ففي نوفمبر الماضي، كانت القرية على موعد مع أزمة عصفت بالأهالي ومنازلهم، حيث تعرضوا للسيول المنحدرة من أعلى الجبل الشرقي، التي أدت لتهدم جدران المنازل، وسببت خسائرا كبيرة للأهالي، فضلا عن تركهم للمنازل ذعرا من أية تبعات سلبية قد تصيبهم جراء السيول، حيث غرقت القرية وانهار عدد من المنازل وتوفي شخص وأصيب ٣ آخرين.

وتفتقر القرية لكافة الخدمات والمرافق الأساسية بدءا من شبكات الصرف الصحي والمياه والطرق الترابية غير الممهدة أو المرصوفة، حتى مركز البريد أو مركز للشباب أو الوحدات الصحية، أو المدارس، فضلا عن المواصلات التي تسبب أزمة للأهالي نظرا لسوء حالة الشوارع وارتفاع تكلفة الانتقال من وإلى القرية.

حيث أن القرية تبعد عن مركز أبنوب بنحو 30 كيلو متر، ما يجعل الأهالي يفضلون الذهاب لمركز منفلوط لقضاء متطلباتهم كونه أقرب، والوسيلة الوحيدة الرابطة بين القرية ومركز منفلوط هي عبارة نهرية وهي وسيلة غير آمنة.

أما عن الخدمات الأساسية كالتعليم فالمدارس بها نقص شديد في المدارس وترتفع الكثافة الطلابية للفصل الواحد، وتعاني القرية من نقص المياه النقية للشرب وانقطاعها بشكل مستمر، وكان من المخطط إنشاء محطة مياه أو خزان مياه منذ 10 سنوات لتغذية المياه للمعابدة الشرقية والغربية ولكن لم يتم الانتهاء منها حتى الآن.

كما أن الوحدة الصحية فبلا تأثير يذكر، فهي بلا أطباء أو أدوية في أغلب الوقت، كما أن القرية بلا مركز للخدمات البريدية لأهالي القرية وخاصة أصحاب المعاشات الذين يلجأون للسفر إلى المراكز المجاور للحصول على معاشاتهم الشهرية.

وبعد إطلاق الرئيس السيسي لمبادرة حياة كريمة، بدأت عملية الرصد الميداني لاحتياجات القرى الأكثر فقرا، ومن بينها محافظة أسيوط، انقسمت لاحتياجات البنية الأساسية مثل الطرق والصرف الصحي والمياه والكهرباء، وكذلك الاحتياجات الخدمية مثل المدارس والوحدات الصحية والمستشفيات والمخابز، والسكن كريم ومدى جودة سكن الأسرة.

وجاءت محافظة أسيوط على رأس المستفيدين من المبادرة الرئاسية لتوفير حياة كريمة، بمبلغ 815 مليونا و279 ألف جنيه، حيث تم الانتهاء من إعادة تأهيل 380 منزلا بمحافظة أسيوط فى 18 قرية كمرحلة أولى للأسر الأولى بالرعاية بتدعيم وسقف ومد وصلات لمياه الشرب وإنشاء أو تدعيم دورات المياه وغرفة تفتيش نهائية خارج المنزل بتكلفة إجمالية حوالي 17 مليون جنيه، مضيفًا إنه جارٍ تنفيذ المرحلة الثانية لـ 445 منزلا في 27 قرية بتكلفة قدرها 20 مليون جنيه، حيث بلغت نسبة التنفيذ في تلك المرحلة حوالي 75%.

وشملت أعمال المبادرة بناء أسقف لرفع كفاءة المنازل، ومد شبكات مياه وصرف صحي إلى القرى الأكثر احتياجًا، وتطوير الوحدات الصحية والاجتماعية والبيطرية، بجانب الحضانات والمدارس ومراكز الشباب دون إغفال التدخلات الصحية من قوافل طبية وعمليات جراحية وأجهزة تعويضية.