال، والإقطاع
والرأسمالية والنظام الملكي، وهنا كان للمثقفين دور في الوقوف بجانب الثورة.
تداعيات الثورة:
بعد حرب 1948 وضياع فلسطين ظهر تنظيم الضباط الأحرار
في الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر وفي 23 يوليو
1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح أبيض لم ترَق به دماء، ونجح في السيطرة على الأمور والسيطرة
على المرافق الحيوية في البلاد وأذاع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات وأجبرت
الحركة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في
26 يوليو 1952.
وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الامور كانت في
يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطا برئاسة محمد نجيب كانوا هم قيادة تنظيم الضباط
الأحرار ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.
الحفاظ على مقدرات الثورة:
وكان قائد حركة الضباط الأحرار هو اللواء محمد نجيب،
والواقع أنه تم اختياره كواجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش وكان اللواء
الوحيد في التنظيم، وكان سببا في انضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الأحرار، وكان
أحد أهم عوامل نجاح الثورة.
لكن بعد ذلك اختلف مع ضباط قيادة الثورة وخرج عن رأي
الأغلبية وحتى لا يشعر الشعب بالانشقاق ومن أجل الحفاظ على مقدرات الثورة والتركيز
في مواجهة الأعداء والمخططات الخارجية والداخلية، تم تحديد إقامته في قصر زينب الوكيل
حرم مصطفى النحاس باشا بضاحية المرج شرق القاهرة لحين وفاته.
وتولى جمال عبد الناصر بعد ذلك حكم مصر من 1954 حتى
وفاته عام 1970 واستمد شرعية حكمه من ثورة يوليو، ونجح في الحفاظ على أهداف الثورة
وعلى رأسها القضاء على الإقطاع، والاستعمار، والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم،
وإقامة جيش وطني قوي، إقامة عدالة اجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
مساندة حركات التحرير:
ساند عبد الناصر حركات التحرر العالمي من أجل هدف الوحدة
العربية، فدخل في وحدة مع سوريا، تعتبر الوحيدة من نوعها في تاريخ العرب المعاصر من
عام 1958 إلى عام 1961 تاريخ الانفصال، كما ساند جبهة التحرير في الجزائر، وساند ثورة
اليمن ضد الحكم الملكي بقوات عسكرية، وصلت إلى حد أن الجيش المصري كان مشاركا فعليا
في حرب اليمن.
قام عبد الناصر باتباع المنهج الاشتراكي في الحكم فقام
بتأميم المصانع والشركات الكبرى في عام 1961.
كانت من اهم منشآت الثورة السد العالي الذي حمى مصر
من الفيضانات وموجات الجفاف المتتالية ومن أجل بناء السد العالي أمم عبد الناصر قناة
السويس في عيد الثورة الرابع في 1956 مما كان سببا في قيام إسرائيل بالتعاون مع فرنسا
وبريطانيا بالهجوم على مصر في الحرب التي اشتهرت بالعدوان الثلاثي.
وفي عام 1967 قامت إسرائيل بالهجوم على مصر وسوريا والأردن
و سحقت الجيوش العربية في تلك الحرب التي اشتهرت بالنكسة أو حرب الأيام الستة واستولت
على سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.
الإنجازات السياسية:
وتمكنت الثورة من تحقيق عدد من الإنجازات السياسية،
منها تأميم قناة السويس، واسترداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر
المعتدي، السيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي، إجبار الملك على التنازل عن
العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا.
كما نجحت أيضا في إلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية،
توقيع اتفاقية الجلاء بعد أربعة وسبعين عاما من الاحتلال، بناء حركة قومية عربية للعمل
على تحرير فلسطين.
كما ألغت الثورة دستور 1923 في ديسمبر 1952، وإعلان
اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية في 18 يونيه 1953 كأول رئيس للجمهورية المصرية.