أعرب سالم الجهوري،
رئيس لجنة التدريب بالاتحاد العام للصحفيين العرب، عن سعادته بتبني الرئيس عبدالفتاح
السيسي، لدعوة الاتحاد إلى مكافحة خطاب الكراهية في العالم العربي.
وأكد أن الاتحاد
يستهدف إيجاد مسار تنويري وتثقيفي للصحفيين كل في مجال اختصاصه، ويسعى إلى عقد دورات
تدريبية في الإعلام التقليدي والحديث وفِي جميع التخصصات الصحفية مع التركيز على الصحفيين
المبتدئين لمساعدتهم في تكوين المفاهيم الصحفية الصحيحة.
وقال الجهوري في
تصريحات له على هامش الدورة التدريبية التي يعقدها الاتحاد في مدينة شرم الشيخ حول
"تصحيح المفاهيم الصحية الخاطئة"، وتختتم أعمالها اليوم السبت: إن الاتحاد
العام للصحفيين العرب لديه حماس كبير لتنظيم البرامج التدريبية في الوقت الذي يعاني
قصورا في الموارد المالية التي يمكن أن تعزز دوره، الأمر الذي يمثل تحديا كبيرا .
وأشار إلى أنه رغم
أن الدورة التدريبية المقامة بشرم الشيخ هي الثالثة خلال العام الجاري، إلا أنها استطاعت
تحقيق زخم أكبر وقدرة على التوسع، كونها تجرى بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية في
أول تعاون بين الاتحاد ومنظمة دولية مرموقة، وفِي مدينة شرم الشيخ، معربا عن أمله في
إقامة المزيد من الدورات التدريبية بالتعاون مع منظمات دولية وحكومات وجمعيات تستطيع
أن تغطي تكاليف الإقامة والتذاكر والمحاضرين المتخصصين.
كما لفت إلى أن الدورة
الحالية تتناول الجانب الصحي، وضرورة أن يكون هناك صحفيون متخصصون في هذا الجانب ينقلون
المعلومات بشكل صحيح، كما لا يقتصر المغزى من عقد الدورة على تصحيح المفاهيم في تغطية
القضايا المتعلقة بالصحة النفسية، بل يمتد إلى إبرام علاقات وشراكات مع منظمة الصحة
العالمية، بما يدعم الصحفيين في أنحاء الوطن العربي على صعيد التزود بالبيانات والإحصائيات
التي تجريها المنظمة في مائة وخمسين دولة تتوزع بها مكاتبها.
ونوه الجهوري بأهمية
وثقل مكتب منظمة الصحة العالمية في القاهرة بوصفه مكتب إقليمي كبير لهذه المنظمة، مشيرا
إلى أن هناك أهدافا أخرى من وراء هذه التدريبات ستمتد إلى الجوانب الاقتصادية والاستثمارية
والإعلام الجديد وكيفية استغلاله.
وذكر أنه تم تلقي
طلبات من بعض الدول لتنظيم الدورات التدريبية المقبلة بها، وعلى رأسها سوريا والمغرب
والبحرين، والهدف ليس فقط أن يسجل الاتحاد قيامه بعقد دورات تدريبية، بل أن تكون الدورات
نوعية ومتخصصة.
وحول الدورتين السابقتين
اللتين نظمهما الاتحاد هذا العام، قال الجهوري إن الدورتين عقدتا في موريتانيا وسلطنة
عمان؛ وتناولت الأولى "في موريتانيا" موضوع "الإعلام الجديد"،
أما الثانية "في سلطنة عمان" فقد تناولت كيفية التصدي لخطاب الكراهية في
الصحافة والإعلام.
وشدد رئيس لجنة التدريب
باتحاد الصحفيين العرب على أن "خطاب الكراهية" من أكبر المشاكل التي واجهتها
الدول العربية خلال الثماني سنوات الماضية والذي تسبب في كثير من التوتر، حيث تم افتتاح
العديد من القنوات والإذاعات والصحف التي لم تكن غايتها سليمة ، وكانت أغلبها تحريضية
وتدفع باتجاه المذهبية والطائفية والقبلية والدينية، وأوجدت شحنا غير عادي في العراق
وسوريا وفِي تونس والسودان واليمن، ليتم تحول الجدل من إعلامي إلى عسكري وقامت على
إثرها الحروب والانتفاضات والثورات .
وأوضح أن فكرة تنظيم
دورة بسلطنة عمان حول كيفية مواجهة خطاب الكراهية نشأت إبان استقبال الرئيس عبد الفتاح
السيسي لوفد اتحاد الصحفيين العرب في قصر الاتحادية عام ٢٠١٦، حيث أشار وفد الاتحاد
إلى هذا الموضوع، داعيا الرئيس إلى أن يدعم قضية مكافحة خطاب الكراهية، ليفاجأ وفد
الاتحاد بعد قليل من هذا اللقاء بتبني الرئيس السيسي لهذا الموضوع وطرحه على عدد من
علماء الأزهر الشريف، ومطالبته لهم بالتوجه نحو الحد من خطاب الكراهية، مما أوجد سعادة
كبيرة بأن القيادات العربية واعية ولديها قناعة بأهمية ما تقترحه قيادات الإعلام.
وأضاف أنه تحمس منذ
ذلك الوقت لتنظيم تلك الدورة بسلطنة عمان، من أجل التصدي لما حدث في العراق وسوريا
واليمن وتونس ومصر من خطابات محرضة على الكراهية، قائلا إنها من أكبر الفتن التي مر
بها الإعلام لأنه تم السماح بإنشاء قنوات غير ذات مصداقية دون مراقبة، وإطلاق العنان
للتجار في عمليات القتل لينفثوا سمومهم عبر الفضائيات.
ولفت الجهوري إلى
أن الدورة التي أقامها الاتحاد حول "الإعلام الجديد" استهدفت وضع خط فاصل
بين وسائل التواصل الاجتماعي وبين الإعلام الجديد؛ فوسائل التواصل الاجتماعي ليست لها
مصداقية ومن يتولون نشر المعلومات بها لا يمثلون هيئات أو منظمات بل هم مجموعة من الهواة،
وكل من تخطر على باله إحدى الأفكار يهم بنشرها دون تدقيق أو شعور بالمسئولية وأحيانا
ما تكون ذات أثر سلبي، أما الإعلام الجديد فهو يسعى إلى استغلال هذه الوسائل الحديثة
في إيصال الرسالة الإعلامية بشكل دقيق وصادق وذي مسئولية.
ورأى أن هذه الدورات
توجد مناخا للتعارف بين الصحفيين العرب وبعضهم البعض وهذا هو الامر الأهم، وهو أكبر
إنجاز حتى يتم التعارف بينهم واستقاء المعلومات، والتواصل للتأكد من المعلومات، وهذه
من أكبر المكاسب.
وعن اختيار اتحاد
الصحفيين العرب لمدينة شرم الشيخ موقعا لأولى الدورات التدريبية التي تجرى بالاشتراك
مع منظمة دولية كبرى، قال الجهوري: هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها مدينة شرم الشيخ
رغم زياراتي المتعددة لمصر؛ وقد وجدتها مدينة تعج بالحيوية كما تخيلتها، وأيضا نحتفي
بدورة شرم الشيخ لأننا نسعى لدعم السياحة في مصر عربيا من خلال الصحفيين العرب المشاركين،
ونشجع كل من يتطلعون لزيارة المدينة التي تثير الإعجاب بنظافتها وتخطيطها وعمرانها
كمدينة فتية حديثة، مما يجعلها مفخرة للعرب جميعا.
وأشار إلى أنه اقترح
على أيمن عبد المجيد مقرر لجنة التدريب بالاتحاد العام للصحفيين العرب أن تشهد شرم
الشيخ عقد أول اجتماع للجنة التدريب لوضع الاستراتيجية المقبلة.