اختتمت اللجنة الفنية المتخصصة للصحة والسكان ومكافحة المخدرات أعمالها أمس، والتي انعقدت على مدار ٥ أيام بالقاهرة، على مستوى الخبراء الفنيين وممثلي منظمات الاتحاد الأفريقي، ووزراء الصحة الأفارقة في الدول أعضاء الاتحاد برئاسة الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان.
وجاء في توصيات اللجنة الاتفاق اعتماد إعلان القاهرة حول التهاب الكبد الفيروسي في أفريقيا بالتصديق من الدول أعضاء الاتحاد الأفريقي، والتي أشادت بالإنجاز الذي حققته مصر في مكافحة فيروس سي، مؤكدًة إمكانية تكرار هذا النجاح الذي حققته دولة أفريقية واحدة في جميع البلدان الأفريقية.
و وجهت أميرة الفاضل مفوضة الشئون الاجتماعية بمفوضية الاتحاد الأفريقي، الشكر للدكتورة هالة زايد على استضافة مصر الاجتماع الثالث للجنة، وعلى ما تقدمت به من توصيات لإنشاء مركز إقليمي بمصر لدعم مبادرات الصحة العامة بالقارة الأفريقية، بالإضافة إلى ما تقدمت به زايد من مبادرة للانعقاد الاستثنائي للجنة بعد ٦ أشهر لمتابعة تنفيذ توصيات اللجنة ومدى تنفيذها على أرض الواقع.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة هالة زايد أن الدول الأفريقية أكثر الشعوب قوة ومثابرة حيث لديها خبرة تفوق الكثير من الدول في مجابهة التحديات والتغلب عليها، داعيةً كل دولة المشاركة بقصص النجاح في المجالات المختلفة لتبادل الخبرات ومساعدة باقي الدول.
وأكدت زايد بذل المزيد من الجهد وعقد اجتماعات متقاربة للجنة ودعوة كل الدول الأفريقية للعمل تحت مظلة واحدة لإنجاح ملف الصحة والسكان ومكافحة المخدرات على المستوى القاري.
و أوضح الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث باسم الوزارة أن وزراء الصحة الأفارقة تقدموا بالتهنئة للدكتورة هالة زايد على فوز مصر برئاسة اللجنة الفنية المتخصصة للصحة والسكان و مكافحة المخدرات بالاتحاد الأفريقي لمدة عاميين متتاليين، ويأتي ذلك بعد فوز مصر بمنصب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب وذلك منذ شهر مايو السابق.
و من جانبه أوضح دكتور محمد جاد رئيس هيئة الإسعاف والمشرف على قطاع العلاقات الصحية الخارجية بوزارة الصحة المصرية، أن اللجنة أشادت بتوصيات مصر الخاصة بإعلان القاهرة حول الالتهاب الكبدي الفيروسي والتي شملت أحد أهداف التنمية المستدامة الذي يدعو إلى مكافحة ذلك المرض، حيث إن عدد الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي (بي وسي) ازداد بنسبة ٣١٪ منذ عام ٢٠٠٠ وهو ما أثر سلبًا على الصحة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف جاد أن التوصيات شملت الاتفاق على وضع خطة استراتيجية وطنية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي مع تخصيص ميزانية لها وإدراج برنامج الالتهاب الكبدي الفيروسي في الخطة الصحية الأوسع نطاقًا وربطها مع غيرها من برامج الأمراض بما يتماشى مع الاستراتيجية الصحية لأفريقيا (2016- 2030) وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030.
وأشار مجاهد إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء نظام قوي للمعلومات والمراقبة الاستراتيجية للالتهاب الكبدي الفيروسي لضمان إدماج المؤشرات الأساسية في نظم المعلومات الصحية الوطنية، لتحسين تخطيط و رصد الاستجابة الوطنية والقارية.
كما أشادت اللجنة بتوصية مصر بالعمل على زيادة الوعي وتسليط الضوء على الاحتفال باليوم العالمي للالتهاب الكبدي الفيروسي في ٢٨ يوليو من كل عام.
ولفت مجاهد إلى توصية اللجنة بتعزيز استخدام لقاح التهاب الكبد (بي) في إطار التحصين الوطني وإدخال لقاح شامل أحادي الجرعة عند الولادة لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.
كما أوضح أنه من ضمن التوصيات توحيد آليات عملية تسجيل الأدوية وفقًا للمعايير الدولية وتسجيل الشركات المصنعة والمنتجة بما يتماشى مع متطلبات معايير التصنيع الجيدة للقارة الأفريقية، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاج المحلي للمكونات الصيدلانية المتطورة والفعالة والمواد الخام.
بالإضافة إلي تعزيز تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في جميع مراكز الرعاية الصحية وبيئات خدمات نقل الدم وتيسير حصول السكان على الرعاية الصحية الشاملة.
والجدير بالذكر أن هناك عدد من الدول استجابت لدعوة الدكتورة هالة زايد بالتوقيع على اتفاقية الدواء الدولية (AMA) والتي تهدف إلي توحيد شراء الدواء حسب احتياجات القارة بما يساهم في خفيض سعر الدواء، حيث وقع وزراء صحة كل من دولة غانا، مدغشقر، جامبيا، الجزائر وجمهورية الصحراء على الاتفاقية بنهاية الجلسة.