الرئيس اللبناني السابق يدعو لحوار يعزز الثقة في منظومة الحكم ويجنب البلاد الاضطراب الإقليمي
دعا الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، الرئيس الحالي ميشال عون، إلى عقد حوار يضم مختلف القوى السياسية اللبنانية، لاكتساب الثقة بمنظومة الحكم في البلاد، ولتجنيب الشعب اللبناني "الانعكاسات الكارثية" لمُناخ التجاذب السياسي الراهن الذي يشهده لبنان والاضطراب المحدق والأخطار المحيطة بالبلاد وبالإقليم.
وقال العماد ميشال سليمان -في افتتاحية صحيفة (النهار) بعددها الصادر اليوم الخميس تحت عنوان "الحوار.. قبل فوات الأوان"- إن فكرة الحوار التي يقترحها، من شأنها أن تجنب لبنان أن يدفع مجددًا ثمن "حروب الآخرين" بعدما دفع غاليًا ثمن الحفاظ على حريته وديمقراطيته.
وأضاف: "إذا كان التواصل ركنًا أساسيًا -إلى جانب اللامركزية والمشاركة- من أركان القيادة الرشيدة، فإن الحوار أصبح في مجتمعنا المعاصر وظيفة أساسية من وظائف الحكومات تضاف إلى وظيفتيها التقليديتين المعروفتين بالديمقراطية والنمو".
وتابع قائلًا: "كيف لنا أن نعرض لبنان كمركز عالمي لحوار الأديان والحضارات، إذا كان لا نتحاور في الداخل في ما بيننا، لا بل نتقاتل في ساحات الخارج مثل سوريا أو بسببها، ولا نلتزم بـ (إعلان بعبدا) الهادف إلى وقف هذا الاقتتال أو منعه، بعدما أوقف اتفاق الطائف منذ 3 عقود قتال الآخرين على الساحة اللبنانية".
وشدد على أن جوهر الاستقلال يفرض التخلي على الرهانات المتناقضة على الأوضاع الخارجية، وعن أي منطق استقواء أو غلبة يتناقض مع روح الميثاق الوطني اللبناني، مشيرًا إلى أن الرهان لا يجوز على حساب الوطن "فهو مساحة عيشنا الحر والتاريخ لن يرحم المجازفين والمخالفين".
واعتبر أن الواجب والضرورة تفرض على جميع الفرقاء السياسيين في لبنان، في الظروف الدقيقة الراهنة، الإقدام على الحوار بصدق بدلًا من البحث عن الذرائع والحجج لتعطيل الحوار أو تقييده بشروط مسبقة، أو التشكيك في أهلية ووطنية المتحاورين، مشيرًا إلى أن لبنان سبق وخاض تجربة ناجحة في طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري عام 2006، وكذلك هيئة الحوار الوطني عام 2008 برعاية من رئاسة الجمهورية وقتئذ.