رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كاتب بريطاني: طهران قد تواجه خطر الخطأ في الحسابات

20-7-2019 | 19:58


قال الكاتب البريطاني جدعون راخمان إن القيادة الإيرانية تعتمد في توجهها على امتعاض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الانخراط في حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط لاسيما بعد تراجعه عن شن غارات ضدها الشهر الماضي، مضيفا "إن طهران قد تواجه خطر الخطأ في الحسابات".


وأشار راخمان - في مقال نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية - إلى أن أحداثا غير متوقعة احتشدت ودفعت إلى ظهور قائد عالمي جديد، هو بوريس جونسون الذي لم يُنتخب لقيادة حزب المحافظين فضلا عن قيادة المملكة المتحدة من مقر رئاسة الوزراء في داوننج ستريت، معتبرا أن جونسون المرشح بقوة للتنصيب يوم /الأربعاء/ المقبل رئيسا للوزراء يواجه مهمة التعامل مع أزمة دبلوماسية رئيسية مع إيران قد تتطور إلى صراع عسكري.


واحتجزت إيران - أمس - ناقلة نفط تحمل العلم البريطاني أثناء عبورها مضيق هرمز. ونُظر إلى الخطوة الإيرانية على أنها انتقام من احتجاز بريطانيا في وقت سابق من الشهر الجاري ناقلة نفط إيرانية كانت على مقربة من جبل طارق، اشتباها في انتهاكها العقوبات المفروضة على سوريا. وهددت الحكومة البريطانية بـ "تبعات وخيمة" على إيران، وهو تعبير متلطف للرّد العسكري.


ولفت الكاتب إلى أن جونسون يأتي للسلطة - بصورة مرسومة بعناية - لشخصية وطنية قوية، وسيحاول الظهور بمظهر القوة فيما يمكن النظر إليه كأول اختبار رئيسي له كقائد وطني. لكن ثمة معطيات عسكرية ودبلوماسية ستقيّد الرد البريطاني؛ لا سيما وأن المملكة المتحدة أظهرت حرصا على الدفع في مسار المفاوضات مع طهران.


وكان جونسون أعلن - مؤخرا (قبل احتجاز الناقلة) - إنه يعارض اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران.


ورأى كاتب المقال أنه من قبيل المجازفة بالنسبة للمملكة المتحدة الإقبال على خطوة عسكرية ضد إيران في منطقة نفوذ الأخيرة، لا سيما في ظل تراجع حجم الأسطول الملكي البريطاني.


وقال راخمان إن المملكة المتحدة في أي صدام عسكري ضد إيران، ستلجأ بالتأكيد إلى الولايات المتحدة طلبا للدعم. وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس إلى أن مثل هذا الدعم قد يأتي قريبا.


لكنّ ترامب كان قد أظهر امتعاضه من اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران عندما تراجع في اللحظة الأخيرة عن شن غارات جوية ضدها الشهر الماضي على سبيل الانتقام بعد إسقاطها طائرة أمريكية بدون طيار.


ولا يمكن فَهْم معضلة بريطانيا الراهنة إلا في إطار تصعيد أوسعَ إطارًا للتوترات بين إيران والغرب، تُعتبر فيه حكومتا طهران وواشنطن لاعبين أساسيين.


وتتبع الولايات المتحدة استراتيجية ممارسة "أقصى الضغوط" الرامية إلى إرغام طهران على الدخول في مفاوضات مباشرة، وهو الهدف الذي في سبيله انسحبت واشنطن من اتفاق إيران النووي وأعادت فرْض عقوبات اقتصادية على طهران.


وحتى الآن لم تعمل الاستراتيجية الأمريكية عملها؛ فقد رفضت طهران الانخراط في محادثات مباشرة، وعمّدت - بدلا من ذلك - إلى القيام بسلسلة من الاستفزازات العسكرية صغيرة الحجم، تضمنت احتجاز الناقلة البريطانية ومهاجمة طائرة أمريكية مسيّرة.


ورأى الكاتب أن القيادة الإيرانية تعتمد - في توجهها - على امتعاض ترامب الواضح من الانخراط في حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط. لكن طهران تواجه خطر الخطأ في الحسابات؛ فثمة شخصيات تتمتع بنفوذ في واشنطن، مثل جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، الذي يدافع - باستماتة - عن توجيه ضربات ضد إيران. ورأى الكاتب أن الاستفزازات الإيرانية المتكررة قد ترجح كفة بولتون.


وأضاف راخمن أن عملية احتجاز ناقلة النفط التي تحمل العلم البريطاني كفيلة بدفع المملكة المتحدة صوب توجه أكثر تشددا إزاء طهران، على نحو طالما وجد مقاومة من جانب الاتحاد الأوروبي.


وكان قرار الإدارة الأمريكية عام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي قد واجه رفضا من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة الموقعة على الاتفاق. وقاومت هذه الدول من أجل الإبقاء على الاتفاق حيا. لكنْ إذا كانت المملكة المتحدة ترغب في تنفيذ ما وصفته بـ"التبعات الوخيمة" ضد إيران بعيدا عن اللجوء للخيار العسكري؛ فإنها قد تلجأ - في المقابل - إلى التخلي عن جهود الحفاظ على حياة الاتفاق النووي والانضمام - بدلا من ذلك - إلى فريق جون بولتون في الإدارة الأمريكية وخنْق الاقتصاد الإيراني.


وقال الكاتب إن قرارا من بريطانيا بالانضمام إلى فريق بولتون في إدارة ترامب لكفيلٌ بخنق جهود الاتحاد الأوروبي للإبقاء على اتفاق إيران النووي حيا، فضلا عما سيمثله مثل هذا القرار من تخلي بريطانيا عن توجهها على صعيد السياسة الخارجية مما قد يزيد حظوظ وقوع مواجهة عسكرية مستقبلا، وهو خيار سيواجهه رئيس الوزراء الجديد جونسون في أيامه الأولى في منصبه.