بالصور .. "الهلال اليوم" ترصد معاناة العُزاب المغتربين في القاهرة
اضطرتهم ظروف الحياة، والبحث عن فرص العمل والالتحاق بمرحلة التعليم الجامعى؛ إلى ترك أسرهم بالمحافظات، التى نشأوا فيها، والسفر إلى القاهرة؛ بحثا عن تحقيق الذات والطموح الترقى الاجتماعى ، فسكنوا شققاً بالإيجار الجديد، سواء مفروشة أو غير مفروشة، تتراوح قيمتها من 600 جنيه إلى 1500 جنيه ، ليعيشوا مرارة الغربة، مع كونهم عُزاب من معاناة تجهيز الأكل أو شرائه من المحلات بأسعار مرتفعة؛ مما يثقل ميزانية الشهر مع انخفاض المرتبات بالقطاعين العام والخاص ، والنوم على سرر متهالكة، وغسل الملابس وكيها، وتهالك السباكة وأدوات المطبخ والموبيليا والأجهزة الكهربية، وزيادة أعداد الساكنين مع ضيق المساحة بالشقق المؤجرة فضلا عن رفض الجيران لهم لأنهم عُزاب .
في البداية قال عبد الهادي محمد ، 25 عاما ، ويعمل كول سنتر بإحدى شركات الاتصالات " إحنا بنعيش حياة صعبة، وغربة قاسية والإيجار مرتفع ، أنا بدفع حوالى 400 جنيه إيجار ومرتبى 1200 جنيه، وساكن مع زمايلى فى شقة ضيقة وبنام 2 على السرير فى عز الحر والصيف والمرتب بيضيع أكل وإيجار ومواصلات ومش موفر منه حاجة وآخر الشهر يا مولاى كما خلقتنى ! والصعيد مفيش فيه شغل وربنا يتولانا برحمته".
وأوضح شمس الدين عزت ، 26 عاما ، ويعمل بأحد المواقع الإلكترونية: " بنعانى من تجهيز الأكل مع زحمة الشغل وباخد شيفتين علشان أعرف أوفر فلوس آخر الشهر بعد الإيجار ، وأحيانا باشترى أكل من المحلات، الوجبة الواحدة ثمنها مش أقل من 20 جنيها، بما يعادل 50 جنيها أكل فى اليوم غير شحن الموبايل رصيد والأنترنت والمواصلات".
وأضاف محمد أحمد ، 25 عاما: " السباكة فى شقق الإيجار متهالكة جدا رغم أن الإيجار مرتفع جدا ، والموبيليا متهالكة كلها من سوق الجمعة مستعملة ، والسرير بنصلحه عند النجار ينكسر تانى لما ننام عليه ، وفى مرة وقع بينا واحنا نامين، وقررنا نستغنى عنه، ونحط المرتبة على الأرض وننام عليها فى عز الشتاء والرطوبة من البلاط ".
وأشار معتز ثابت ، 27 عاما: " بتقابلنا أزمة كبيرة أننا لما نحاول تأجير شقة، يوجد رفض كبير من الجيران فى العمارة لأننا عُزاب ، ولو وافقوا أننا نسكن المعاملة بتكون سيئة ولما ننشر هدومنا يتخانقوا معانا بحجة أنه فى هدوم تحتها، ويطالبونا دايما بخفض الصوت، وتصليح مواتير المياه".
وتابع: " حياة الغربة صعبة جدا والقاهرة مصاريفها كتير ، والمرتبات قليلة لا تتعدى 1200 جنيه وبنشتغل أكتر من 8 ساعات، وعلشان تقدر توفر مبلغ آخر الشهر لازم تشتغل أكتر من 16 ساعة وننام حوالى 6 ساعات بس ، لكن كله بهدف أننا نحقق ذاتنا وطموحنا ونوصل لأهدافنا بعد التخرج لأن الصعيد مفيش فيه شغل ".
وذكر أيمن ابراهيم ، 26 عاما: " أصحاب الشقق بينصبوا علينا، نتفق معاهم عند الإيجار أنها مفروشة، ونكتشف بعدين أنها عكس كدا تلاقى الأجهزة الكهربية بايظة من التليفزيون والغسالة والسخان، وبنغسل الهدوم على إيدينا فى الطشت ونسخن مياه على البوتجاز ، ومعاناة كي الملابس بعد غسيلها وفى محلات المكواة الثمن مرتفع لأن القطعة بـ2 جنيه معنى كدا أنك تكوى هدومك فى الأسبوع الواحد بـ 20 جنيها ".
وتابع: " معاناة الغربة عن الأهل صعبة جدا، وأهلي بيوحشوني دايما، ومش بقدر آخد أجازة وأروح أشوفهم ، وبنعاني من زحمة الشقة ومساحتها ضيقة ، وكل ده علشان الإيجار يتقسم على عدد كبير ويبقي منخفض ، وأي شاب مننا يتمنى أنه يكون له شقة مستقلة، وزوجة تتحمله بدل من معيشة الوحدة والغربة اللى تقصر العمر ، وغير أكل الشارع كلها لحمة حمير فى الحواوشي والكفتة وفراخ ممكن تكون ميتة ".