حذرت الهيئة "الإسلامية
المسيحية" لنصرة القدس والمقدسات، من دعوات منظمات (الهيكل) المزعوم المتطرفة،
أنصارها وجمهور المستوطنين من المشاركة في الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى المبارك،
خلال أيام عيد الأضحى، وذلك تزامنا مع ذكرى ما يسمى بـ (خراب الهيكل).
واعتبرت الهيئة الإسلامية
المسيحية - في بيان لها اليوم الثلاثاء - الدعوات المتطرفة لباحات الأقصى المبارك،
خلال أيام عيد الأضحى، إصرار متطرف على المساس بحرمة المسجد المبارك، داعية إلى مواصلة
التصدي لكافة الانتهاكات والاعتداءات والذود عن المسجد المبارك.
وأوضحت الهيئة أن
سلطات الاحتلال تعتدي على كل ما هو مقدس للفلسطينيين بصورة همجية؛ فتارة تؤمن اقتحامات
للأقصى المبارك، وتارة أخرى تنفذ جريمة مروعة بهدم عشرات الشقق السكنية في واد الحمص
بصور باهر، داعية إلى إفشال مخططات الاحتلال والتصدي لعدوانه على كل كافة الجبهات.
وأشار الأمين العام
للهيئة الدكتور حنا عيسى، إلى مخطط إسرائيلي، يهدف إلى تكثيف الوجود اليهودي في المسجد
المبارك وبشكل يومي، لافتا إلى زيادة حدة الاعتداءات والاقتحامات بشكل متطرف وعنصري
وأمام العالم أجمع بمسلميه ومسيحييه وكل من يحترم الدين ويقدس دور العبادة، مؤكدا خطورة
هذا المخطط التهويدي الذي أضحى من خلاله مشهد اليهود والمتطرفين يتجولون بحرية في باحات
المسجد الأقصى أمرا اعتياديا، مهددين بالمزيد من إجراءات التهويد والاقتحام.
يشار إلى أن شرطة
الاحتلال ستقوم بإغلاق طرقات وشوارع رئيسية في مدينة القدس المحتلة، والتضييق على المقدسيين،
بسبب الطقوس الخاصة بما يسمى بـ "ذكرى خراب الهيكل".
يذكر أن ذكرى (خراب
الهيكل) المزعوم في الديانة اليهودية وفق بعض الروايات، هي يوم صيام وحداد على تدمير
هيكل سليمان المقدس (الهيكل الأول) على يد البابليين، أيام الملك البابلي نبوخذناصر،
وعلى تدمير هيكل هيرودوس (الهيكل الثاني) على يد الرومان أيام القيصر الروماني فسباسيان،
ويأتي ذلك في بدايات شهر أغسطس وفق التقويم الميلادي.
وتأتي دعوات اقتحام
الأقصى التي عممت على شبكات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تواصل فيه شرطة الاحتلال
الإسرائيلي فرض التقييدات على دخول الفلسطينيين لساحات الحرم ونصب الحواجز العسكرية
بالطرقات المؤدية للأقصى وقبالة بواباته.
كما صعدت سلطات الاحتلال
من إجراءاتها ضد المصلين وموظفي الأوقاف عبر ملاحقتهم واعتقالهم والتحقيق معهم، وكذلك
إبعادهم عن الأقصى.
ودعت المنظمات الاستيطانية
أنصارها وللإسرائيليين اقتحام جماعي للمسجد الأقصى خلال أيام الأسبوع المقبل، على أن
يتم الشروع بالاقتحامات بساعات صباح يوم الأحد المقبل، بعد انتهاء صلاة عيد الأضحى،
وتتجدد يوميا حتى صباح يوم الخميس المقبل.
ووفقا للنشاط بمنظمات
(الهيكل) المستوطن إبراهام بلوخ، فإن الشرطة الإسرائيلية ستسمح لهم بتنفيذ اقتحامات
جماعية لساحات الحرم بمناسبة ذكرى "خراب الهيكل" وستوفر للمستوطنين الحماية،
وذلك على غرار الاقتحامات الجماعية خلال ما يسمى "يوم القدس" في الـ28 من
شهر رمضان.
كما وجهت دعوات للمستوطنين
وأطفالهم للمشاركة في الاقتحامات وإقامة فعاليات تلمودية في ساحات الحرم بذكرى
"خراب الهيكل"، وذلك لربط أطفال المستوطنين وعائلاتهم بأمجاد "الهيكل"
المزعوم.
وصعد المستوطنون
وعناصر شرطة الاحتلال من اعتداءاتهم وانتهاكاتهم لحرمة المسجد الأقصى، ويسعى المستوطنون
إلى زيادة مدة اقتحاماتهم لساحات الحرم خلال الفترة الصباحية، وكذلك السماح لهم بتجديد
الاقتحامات بساعات ما بعد الظهر.
وكثفت الجماعات اليهودية
من الاقتحامات للأقصى، وأفاد تقرير صدر مركز معلومات "وادي حلوة" الفلسطيني
أن 2233 مستوطنا وطالبا يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى خلال يوليو الماضي، بحراسة مشددة
من شرطة الاحتلال.
فيما قالت وزارة
الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية، إن سلطات الاحتلال ارتكبت أكثر من 75 اعتداء وانتهاكا
بحق المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي خلال الشهر الماضي.