رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ثورة يوليو.... تعرف على تفاصيل اللقاء الأول بين عبد الناصر وخالد محيي الدين

20-7-2019 | 19:12


كتب خالد محيي الدين أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو فصلاً كاملاً وهو الفصل التاسع من كتاب جمال عبد الناصر، الذي طبعته دار الهلال ووزعته هدية مع مجلة المصور في آواخر الخمسينيات .. وفي ذكرى ثورة يوليو ننشر ما كتبه محيي الدين عن لقائه الأول بالبكباشي جمال عبد الناصر حتى قيام الثورة.

 

كان اللقاء الأول بين خالد محيي الدين وجمال عبد الناصر في نهاية عام 1944 حين دعاه أحد الأصدقاء لحضور اللقاء مع عبد الناصر في بيته، وكان وقتها عبد الناصر يوزباشي يعمل مدرساً بالكلية الحربية، واستقبلهما ناصر في بيته بشارع الجلالي، وشعر خالد من الوهلة الأولى بكرم ناصر مما دعاهم أن يعقدوا كل اجتماعاتهم التالية في بيته، وأكد أيضاً هدوء ناصر وذكاءه وصوته الهادئ الذي يترك رنيناً في الأذن.

 

انتمى خالد محيي الدين إلى تنظيم سري تألف عام 1942 داخل صفوف الجيش، وهال خالد ما سمعه من ناصر في اللقاء الأول به، إذ وجده يعلم كل شئ عن ذلك التنظيم، وأنه كان يجب أن يكون بشكل معين حتى يحقق الغرض، وانتهى اللقاء الأول وكان اللقاء الثاني في أوائل عام 1945 بين ناصر ومحيي الدين، وكان الأخير تواقاً لذلك اللقاء الذي اكتشف فيه جوانب مبهرة في شخصية ناصر، وظلت الصلة بينهما قائمة تدعمها اجتماعات التنظيم حتى عام 1948 وقد توقف نشاط التنظيم خلال الحرب.

 

واستطرد محيي الدين أنه في 22 مايو 1949 انتهت الحرب وعاد جمال تسبقه بطولاته في الميدان، وما لبث أن عاد حتى التحق بالقوات المصرية المرابطة في الإسماعيلية، وفي أجازته فوجئ ناصر بمندوب لرئيس هيئة الأركان يستدعيه للتحقيق أمام رئيس الوزراء، واستمر التحقيق سبع ساعات اتهمه خلالها إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء بأنه يدرب الشباب المتحمس على استهدام السلاح ويعمل على إثارة القتن في الصفوف، وانتهى التحقيق مع ناصر بتحذير شديد من رئيس الوزراء مع تفتيش بيته ومصادرة الذخيرة التي وجدت به.

 

كان البكباشي ثروث عكاشة هو من أبلغ خالد محيي الدين بتلك الواقعة، وأبلغه أيضاً بأن ناصر يحذره وبقية الزملاء من رقابة الحكومة ، وأنه سيدعوهم للإجتماع في مكان سيحدده فيما بعد، وكان اللقاء التالي في بيت عبد الناصر، واتفق معهم على أن يتهذ لنفسه إسما مستعاراً وسيتصل بهم تليفونياً تحت هذا الإسم، حتى يضلل أي مستمع أو مراقب للمكالمات.. وفي ذلك الإجتماع تم تنظيم جماعة الضباط الأحرار وتكونت اللجنة التأسيسية لبدء المهام.

 

وقع في 25 مارس 1952 حادث اغتيال الضابط عبد القادر طه، وعلى الفور دعا جمال أعضاء التنظيم لاجتماع عاجل، وأكد لهم أن الملك كشف نواياه الإجرامية تجاه كل العناصر الواعية، وأنه أصدر حكمه على الضباط بالإغتيال، كما حدث وظن أن عبد القادر طه من جماعة الضباط الأحرار.. وفي 22 يوليو 1952 كان اجتماع اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار في منزل خالد محيي الدين لتلقي الأوامر النهائية للثورة، وفي الخامسة مساء صدرت الأوامر ببدء التنفيذ.