لبنان: النيابة العسكرية توجه اتهاما لنائب حزب الله المستقيل بإطلاق النار داخل قسم شرطة
وجهت النيابة العسكرية في لبنان الاتهام إلى عضو مجلس النواب اللبناني عن "حزب الله" نواف الموسوي – والذي تقدم بالأمس باستقالته من البرلمان – بارتكاب عدة جرائم في مقدمتها إطلاق النيران صوب طليق ابنته بداخل أحد أقسام الشرطة.
وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قد تلا أمام النواب خلال جلسة المجلس المنعقدة اليوم، نص الاستقالة التي تقدم بها الموسوي، إعمالا لأحكام لائحة النظام الداخلي لمجلس النواب، لتصبح بذلك الاستقالة نهائية ونافذة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية) أن النيابة العامة العسكرية أسندت إلى نائب حزب الله المستقيل، جرم إطلاق نار والتخريب داخل قسم شرطة تابع لجهاز قوى الأمن الداخلي، وتهديد العناصر الشرطية بالسلاح.
وأضافت الوكالة أن النيابة العسكرية وجهت الاتهام أيضا إلى 3 أشخاص مدنيين كانوا برفقة نواف الموسوي، بإيذاء طليق ابنة الموسوي بواسطة آلات حادة، وكذلك توجيه الاتهام لمرافقه الشخصي وهو عنصر في جهاز أمن الدولة، بالتدخل في الإشكال الذي وقع، من خارج نطاق مهمته.
وأشارت الوكالة إلى أن المتهمين أحيلوا مع ملف التحقيق إلى قاضي التحقيق العسكري المختص، وذلك لاستجوابهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وكان قاضي التحقيق العسكري فادي صوان، سبق واستدعى الموسوي عدة مرات لاستجوابه في شأن الاتهام الموجه إليه، في ضوء مذكرة قسم الشرطة والشهود من أفراد أسرة صهره، غير أنه امتنع عن المثول، قبل أن يسارع إلى تقديم استقالته بالأمس.
وبينما أكد الموسوي في تصريح له بالأمس أنه تقدم باستقالته من مجلس النواب "حتى لا يكون للحادثة أثر غير حميد على سمعة حزب الله" – على حد تعبيره - غير أن أنباء قوية تسربت مفادها أن الحزب قد دفع نائبه الذي اشتهر بحدة مواقفه ويعد أحد أبرز الصقور المتشددين، إلى الاستقالة عقابا له على مواقفه وتصرفاته التي تنطوي على تفلت على نحو انعكس سلبا على صورة الحزب.
وكانت خلافات بين ابنة نائب حزب الله المستقيل وطليقها حسن المقداد قد نشبت قبل نحو أسبوع على خلفية نزاع على حق الأخير في رؤية طفليه، اضطر الإثنان على أثرها للتوجه إلى قسم شرطة للإبلاغ وتسجيل المحاضر المتبادلة، قبل أن يحضر 4 أشخاص وقاموا بالدخول إلى القسم وباغتوا طليق ابنة نائب حزب الله، واعتدوا عليه بالضرب المبرح باستخدام آلات حديدية (مفكات) على نحو تسبب في تعرضه لجروح قطعية، ثم حاولوا الفرار، غير أن القوى الأمنية استطاعت ضبط شخصين منهم وشرعت في إسعاف "المقداد".
وأعقب ذلك بفترة وجيزة، حضور النائب نواف الموسوي بنفسه وبرفقته 20 شخصا مسلحا، حيث ورد بالمذكرة الأمنية في شأن الوقائع التي أعدها مسئولو قسم الشرطة، أن الأشخاص الذين كانوا برفقة الموسوي كان بحوزتهم "مسدسات ظاهرة أعلى خصورهم" غير أن العناصر الشرطية حالت دون دخولهم إلى القسم، وحاولت تهدئة الموسوي الذي كان منفعلا بشدة، وأثناء محاولة تهدئته، أطلق "مجهول" النيران من خلال نافذة القسم على طليق ابنة نائب حزب الله، فأصابه في معصمه مما أدى إلى تعرضه إلى نزيف قوي.
من جانبهم، أكد عدد من أفراد أسرة طليق ابنة نائب حزب الله، أن "الموسوي" هو من أطلق بنفسه النار من مسدسه على حسن المقداد، من خارج قسم الشرطة عبر زجاج الغرفة التي كان المقداد يتلقى فيها الإسعافات، مستهدفا قتله، فأصابه في معصمه "ولولا أنه كان يضع يده على وجهه لكان أصيب في موضع قاتل". بحسب رواية أهل المقداد.
وسبق وتعرض الموسوي خلال هذا العام لتجميد أنشطته النيابية والسياسية والحزبية لقرابة 3 أشهر، بقرار من قيادة حزب الله، وذلك بعدما دخل الموسوي في سجال مع عدد من النواب، أساء خلاله للرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل، ومشيرا إلى أن الرئيس الحالي ميشال عون وصل إلى سُدة الرئاسة "عبر بندقية حزب الله" وهو الأمر الذي أثاء استياء كبيرا داخل المجلس النيابي.