رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


صراع إيران والسعودية يصل إلى قمة الغليان في دولة ثالثة

2-8-2019 | 16:36


تشهد المدينة الهندية كشمير في السنوات الأخيرة توترا ملحوظا تسعى خلالها السلطات الهندية إلى ضبط الوضع وعدم جر المنطقة إلى حرب طائفية باتت نارا تحت الجمر قادرة على الانفجار في أي لحظة.

 

شهدت كشمير في السنوات الأخيرة تغييرات جذرية بحيث أصبحت منطقة تتنازع عليها الدول المجاورة كدولة باكستان التي تعتبر أن شعوب هذه المنطقة هم ينتمون إليها بالأصل تاريخيا.

 

وأظهر النزاع الباكستاني الهندي الأخير عن حجم الترابط السياسي والعقائدي والديني بين مواطني كشمير وباكستان من جهة والاختلاف الديني والمذهبي الخطير الذي يقسم كشمير على نفسها التي بتلطى شعوبها بدول راعية تساعدهم على الصمود بحسب رأيهم.

 

كشمير ككيان جغرافي منطقة محاطة بدول كبرى ثلاث هي الهند وباكستان والصين ويعيش فيها حوالي 90 % من المسلمين المنقسمين بدورهم على مذاهب متعددة.

 

وكتب خبير هندي متخصص بالشؤون تلك المنطقة أن كشمير تتحول تدريجيا إلى حلبة صراع بين قوى إقليمية دينية في المنطقة الأولى هي إيران التي تقوم بتمويل ومساعدة مسلمين تابعين عقائديا لها في تلك المنطقة والسعودية التي تطبق المنطق نفسه على جماعات أخرى في تلك المنطقة.

 

وبحسب الخبير فإن إيران وجدت موطئ قدم لها في كشمير عبر جماعات إسلامية موالية لها وهي تشكل حوالي 15% من نسبة السكان، أما السعودية فهي تحاول عبر الجماعات الأخرة تقوية نفوذها لمواجهة التمدد الإيراني في تلك المنطقة.

 

واعتبر خبير بالشؤون الهندية أن السلطات الأمنية الهندية اعتبرت تقليديا مواطني كشمير المقربين من إيران حليفا رئيسيا لها في وجه الانفصاليين الأخرين لكن السنوات الأخيرة لاحظت تحولا إيديولوجيا نحو الانفصال بتأييد من إيران.

 

ولفت الكاتب أن إيران تنتهج منذ الثورة الإسلامية سياسة تدريجية تجاه كشمير، وبدا ذلك جليا من خلال وضع المرشد الأعلى علي خامنئي كشمير في صف واحد مع اليمن والبحرين كأماكن يتعرض فيها الناس للظلم إبان شهر رمضان الفائت.

 

وفي السياق نفسه، تحاول السعودية مواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد في كشمير من خلال الاستثمارات المالية والاقتصادية حيث كانت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الهند مهمة ونوعية واتفق الطرفان على جملة من الاستثمارات في الهند وبينها مشاريع كبرى في منطقة كشمير.

 

وكشفت المخابرات الهندية المسؤولة عن منطقة كشمير أن عدد الملتزمين دينيا والمتطرفين المسلمين ازداد نسيبا بفعل النزاعات الطائفية والمذهبية الزائدة بفعل تدخل القوى الدينية الخارجية وتأثيرها المباشر على المجتمع في تلك المنطقة.

 

بالإضافة إلى تعاظم قوة ونشاط "داعش" و"القاعدة" الإرهابي في المنطقة ومحاولات الهند إلى تخفيف الصراع القائم في كشمير من خلال إرسال الألاف من العسكريين الهنود لضبط المنطقة ونزع فتيل الشرارة الأولى للنزاع الذي قد يشعل حرب أهلية كبرى في المنطقة.

 

وفي السياق ذاته، أشارت مديرة مركز الدراسات الهندية في معهد الدراسات الشرقية بموسكو، تاتيانا شاومان، لـ "سبوتنيك" إلى أن الخلافات الطائفية في كشمير لم تبلغ تاريخيا من حيث الشدة هذا المستوى من قبل والتوترات تتصاعد في الآونة الأخيرة.

 

وخلصت قائلة "إن إقليم كشمير أصبح ميدانا لصراع جيوسياسي بين نفوذ إيران والسعودية قادر الانفجار في أي لحظة".