حكومة جنوب السودان واليونسيف والفاو: 6،96 مليون شخص في جنوب السودان يعانون من نقص شديد في الموارد الغذائية
نشرت حكومة جنوب السودان، بيانا مشتركا أعده إطار التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، يشير إلى أن ما يقرب من 6,96 مليون شخص في البلاد يعانون من نقص شديد فى الموارد الغذائية ليزداد عدد الأشخاص الذين يعانون نقصا حادا فى الموارد الغذائية بواقع 81 مليون شخصا مقارنة بالتوقعات المنشورة في هذا الشأن في الفترة ما بين شهري مايو ويوليو 2019 .
وأشار البيان إلى أن (الفاو) بصدد إصدار أنواع جديدة من البذور المعدلة جينيا يمكنها من التعايش مع ظروف الحياة هناك، الأمر الذى من شأنه أن يسمح بتقليل الخسائر الناجمة عن الجفاف والفيضانات، وتقدم الفاو خدمات بيطرية لدعم الرعاة وحماية سبل عيشهم وتوفير المساعدات اللازمة لـ 800 ألف من منازل المزارعين والصيادين.
ومن المقرر أن تسعى (اليونيسيف) وشركاؤها إلى تحسين الخدمات التي يقدمونها من أجل الوصول إلى الأطفال كافة الذين يعانون من أوضاع غذائية متردية لإنقاذهم ومنحهم العلاجات اللازمة إذ أن عددهم بات يتخطى 100 ألف طفل .
وذكر البيان أن جزءا من مساهمة برنامج الغذاء العالمي تقوم على توفير سلسلة من المساعدات من بينها توزيع الأغذية الضرورية والمال على 5,1 مليون شخص فى المناطق التى تفتقر إلى الأسواق النشطة ومن ثم توفير العلاج اللازم لمن يعانون من سوء التغذية وتقديم الرعاية اللازمة للسيدات الحوامل.
وبحسب المراقبين فقد أسهمت قلة جودة المحاصيل الزراعية خلال العام الماضي 2018 بسبب تأخر نزول الأمطار الموسمية، في تفاقم الأزمة علاوة على ذلك فإن حالة الركود التى يعاني منها الاقتصاد هناك بالإضافة إلى الآثار التي خلفتها النزاعات خلال الأعوام الماضية.
كما أسهمت عدة عوامل في ارتفاع مستويات سوء التغذية في جنوب السودان منها ارتفاع أسعار الغذاء بسبب تراجع جودة محصول عام 2018 واضطراب السوق نتيجة إنعدام الأمن علاوة على زيادة أسعار النقل هناك في الوصول إلى مثل هذه المستويات الكارثية فيما يتعلق بانعدام الأمن الغذائي.
وقال ميشاك مالو ممثل (الفاو) لدى جنوب السودان" إن تنفيذ بنود اتفاقية السلام ومن ثم تحقيق الاستقرار السياسي في جنوب السودان من الأمور واجبة التنفيذ إذا ما أردنا الحصول على مساعدات إنسانية عاجلة لحماية سبل العيش ومن ثم دفع عجلة الإنتاج الزراعي".
وأضاف مالو: إن النتائج التي خلص إليها إطار التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي تفيد بأنه مازال أمامنا الكثير لإنجازه من أجل تحسين الأوضاع هناك، مشيرا إلى أن النهوض بالإنتاج الغذائي ومن ثم إنعاش الاقتصاد يعتمدان بشكل كبير على إحلال السلام.
وأشار إلى أن (الفاو) بدأت تتعاون مع المزارعين العائدين إلى جنوب السودان لمساعدتهم على العيش مجددا في أرض الوطن ومن ثم الحصول على الوسائل اللازمة لتحسين الإنتاج والتأقلم بشكل أفضل على تغيير الأوضاع هناك ولكن مازال أمامنا الكثير لإنجازه فى سبيل تحسين قدراتهم على مواجهة صدمات مماثلة على المدى الطويل.
من جانبه، قال محمد ايويا ممثل (اليونيسيف) لدى جنوب السودان إن الاستقرار النسبي الذي شهدته البلاد خلال الثلث الأول من العام الحالي 2019 أسهم بشكل كبير في مساعدتنا على الوصول لمستويات تعاف من سوء التغذية بين الأطفال، وقال إن من بين 100 ألف طفل يعانون من نقص حاد فى التغذية ممن عالجتهم الدولة تماثل 90 % منهم للشفاء.
وأضاف، أنه على الرغم من ذلك فإن مستوى انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان مازال حرجا فى عدد كبير من المناطق هناك.. معربا عن قلق المنظمة البالغ من تدهور الأوضاع خلال الأشهر القادمة، فيما أوضح رونالد سيباندا مدير البرنامج العالمى للغذاء لدى جنوب السودان أن موسم المجاعة يتزامن مع موسم سقوط الأمطار الأمر الذي من شأنه أن يدق ناقوس الخطر في البلاد، ففي الوقت الذي نسعى فيه إلى تحسين استجابتنا لإنقاذ البلاد وجدنا أننا نحارب الوقت والطبيعة فى آن واحد، لذا يتعين علينا اتخاذ تدابير فورية من أجل إنقاذ حياة ملايين الأشخاص وجدوا أنفسهم على حافة المجاعة".
وكان برنامج الغذاء العالمي قد أمد ما يزيد على 60 منطقة في جنوب السودان بـ 173 ألف طن من الغذاء قبل بداية موسم الأمطار بزيادة قدرها 66 ألف طن مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضى 2018، الأمر الذي من شأنه إنقاذ حياة الملايين ومن ثم التقليل من تكلفة نقل الغذاء في هذه المناطق.