في ذكرى ميلادها.. نجاة الصغيرة تقضي العيد في الصحراء
تحل اليوم ذكرى قيثارة الغناء والطرب
العربي الفنانة القديرة نجاة الصغيرة، فهي صوت الحب والسحر، وقد جسدت بأعمالها
الغنائية وداعة الإنثى وطيبتها وحنيتها وتحملها لكل تقلبات الرجل، فهي التي نادته
"ياظالم بحبك" "أسهر
وانشغل أنا" و"القريب منك بعيد" و"أنا بستناك" و"متى
ستعرف كم أهواك"، وأعلنت للجميع " أنا مازلت أهواه" وناشدتهم
"أوصفولي الحب" دا "بان علي حبه" وسألته "بتقولي بحبك من
امتى" يا "ساكن قصادي" "حبك انت شكل تاني" "قلبك
راح فين" "فكر ياحبيبي" "مش هاين اودعك" و"مقدرش
انساك".
ومن المؤكد أن رقة الصوت وعذوبته وروعة
الآداء تجسدت في هذه الفنانة التي تمكنت من أن تصبح لونا منفردا في الغناء والطرب
العربي في فترة تزاحم فيها نجوم الطرب وعمالقته على قمة الغناء ومنهم السيدة أم
كلثوم والموسيقار عبد الوهاب وفريد الأطرش وصباح وفايزة أحمد.
وفي ذكرى ميلادها
ننشر ذكرياتها التي روتها لمجلة الكواكب عام 1959 تزوجت نجاة الصغيرة في أول حياتها
كمال منسى وهو والد ابنها الوحيد "وليد" الذي أصبح نور حياتها حتى الآن،
وأكدت أنها من مواليد 11 أغسطس، وفي عام 1958 قررت أن تحتفي بذكرى ميلادها في
الإسكندرية بعد أن فرغت من أعمالها وأجلت حفلا كانت ستغني فيه وألغت حفلا آخر كي
تنعم بالاحتفال مع زوجها ووليدها، وفي الثامنة مساء استقلوا سيارتهم ووصلوا إلى
الإسكندرية في الحادية عشرة، وعند وصولهم بحثوا عن فندق يقيمون به ويحتفلون فيه
بعيد ميلادها، لكن الفنادق جميعها كانت مزدحمة ولم تجد مكانا حتى في فنادق الدرجة
الثانية أو الثالثة، والذي زاد ضيقها أنه لا صديق لها في الإسكندرية تقضي عنده
الليلة هي وأسرتها الصغيرة.
اتجهت نجاة وزوجها وإبنها إلى الملاهي
بعد أن أحضر لها زوجها كعكة كبيرة مع حلوى وشموع عيد الميلاد، وتناولوا العشاء بعد
أن أطفأت الشموع، ولم يكن أمامهم خيارا غير العودة إلى القاهرة، وتعلمت من ذلك
الموقف ألا تسافر إلى الإسكندرية بدون ترتيب وحجز مسبق للفندق.
كانت هذه ليلة متعبة في حياة نجاة،
لكنها أكدت أن هناك ليلة مرت بها كانت أشد تعبا ورعبا، حيث اتفقت مع عدة أشخاص على
إحياء حفل بإحدى القرى القريبة من المنصورة، وذهبت إلى مكان محدد عند مدخل
المنصورة واستأجرت سيارتين لها ولفرقتها، ثم التقت بأصحاب العرس الذين تولوا نقلها
مع الفرقة بسياراتهم إلى مكان الحفل، وطالت الرحلة قرابة الساعة ، فقد شعرت بالتعب
والإرهاق بسبب الطريق غير الممهد الذي تسير عليه السيارة ، وهنا طلبت من أصحاب
الفرح أن يعودوا بها إلى المنصورة ويأخدوا ما دفعوه لها، فقد قررت ألا تغني، لكنهم
ردوا عليها بخشونة اضطرت معها أن تسكت وتكتم غيظها.
بعد رحلة مجهدة في الطريق المترب وصلت
نجاة وهالها ما وجدت، فقد رأت قوات البوليس تحاصر القرية مع أفراد الهجانة، فقد
نشبت معركة في الوقت الذي تغيب فيه أصحاب الفرح، ووقعت جريمة قتل، وقد منع رجال
البوليس الدخول أو الخروج من القرية وأمروا بعدم إقامة الحفل الذي كانت ستغني فيه،
ولم يجد أصحاب الفرح إلا التسليم بالأمر الواقع، واضطرت نجاة للعودة مع فرقتها من
نفس الطريق الوعر، وقد عانوا الأمرين في العثور على سيارة تنقلهم من المنصورة إلى
القاهرة، ومن تلك الليلة لم تتعاقد نجاة على إحياء الليالي في الأقاليم خوفا من
المفاجآت.