رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وفاز باللذة الجسور..

14-1-2017 | 19:43


لاأخفى على القارىء بأننى كنت معبأة بالقلق والخوف العارم عندما توجهت إلى إيران منذ أيام فى زيارة ضمن وفد إعلامى مصرى. انتابنى القلق من فوبيا "داعش" خشيت أن أجدها فى طهران بعد أن اجتاحت سوريا والعراق. ولكن حمدا لله تبدد خوفى عندما وطأت قدماى أرض المطار ومنه إلى شوارع طهران وهى آية فى النظافة ومرتع للأمن والاستقرار. فى إيران الهدوء يسيطر على الساحة فى ظل استقرار يعم الدولة وتتوازى معه طبيعة إنسان يعيش على الفطرة قانعا راضيا بحياته حتى لو جوبه بارتفاع الأسعار. سلوك الإنسان كفيل بأن يشعرك بأن هناك دولة مسئولة.

حرص المسئولون الإيرانيون على أن يؤكدوا للوفد الإعلامى بأن إيران تكن الاحترام لما قام به الشعب المصرى فى ثورة الثلاثين من يونيه 2013 وتكن التقدير لمصر الرائدة وأن هذا هو موقفهم ولهذا لاينبغى التعويل على وسائل الاعلام التى قامت ببث معلومات مشوشة.إيران اليوم تتوق إلى أن تعود العلاقات كاملة مع مصر فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية فى ظل حقبة جديدة تعيشها إيران اليوم بعد أن تسلم الرئيس" روحانى" الحكم. حيث غدت معنية بالقيام بعملية جراحية اقتصادية وسياسية واجتماعية لتمتد إلى السياسة الخارجية. ومن خلال ذلك تسعى إلى عدم إقصاء أحد، فالجميع سواء.

جلسات جمعتنا فى إيران بعدد من المسئولين كان من بينهم" على أكبر ولايتى" وزير الخارجية الأسبق ومستشار المرشد للعلاقات الدولية حاليا ورئيس مجمع الصحوة الإسلامية ورئيس مجلس الدراسات الاستراتيجية التابع لمصلحة تشخيص النظام، ومن بينهم" عبدالأمير اللهيان" نائب وزير الخارجية للشئون العربية والإفريقية. ومن خلال الحوارات معهم بدت إيران على حقيقتها مسكونة بمشاعر الود تجاه مصر ودورها الحضارى الثقافى وثقلها فى المنطقة والعالم كدولة استراتيجية فى العالم الإسلامى. تحدثوا عن مصر الموحدة اليوم فى ظل الرئيس" السيسى" والتى تنهض من خلال دور تاريخى حقيقى فى العالم الإسلامى والعربى.

حدثونا عن أن مصر تملك موقعا مميزا ومكانة خاصة لاتضاهيها أى دولة فى العالم العربى. ولهذا تتطلع إيران إلى أن تتجاوز مصر المشاكل التى تواجهها لتعود إلى موقعها الطبيعى كدولة رائدة فى الشرق الأوسط. تحدثوا عن أمن مصر بوصفه أمنا لإيران التى تكن تقديرا واحتراما بالغا للدولة المصرية ومن ثم تتطلع إلى علاقات وثيقة معها فى إطار وحدة العالم الإسلامى لمواجهة أهداف إسرائيل التوسعية ولمكافحة مايقوم به الأعداء والتصدى لأية مؤامرة تنسج ضد المنطقة.

تثمن إيران كثيرا الدور الفاعل الذى قامت به مصر فى الحرب التى شنتها إسرائيل على غزة والمبادرة التى طرحتها لوقف العدوان الذى استمر 51 يوما . كما أشاد المسئولون الإيرانيون بمواقف الرئيس" عبدالفتاح السيسى" حيال محاربة التطرف فى سوريا والعراق. وعلى الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية الكاملة لم تعد بين الدولتين إلا أن إيران مازالت تتطلع إلى إحراز تقدم فى ذلك السبيل. وتنتهز الفرصة لتعزيز العلاقات فى شتى المجالات ودعم التعاون مع مصر. بيدأنها تفوض الأمر للمصريين لتحديد الوقت الذى يشهد عودة كاملة لعلاقات حميمية ثرية بين الدولتين.

آن الأوان لعودة العلاقات بين مصر وإيران اليوم قبل الغد، فالدولتان تربطهما أواصر مشتركة ويجمع بينهما تاريخ طويل وحضارتان تفاعلتا منذ القدم. لهذا يتعين أن تبادرا معا بإعادة العلاقات الدبلوماسية بعد فترة انقطاع دامت خمسة وثلاثين عاما. مع انتهاز كل فرصة من شأنها فتح الطريق أمام علاقات جيدة تساعد على تطويرها وتزيل الموانع التى حالت دون ذلك. أى ينبغى أن يكون الحرص على إعادة العلاقات هو الأساس اليوم والركيزة لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل قطعها.

الإقدام على خطوة إعادة العلاقات يحتاج إلى عزم وإرادة وجرأة فى اتخاذ القرار.وما من شك فى أن عودة العلاقات بين القاهرة وطهران ستصب بالايجاب فى صالح الدولتين وصالح المنطقة ولهذا يتعين على كل منهما نبذ الفتور الذى ران على العلاقات فترة امتدت ثلاثة عقود ونصف، والعمل من الآن للانخراط فى علاقات جديدة تقوم على الاحترام المتبادل والفهم المشترك والتكاتف من أجل حماية الأمن القومى للمنطقة وإبعاد الخطر الماحق الذى يشكل تهديدا للجميع والمتمثل فى الإرهاب الداعشى.وقانا الله وإياكم منه

كتبت : سناء السعيد