نحو 10 آلاف أسرة تقطن في قرية النهايا بمركز ديروط محافظة أسيوط، تلك القرية التي تعاني من فقر الخدمات، حيث لا توجد بها سوى مدرسة واحدة فقط للمرحلة الابتدائية، تضم ستة فصول، تصل الكثافة الطلابية للفصل الواحد إلى 60 طالبا، تعمل في الفترتين الصباحية والمسائية، كما تعاني من تهالك المباني والمقاعد.

تعاني القرية من وجود مصرف بالقرب منها يسبب لهم حالة من الإزعاج، وهو مصرف أبو سراج، الذي كثيرا ما ناشد الأهالي المسئولين بالتعامل معه وردمه لما يسببه من أمراض ولكونه مصدرا للروائح الكريهة، حيث أن المخلفات والقمامة الملقاة به تعد مصدرا للخطر والأمراض والتلوث.

وظل المصرف يسبب الإزعاج للأهالي ولأولادهم خاصة أنه بالقرب من المدرسة الابتدائية، بما يعرض حياة التلاميذ للخطر، حيث أن المنطقة أصبحت مليئة بالحشرات والثعابين التي تهدد حياة الأهالي والأطفال، فضلا عن التلوث والروائح الكريهة، وناشد الأهالي المسئولين في وزارة البيئة بردم هذا المصرف والتخلص الآمن من القمامة والمخلفات، لكن دون جدوى.

كما أن القرية تحتاج إلى إعادة تسقيف وتأهيل العشرات من المنازل ورصف بعض الشوارع والطرق بينها وبين القرى المجاورة لها وإنشاء مجمع خدمات حكومية بالقرية لخدمة الأهالي، وكذلك إنشاء مدرسة للمرحلة الإعدادية وأخرى للمرحلة الثانوية، ومركز للخدمات البريدية ومركز للشباب.

وجاءت مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتخفف من معاناة أسر القرية، حيث رصدت المبادرة احتياجات قرية "النهايا" والمقترحات والحلول التي تم وضعها لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين ورفع كفاءة مشروعات البنية الأساسية واستكمال بعض المرافق التي تحتاجها القرية التي يتعدى سكانها 10 آلاف نسمة.

وتحصل محافظة أسيوط على النصيب الأوفر من المبادرة، لكونها من أكثر محافظات الجمهورية فقرا، حيث تشغل نحو 50% من الاهتمام، حيث تقدر تكلفة المشروعات المقترحة بمحافظة أسيوط بنحو 288.97 مليون جنيه، وحدد فريق الرصد الميداني والبحث للمبادرة ثلاثة احتياجات رئيسية للمحافظة، وهي: "البنية التحتية ومدى جودتها من شبكة الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي، ومنظومة الخدمات ومدى توافرها للمدارس والوحدات الصحية ومكاتب بريد ومخابز العيش ومكاتب تموين ومراكز شباب، بالإضافة إلى توفير سكن للمواطنين عن طريق إعادة تأهيل المنازل الأكثر فقرًا".

وعرض أحد أهالي القرية التبرع بقطعة أرض للمبادرة، كي يقام عليها مجمع للخدمات، ويجري عرض الأمر على الجهات المختصة لأخذ الموافقة.

وأكد جمال عبد الناصر، المنسق الميداني لمبادرة "حياة كريمة" في أسيوط، أنه سيجري ردم المصرف القريب من القرية، بما سيسهم في خدمتها وتسهيل وصول الأهالي للقرى المجاورة.

وقد حددت مبادرة حياة كريمة نحو 38.62 مليون جنيه للمشروعات في مجال الخدمات التعليمية، في محافظة أسيوط، و34.9 مليون جنيه في مجال الخدمات الصحية، و48 مليون جنيه في مجال الخدمات البيئية والدفاع المدني، و56.45 مليون جنيه في مجال مياه الشرب والصرف الصحي، و6 ملايين جنيه لمشروعات الري، وكذلك 105 ملايين جنيه كاعتماد إضافي لمشروعات الصرف الصحي.

وتشمل المرحلة الأولى من المبادرة، إعداد قوافل طبية لكل القرى الأكثر احتياجًا، وللفلاحين أصحاب المواشي وجارٍ القيام بمحاولات لمساعدة العرائس من أصحاب الحالات الخاصة واليتيمات على الزواج، إلى جانب عمل معاشات استثنائية "تكافل وكرامة"، والعمل على مشاريع متناهية الصغر للأسر غير القادرة.